شدد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة  النائب الحاج  محمد رعد، خلال احتفال تأبيني أقامه حزب الله للشهيد محمد حكمت بزيع في حسينية بلدة زبقين الجنوبية، على “أن لبنان اليوم بات الرقم الصعب في معادلات صراع القوى في المنطقة والعالم، لا سيما وأن المشروع الأميركي الصهيوني لتطبيع علاقات دول المنطقة مع الكيان الإسرائيلي وقف عند بوابة المقاومة وعند القرى الجنوبية، وسقط مشروع الشرق الأوسط، الذي نالت عليه كونداليزا رايس القبلات عام 2006 أثناء حرب تموز، ومزق وأصبح تحت الأقدام”.

وقال: “فضحت المقاومة زيف قدرات خصومها وأعدائها، وتبين أن العدو الإسرائيلي يمكن أن يتصرف بشجاعة فقط حين لا يجد أمامه أحدا يردعه عن الهجوم والعدوان. ثمة مجموعات صغيرة تصدت للعدوان الإسرائيلي وأسقطت مشروعه، ولو كان الداعم له دولا كبرى أعضاء في مجلس الأمن ودولا متناثرة في مختلف قارات العالم، وبالتالي عندما تتخاذل عن نصرة الحق يقوى العدو من أهل الباطل، وعندما تثبت على حقك وتصمد في مواجهة أهل الباطل تنكشف قدراتهم وتظهر قدراتك على أنها تفوق قدراتهم بأضعاف، وهذا درس من دروس المقاومة والمواجهة لأعداء الحق والإنسانية وللمستكبرين الأميركيين وحلفائهم وأدواتهم”.

ورأى النائب رعد أن ما يدعوننا إليه البعض ليس ثقافة حياة، لأنها تنطوي على القبول بالاستسلام والاقرار بالأمر الواقع والانهزام والسقوط والتعامل والتطبيع مع العدو، والارتهان للكرامات أمام أعتاب الظلام والجبابرة والطواغيت في هذا العالم، وبالتالي فإن ثقافة المقاومة هي ثقافة الحياة والإباء والشرف والعنفوان ورفض السكوت على ضيم والتضحية والتخلي عن الأنانية والحسابات الشخصية الضيقة لمصلحة المجتمع والوطن والرسالات وقيمها النبيلة، ولذلك إذا كان لنا أن نفتخر بهذه المقاومة التي رجالها ربيون لا يهنون ولا يستكينون ولا يضعفون، وعقولهم شاخصة دائما إلى الهدف الذي هو رضى الله سبحانه وتعالى ومصلحة الإنسان عموما ومصلحة الأوطان، وبالتالي من حقنا أن نفعل ذلك، لأننا في لبنان نصنع تاريخا جديدا له”.

وقال: “نحن الذين نفهم ثقافة الحياة، ونحن الذين بدماء مجاهدينا نصنع الحياة لمجتمعاتنا، ونعرف أن الحياة لا معنى لها دون عز وكرامة، وأن العيش قد يستقيم مع الذلة والمهانة والاكتفاء بالشرب والأكل، ولكن الحياة لا تستقيم إلا بالعزة والكرامة والتعبير عن الهوية الانسانية الحضارية، فنحن أصحاب الحياة والذين نصنع ثقافة الحياة”.

وختم: “نحن اليوم نطوي صفحة جديدة في حفظ وجودنا، وفي منح المزيد من القوة والعنفوان والفخار والعزة والكرامة لمجتمعنا المقاوم ولجميع اللبنانيين والعرب والمسلمين والشرفاء في العالم، ونحن الذين نعلم الناس كيف تحفظ الكرامات وتصان الأوطان وتتحقق العزة بثباتنا وصمودنا وتضحياتنا ودمائنا وأرواحنا وتلاحم مجتمعنا وتفاهم قياداتنا ووحدة صفوفنا، ف، ومن حق شعبنا المقاوم أن يكون أمثولة ونموذجا لتحقيق العزة والكرامة”.

المصدر: الوكالة الوطنية