منذ نهاية حرب 1967، التي فتحت الطريق أمام إسرائيل لاحتلال مرتفعات الجولان السورية، ومنذ بدء الانتفاضة السورية في سياق الربيع العربي، ثم انزلاقها إلى حرب في عام 2012، يشاهد الإسرائيليون المتمردين السوريين وهم ينتقلون من وإلى خطوط المواجهة في شاحنات صغيرة.
لم تقف إسرائيل صامتة خلال الحرب السورية، ففي يونيو 2017، استهدفت ضربات جوية إسرائيلية مواقع عسكرية سورية في القنيطرة، وقد اتهم المسؤولون في حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، إسرائيل بمساعدة الإرهابيين حين شنت هذه الضربات.
لم يكن الأسد صديقا أبدا لإسرائيل، كما أنه يرتبط بعلاقات وثيقة مع حزب الله، وبالتالي فإن التدخل الإسرائيلي في هذه الحرب كان استهدافا لحزب الله بشكل خاص.
استهدفت إسرائيل مخبأ للأسلحة لحزب الله في دمشق، أثناء سلسلة الهجمات الأخيرة، وأكد يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لبنيامين نتنياهو في الفترة بين 2011 و2013، أن إسرائيل لن تسمح لحزب الله باستخدام الحرب لتعزيز وضعه في أي مشاركة مستقبلية معها، مؤكدا أن تل أبيب تفهم أن هذا الصراع سيكون طويلا ودمويا.
يعد فوز الأسد بالحرب كابوسا لإسرائيل، فبعد سحق داعش واحتواء المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، سيخرج حزب الله في جنوب لبنان بمسيرات النصر، داعيا لحرب جديدة مع العدو القديم إسرائيل، بينما يستعد بنيامين نتنياهو وحكومته للحرب في تل أبيب.
سوف تواجه إسرائيل أسوأ النتائج حال دخلت في حرب مع حزب الله، الذي تدعمه طهران، وكذلك الأسد المنتصر.
الجنرال الإسرائيلي نيتسان نوريل، قال إن المهمة الرئيسية اليوم هي التأكد من أن الجانب السوري من الجولان سيبقى تحت السيطرة بحيث لا يستخدم كمنصة للهجوم على إسرائيل، وقال عميدرور إن فوز الأسد سيقود إلى تغير كبير في المشهد الجغرافي الاستراتيجي والسياسي في الشرق الأوسط، وربما ردا على ذلك ستتقرب إسرائيل من الدول الخليجية، لمواجهة هذا التهديد.
فوز الأسد يعني تراجع المليشيات المتطرفة التي اتخذت الرقة مقرا لها، ويقول رافايلو بانتوتشي، مدير دراسات الأمن الدولي في المعهد الروسي: في حين أن التهديد الذي يشكله المسلحون الإرهابيون على إسرائيل حقيقي، فإن تل أبيب لم تكن بحاجة للتدخل ضد تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة، حيث ركز التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على ذلك. لا يهاجم الإسرائيليون داعش، فهم فقط يستهدفون حزب الله.
يذكر أن إسرائيل أصبحت أكثر حذرا في تدخلها في هذه الحرب بعد سقوط الطائرة الحربية الروسية في عام 2015، ومع توقف محادثات السلام في جنيف، ووساطة روسيا وإيران في محادثات أستانا، يرتفع الجمود في حل الأزمة السورية.
يحمل ما سبق أخبارا سيئة لإسرائيل، ومشكلتها الوحيدة تكمن في تعزيز إيران وحزب الله قوتهما وسط مساندتهما النظام السوري.
وقال هيو لوفات، وهو زميل في السياسة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: أصبح مقاتلو حزب الله الآن مقاتلين في المعارك، ولديهم الكثير من الخبرة من القتال في سوريا، ويمكنهم التصدي لإسرائيل.
على مدى العقد الماضي، كانت إسرائيل تتطلع باستمرار إلى إقامة علاقات مع الكيانات الإسلامية غير العربية، فضلا عن الأقليات الأخرى، ويشير لوفات إلى تقرب إسرائيل من الدروز، وهي مجموعة عربية عرقية ودينية، بجانب المارونيين المسيحيين في لبنان، فضلا عن علاقات جيدة على نحو متزايد مع القوات الكردية في العراق وسوريا.