من جنوب لبنان إلى جرود عرسال، بدا أعضاء مجلس نواب الشعب التونسي الذين يزورون لبنان هذه الأيام، كمن يقتفي أثر المقاومة في حربها على إسرائيل والجماعات الإرهابية لينقلوا الصورة الحقيقية إلى الشباب التونسي بأنه لا مجال للحديث عن الانهزامية طالما هناك إرادة شعب وحق في الوجود، على حدّ قولهم.
هذا ما عبّرت عنه النائب في البرلمان التونسي رابحة بن حسين من المنطقة التي شهدت مؤخراً دحر "جبهة النصرة" ومسلحيها. وقالت في مقابلة مع الميادين "إن العدو واحد ومشترك ويضرب أينما كان، مشيرةً إلى أن "العزيمة والقوة والإرادة والصبر وقوة التحمل من أجل الانتصار هي دروس وعبر هامة جداً حتى في تربية الأبناء"، متحدثة عمّا شهدته من أنفاق حفرها مقاتلو حزب الله بأيديهم خلال المعركة.
ولفتت بن حسين خلال زيارة الوفد لجرود عرسال بعد تحريرها إلى أن "هذه الزيارة تحمل معاني المقاومة والنضال من أجل الأرض والكرامة وهي دلالات كبيرة تستحق الاحترام والتقدير" مضيفةً أن الهدف من الزيارة التواصل والتعبير للمقاومين عن مدى تقديرهم واحترامهم لهم لأن "حربهم هي حربنا".
كما اعتبرت بن حسين أن انتصار المقاومة في هذه الأماكن مؤشر إيجابي على أنه بمقدور التونسيين أيضاً القضاء على هذا العدوان بشكل تام بحيث لا يعود له أي وجود، مؤكدةً "أن لا مجال للحديث عن قوى أو تبعية أو موازين قوى تفرض عليهم سياسة قبول الأمر الواقع فشعوبنا قادرة على قلب كل الموازين وفرض كلمتها وحقها في أرضها ووجودها".
وتابعت أن أعضاء الوفد يريد أن يوصل لشباب تونس رسالة مفادها أنه "لا مجال للحديث عن الانهزامية وموازين قوى، فهناك إرادة شعب وحق في الأمن العام والوجود وهذا سنواصل التضحية من أجله"، مضيفةً أن "القدوة التي سنتخذها في هذا المجال هو ما أنجزته المقاومة في لبنان".
كذلك تحدثت البرلمانية التونسية في معرض كلامها عن انطباعاتها لدى زيارة جنوب لبنان حيث "رأينا ملحمة كبيرة ملحمة انتصار ونخوة وكرامة تدفعنا للانحناء تقديراً وكرامة" مضيفة "سنبلّغ شعب تونس بأننا بحاجة لهذا الإحساس بالقوة نستمدّه من تجربة المقاومة، وهذا ما عايشته خلال هذه الزيارة".
الوفد البرلماني التونسي كان زار سوريا في وقت تزداد الدعوات السياسية والشعبية في تونس لإعادة العلاقات مع دمشق والتنسيق مع الحكومة السورية في مجال مكافحة الإرهاب.