يقوم الجيش السوري الى جانب مقاتلي حزب الله من الجانب السوري ، والجيش اللبناني من الجانب اللبناني ، بمهاجمة بقايا “داعش” في جرود رأس بعلبك والقاع في لبنان وجرود بلدتي قارة والجراجير في سوريا بهدف تطهير كامل المنطقة من ما تبقى من “الدواعش”.
انجازات كبيرة حققها مقاتلو حزب الله والجيش السوري على الجانب السوري من الحدود تمثلت بتحرير تلال استراتيجية ومناطق مشرفة على مواقع “داعش” ، بينما حقق بالمقابل الجيش اللبناني انجازات مماثلة على الجانب اللبناني ، ويتوقع الخبراء العسكريون ان تكون المعركة سريعة ويكون النصر حليف حزب الله والجيشين السوري واللبناني.
انتصار الجيش اللبناني والجيش السوري وحزب الله في معركة الجرود وتطهير الحدود بين سوريا ولبنان من الجيب “الداعشي” ، سيكون انتصارا كبيرا للشعب اللبناني ، بعد ان كان هذا الجيب مصدرا للارهاب الذي كبد لبنان خسائر كبيرة تمثلت باستشهاد واصابة المئات من ابنائه  بسبب السيارات المفخخة والانتحاريين الذين كانوا ينطلقون من هذا الجيب ، واكثر صفحات “الدواعش” ايلاما في قلوب اللبنانيين هي جرائم ذبح الجنود اللبنانيين.
موقف السياسيين اللبنانيين المحسوبين على محور الاعتدال العربي والمدعوم من امريكا ازاء المعركة التي يخوضها الجيشان السوري اللبناني وحزب الله ضد “داعش” في الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا ، يمثل نكسة اخلاقية ووطنية بمعنى الكلمة لهؤلاء السياسيين ، فهم لا يتحدثون عن هذه المعركة الا ويسجلون موقفا قد تم تلقينهم به ومفاده انه من غير المسموح للجيش اللبناني ان ينسق مع الجانب السوري وحزب الله في المعركة التي يخوضها الجميع ضد “داعش” ، فأي تنسيق قد يهدد المساعدات العسكرية التي يحصل عليها الجيش اللبناني من امريكا!.
موقف امريكا من حزب الله هو موقف “اسرائيل” بالتمام والكمال ، وموقف امريكا من “داعش” هو موقف مَن لايستعجل القضاء على “داعش” ، على الاقل في المستقبل المنظور ، من اجل تحقيق اهداف لم تتحقق بعد من وجود “داعش” ، وليس هناك اي استغراب من هذين الموقفين الامريكيين ، ولكن الاستغراب يفرض نفسه عندما يكرر بعض السياسيين اللبنانيين وبحماسة بالغة هذه المواقف التي تتنافى مع العقل والحكمة والمصلحة والوطنية حتى في حدودها الدنيا.
من الصعب ايجاد تبرير لهؤلاء السياسيين الذين يكررون مواقف امريكا من معركة تسيل فيها دماء مقاتلي حزب الله والجنود السوريين واللبنانيين ، وهي معركة محصورة جغرافيا في منطقة واحدة وضيقة وضد عدو واحد ، من اجل انقاذ لبنان من سرطان “داعش” والتكفيريين الذين عاثوا فسادا في الدول الجارة والقريبة من لبنان.
الحقائق تفرض نفسها عادة على الجميع ولا تعير اهمية لاميال الاخرين ولا حتى احقادهم وضغائنهم ، لذلك فان المعركة التي تجري على جانبي الحدود السورية اللبنانية ، فرضت حقائق لا يمكن للجيشين اللبناني والسوري ان يتجاهلاها ، وهذه الحقائق تتطلب تنسيقا بين الجانبين رغم ارادة امريكا وسياسييها داخل لبنان ، وهو ما تأكد من خلال تزامن العمليات العسكرية للجيشين السوري واللبناني على جانبي الحدود ، نظرا للقرار السياسي الذي اتخذته القيادتين السورية واللبنانية وقيادة حزب الله بانتزاع خنجر “داعش” من خاصرة لبنان وقبر آمال البعض ، في استخدام “داعش” كوسيلة لاستنزاف لبنان واستضعافه.

المصدر: شفقنا