أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، أن "هناك العديد من الأمور التي نختلف حولها مع الطرف الآخر، ولكن بالرغم من كل الاختلافات، لا بد أن نتابع مسيرة الإنجاز في البلد، وهذه الحكومة ستقوم بكل ما يمكنها القيام به، والانتخابات ستحصل إن شاء الله، والبلد سيعود إلى ما كان رفيق الحريري يحلم أن يكون عليه".

كلام الحريري جاء خلال حفل عشاء تكريمي، أقامه المحامي حسن عفيف كشلي على شرفه، مساء اليوم، في دارة عفيف كشلي في الشبانية، في حضور وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، النائب عقاب صقر، رئيس المحاكم الشرعية القاضي الشيخ محمد عساف ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وحشد من الشخصيات الأمنية والتربوية والتجارية والاجتماعية ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية والعائلات البيروتية والمخاتير.

وقال الحريري: "إن البلد يمر بمراحل صعبة، ولكن إذا نظرنا إلى ما يجري حولنا، نقول الحمد لله ألف مرة. فالمشروع الذي يستهدف المنطقة أكبر منا بكثير، ولكننا تمكنا أن نجنب لبنان المخاطر، بفضل حكمة البعض والعمل الدؤوب".

أضاف: "نسمع كثيرا في هذه الأيام أصواتا تعلو وأشخاصا يتحدون. وما أقوله أنا إن هذا البلد أداره رفيق الحريري بكل حنكة واستيعاب، وتمكن من إقامة تسويات لمصلحة البلد. فقد قرأت قبل أيام كلاما للشهيد رفيق الحريري رحمه الله، يقول فيه: أنا دخلت في كل هذه التسويات لمصلحة البلد وليس لأي مصلحة شخصية، ولو كنت نظرت إلى مصلحتي السياسية المباشرة، لما كنت دخلت في العديد من هذه التسويات، ولكني أعطيت الأولوية لمصلحة البلد".

وتابع: "إذا أردنا اليوم أن نقتدي بالرئيس الشهيد ونسير فعلا على مسيرته، فعلينا أن نركز على الإنجاز، وهذا الإنجاز لا يمكن أن يحصل من دون التوافق والتشاور بين الأفرقاء السياسيين كافة. رفيق الحريري عرف أن وحدة لبنان الوطنية هي، التي يمكن أن تحمي البلد. فلننظر إلى ما قام به الرئيس الشهيد على أثر الهجوم، الذي شنه العدو الإسرائيلي في عناقيد الغضب العام 1996، ألم يجل حول العالم من أجل إيقاف الحرب، علما أنه كان يومها على خلاف مع حزب الله. فالحزب لم يصوت مرة لصالح رفيق الحريري، ولم يمنح أي ثقة لحكوماته. لكن هم رفيق الحريري كان أن يبقى البلد مستقرا".

وكان الحفل، قد استهل بكلمة لكشلي، الذي أكد "الوقوف على العهد والوعد مع الرئيس الحريري وإلى جانبه دائما".

وتوجه للحريري بالقول: "إن بيروت التي عرفتك محبا لها، التمست منك الحب والود. فحسبها بك أمران: الأول أنك أحببتها حب عاشق، فأوليتها كل اهتمام واحترام، وكنت فيها رحيبا للمروءة والعزم، فقمت منتفضا بنفس علياء، فامتطيت صهوة مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله.
والأمر الثاني، أن أبناء بيروت، الذين عرفوك حازما في مناصب الحكم، صارما في عزائم الأمور، محبا لعمل الخير، ولأن من طبعك الحلم، فأزلت دجى النوائب والحادثات عنها، حتى غدت تزهو بك، فأقسموا أن يبقوا أوفياء لك ما دام فيهم عرق ينبض".

وفي ختام الحفل، قدم عفيف كشلي درع وفاء ومحبة للرئيس الحريري، وقال: "بعد استشهاد دولة الرئيس رفيق الحريري، أصيب اللبنانيون وخاصة أهل بيروت بالإحباط، ولكن الله من علينا بالرئيس سعد الحريري، رئيس الاعتدال، الذي حافظ على لبنان بحكمته وطول باعه بالسياسة الحكيمة".