كرر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «أننا في زمن النصر»، محذّراً العدو الإسرائيلي من كلفة شنّ أي حرب على لبنان، ومقلّلاً من أهمية التهديد بالعقوبات الأميركية عليه. وفيما ربط بين نصر تموز والنصر على الإرهابيين في الجرود الشرقية، دعا إلى التنسيق مع سوريا اقتصاديّاً وأمنيّاً

اختار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذكرى الـ 11 لانتصار تمّوز 2006، ليوجّه جملة رسائل إلى العدوّ الإسرائيلي، مذكّراً إياه بتعاظم قدرة المقاومة وتهديدها لمفاعل ديمونا، وقرب انهيار المشروع المعادي لمحور المقاومة في المنطقة بشكل عام.

ومن سهل بلدة الخيام، «بلدة العلم والجهاد والمقاومة والصمود والعيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين»، وحيث دمّرت صواريخ المقاومة فخر الصناعة العسكرية العبرية، دبابات الميركافا، اختار نصرالله أن يربط بين نصر تمّوز وانتصارات الجرود ضد الجماعات الإرهابية. كذلك تطرّق إلى العقوبات الأميركية التي يهوّل بها على لبنان، جازماً بأنها لن تضعف قدرة المقاومة، ودعا إلى التنسيق بين لبنان وسوريا اقتصاديّاً وأمنياً.
وقال من «تموزنا 2006 إلى تموزنا 2017 نصر جديد في معركة أخرى، لكنها تنتمي إلى نفس المعركة وبنفس المعايير والموازين والحسابات»، لافتاً إلى أنه «عندما تتكامل قوتنا بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة ستكبر مخاوفهم وسيرتدعون».

وعاد الأمين العام لحزب الله إلى «الزمن الذي كان فيه الاسرائيلي يهدد وينفذ»، مؤكّداً أنه انتهى و«نحن في زمن النصر»، ناسفاً كل نظريات الرهان «على ضرب محور المقاومة» وأن الرهانات خابت وتخيب وستخيب آمال المراهنين. ولفت إلى أن «الإسرائيليين يتجنبون خوض أي حرب على لبنان لأنهم يعلمون الكلفة الباهظة عليهم، وهم يدركون أنه في لبنان بمعادلته الذهبية قوة كلفتها عالية يقينية عليهم».
ورأى أن «النموذج الذي قدمته المقاومة في سهل الخيام ووادي الحجير وكل سهول وجبال الجنوب هو نفس النموذج، لكنه تطور أكثر»، مؤكّداً أن «أي قوات برية صهيونية ستدخل إلى جبالنا وسهولنا لن ينتظرها سهل الخيام كما في 2006 بل مضروباً بالمئات».
ولفت نصرالله الى أن «التهديد الأساسي للصهيوني بنظره هو حزب الله، وهو يتحدث عن الاستعداد الدائم لحزب الله بالعتاد والعديد. ومع كل تصريح للإسرائيلي عن قدرة حزب الله، فإنه يعترف بهزيمته في حرب تموز 2006». وفيما شدد على أن «هذه المقاومة تعمل لتحقيق الاهداف الوطنية ولا تبحث عن المكاسب السياسية والحزبية والطائفية»، رأى أن «هذه المقاومة ميزتها الأخلاقية أنها وضعت أهدافاً وطنية نصب أعينها تعمل على تحقيقها ولا تبحث عن مكاسب على الطريقة اللبنانية»، مشدّداً على أنه عندما يتحدّث عن قوّة المقاومة لا يتحدث مع الداخل، وإنما يتحدث للعدو، «الذي وصل إلى اقتناع بأن أي حرب على لبنان لا توازي ولا تستأهل الكلفة التي ستتحملها إسرائيل في مقابل هذه الحرب».
وشرح كيف أن إسرائيل «تقول إن الحرب على لبنان هي حرب اللاخيار، أي لا تكون الحرب إلا آخر خيار»، لأنه «تولدت معرفة حقيقية عند الإسرائيليين أن في لبنان قوة إذا استخدمت فيها المعادلة الذهبية فستكون الكلفة عالية جداً على إسرائيل».
ورأى أن «قرار إخلاء إسرائيل حاويات الأمونيا في حيفا يعكس خوفها من قوة المقاومة واحترامها»، كاشفاً أن «الصهاينة يدرسون بدائل وخيارات لإخلاء الأمونيا. وبعد مناقشات طويلة ومحاكمات، حكمت المحكمة بإخلاء هذه الحاويات في أيلول». لكنّه كرّر التهديد المبطّن لمفاعل ديمونا النووي بالقول «بعد الأمونيا أيضاً، هناك ديمونا وهو أخطر. وعلى العدو أن يعالج هذا الأمر أيضاً».

 

العقوبات الأميركية

ومن التهديد العسكري إلى الأساليب الأخرى، أكد نصرالله أن «العدو يلجأ إلى أساليب أخرى غير عسكرية للضغط على المقاومة، عبر ضغوط الإدارة الأميركية على حزب الله والحكومة والشعب اللبناني وأصدقاء حزب الله وداعميه». وذكّر بالهفوة التي وقع بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حين قال أمام الرئيس سعد الحريري إن «أميركا والحكومة اللبنانية تشتركان في محاربة الإرهاب بينهما داعش وحزب الله»، مشيراً إلى أن «ترامب لا يعلم أن حزب الله موجود في الحكومة وجزء من الحكومة». لكنّه جزم بأن «الإدارة الأميركية لن تستطيع المس بقدرة المقاومة وتعاظم قوة المقاومة في لبنان». ورداً على قول ترامب بأن «حزب الله قوة هدامة وخطرة»، قال «نعم حزب الله قوة هدامة ومدمرة وخطيرة على المشروع الإسرائيلي، وهدم مشروع إسرائيل الكبرى في عام 2000، وهو أسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد». وأكد أن «حزب الله هو قوة خير وحماية»، وأن «الإرهاب هو أميركا وإسرائيل والجماعات التي صنعتها (هاتان الدولتان)»، مشيراً إلى كلام ترامب عن أن «أوباما وكلينتون صنعا داعش».
وقال إن «هناك تهويلاً وتهديداً على المسؤولين اللبنانيين في الغرف المغلقة والدوائر الدبلوماسية»، متمنيّاً «أن لا يكون بعض اللبنانيين مشتركين في حفلة التهويل هذه». ونصح المعنيين بأن «نكون أقوياء نفسياً لأننا سنكون أقوياء عملياً وميدانياً».
وحول الشكاوى والتحريض الإسرائيلي على زرع الأشجار في الجنوب، قال إن «الإسرائيلي اليوم يخاف من زراعة الأشجار لأنه يعتبر أنها تحمي الناس في لبنان»، وأضاف «عندما يملك شعبنا القوة للبناء على الشريط الشائك ويمشي في الليل ويزرع أرضه، فهذه قوة»، داعياً «البلديات والجمعيات والناس في كل لبنان إلى زراعة الشجر لأن هذا جزء من المقاومة وحماية لبنان، ولا تنتظروا فقط الدولة».

معركة الجرود والتنسيق مع سوريا

وفي ما خصّ المعركة المنتظرة لتحرير بقية جرود السلسلة الشرقية من تنظيم «داعش» الإرهابي، أكد نصرالله «أننا ننتظر قرار الجيش اللبناني الذي سيحدد الوقت لبدء المعركة لتحرير بقية الجرود»، متمنياً أن «لا يضع أحد مدى زمنياً للجيش بالحسم، وأن لا يضع أحد مقارنات بين المعارك الحاصلة، ونحن ذاهبون إلى معركة وطنية فيها دم شباب». وجزم: «سنكون أمام انتصار حاسم جديد. والمسألة هي مسألة وقت والتعاطي بروح وطنية وإنسانية». وكرّر أنه «خلال أيام سيخرج بقية المسلحين من جرود عرسال إلى سوريا بعد التسهيلات التي قدمتها الدولة السورية»، وأنه «بمجرد أن يدخل الجيش ويتسلم المواقع، نحن سوف نخليها».

وعن العلاقة مع سوريا، دعا الأمين العام لحزب الله «بعض السياسيين إلى وضع حساباتهم الشخصية والنكايات جانباً لأن سوريا هي جارتنا الوحيدة». وأكد أنه «بحكم الجغرافيا والتاريخ، فإن مصالح لبنان مع سوريا أكبر بكثير من مصالح سوريا مع لبنان، وفي أغلب الملفات لبنان محتاج إلى الحديث مع سوريا. ومن مصلحة لبنان أن تكون الحدود مع سوريا مفتوحة، وأن يتفاهما في المشاريع الزراعية». وذكر أن «الحدود مع العراق والأردن ستفتح، وهناك صادرات يجب إخراجها عبر سوريا»، مشيراً إلى أنه «في الموضوع الأمني نحن محتاجون إلى الحديث مع سوريا وكذلك حول معامل الكهرباء في الشمال».
وفي كلمات مقتضبة عن اليمن، شدد الأمين العام لحزب الله على وجوب «فك الحصار عن اليمن والذهاب نحو حل سياسي وهو ممكن، لكن هناك من يريد إذلال الآخرين». وقال: «في اليمن، هناك أزمة وكارثة إنسانية وصحية بسبب الحرب والحصار من أميركا والسعودية. ويجب أن تصدر الدعوات لفك الحصار، وكل الساكتين في العالم يتحملون المسؤولية».
وختم بتوجيه التحية للإمام المغيب السيد موسى الصدر ورفيقيه، مخاطباً الصدر بالقول: «سنكمل الطريق وما نصر 2006 إلا بعض من زرعك».

 


تنصت إسرائيلي في الباروك

عثرت المقاومة، أمس، على جهاز تجسّس إسرائيلي في أحد المرتفعات الاستراتيجية من جبل الباروك، على المقلب الشرقي من السلسلة الغربية، في مقابل بلدة صغبين وبحيرة القرعون. وبحسب معلومات نشرها «الإعلام الحربي» في المقاومة، فإن الجهاز تم تفجيره عن بُعد خشية انكشافه، وقد تناثرت قطعه في محيط المكان الذي كان موجوداً فيه، وعثر بين البقايا على قاعدة للاقط إرسال من كابل كهربائي، بالإضافة إلى بطاريات وقطع للطاقة الشمسية. وكان الجهاز مخبّأً داخل جسم من مادة الفيبر غلاس على شكل صخرة مثبّتة بإحدى الصخور المشرفة على كامل قرى البقاع الغربي، مروراً بالطريق الدولية المؤدية إلى السلسلة الشرقية. وعلى الفور، حضرت دورية للجيش اللبناني وعاينت المكان، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

المصدر: الاخبار