تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الثلاثاء في 22-8-2017 العديد من الملفات المحلية والإقليمية، وركزت في افتتاحياتها على المعركة التي تشن ضد إرهابيي داعش في جرود راس بعلبك والقاع، وفي جرود الجراجير وقارة من الجهة السورية،وتحدثت عن قرب إعلان  الجيش اللبناني تحرير آخر الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل إرهابيي «داعش»، الذين يستمرون في الانسحاب نحو الأراضي السورية، ويطلبون وقف النار للتفاوض على الخروج إلى دير الزور.

الاخبار

الجيش يستعد لإعلان التحرير
أمير داعش يطلب وقفاً للنار ونقله ومسلحيه إلى دير الزور

لن يطول الوقت قبل إعلان الجيش اللبناني تحرير آخر الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل إرهابيي «داعش»، الذين يستمرون في الانسحاب نحو الأراضي السورية، ويطلبون وقف النار للتفاوض على الخروج إلى دير الزور

إذا استمرّت وتيرة التقدّم في جرود رأس بعلبك والقاع على ما كانت عليه في أول يومين من عملية «فجر الجرود»، فسيكون بمقدور الجيش اللبناني إعلان تحرير الأراضي اللبنانية في غضون الساعات الـ48 المقبلة. عملياً، لم يعد من محور «صعب» أمام الجيش سوى محور «الكهف»، المتوقع استعادته قريباً جداً، بحسب مصادر ميدانية.

وتلفت المصادر إلى أن مسلّحي تنظيم «داعش» يستمرون في الانسحاب من الأراضي اللبنانية إلى داخل الأراضي السورية، حيث يتوقع أن تستمر المعارك أياماً، بعد تجمّع العدد الأكبر من مقاتلي داعش في تلك الجبهة.
وترى المصادر أن انسحاب مسلحي داعش السريع باتجاه الأراضي السورية في اليومين الماضيين، يدلّ على فقدان أي أمل بالقدرة على خوض المعركة. ومن الواضح أن وضع التنظيم لم يكُن كما توقّعه بعض المراقبين. فقد أدى فتح الجبهات كلها ضدّه على جانبي الحدود، في وقت واحد، إلى إضعاف قدرته على المقاومة. كذلك صار مؤكداً أن الحصار الذي فُرض عليه في الأشهر الماضية، من على جانبي الحدود، أنهكه بشكل كبير، وأثّر سلباً على قدرته على العمل والتجهيز. وعلمت «الأخبار» أن أمير «داعش» في الجرود، موفق أبو السوس، يطلب بصورة يومية وساطة للتفاوض، ويبعث برسائل مفادها أن «لا مشكلة بيننا وبين الجيش اللبناني»، داعياً إلى فتح ممر آمن «للخروج إلى دير الزور، وتحديداً إلى مدينة الميادين». لكن الجانب اللبناني، ممثلاً بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، رفض الطلب، بعدما أصرّ «أبو السوس» على وقف إطلاق النار قبل التفاوض، فيما أصرّ إبراهيم على التفاوض تحت النار، وأن يكون على بندين فقط: تقديم معلومات عن جنود الجيش المخطوفين منذ آب 2014، والاستسلام. وردّ «أبو السوس» بأنه لن يفصح عن أيّ معلومات بشأن المخطوفين قبل مغادرته الأراضي اللبنانية.

ومن المنتظر أن يستكمل الجيش تقدّمه بعد تثبيت قواته في المواقع التي حررها يوم الأحد الماضي، وبعد تفكيك الألغام و«تشريكات» العبوات التي زرعها التنظيم. وبعد تحريره منطقة «الكهف»، لن يدخل الجيش المناطق «المتنازع عليها» بين لبنان وسوريا، التي ستتولى المقاومة تطهيرها.

على الجانب السوري، استمرّ التقدّم حيث ينفّذ الجيش السوري وحزب الله عملية «وإن عدتُم عدنا». وقد استهدفت طائرات المقاومة أمس نقاط داعش في جرود القلمون الغربي. كذلك شُنّت غارات جوية سورية مركّزة على مواقع ونقاط انتشار مسلحي التنظيم في مرتفعات القريص وحليمة قارة، التي تعدّ من أهم معاقل داعش في جرود القلمون الغربي، كما استهدفت معبرَي مرطبية والروميات حيث تتقدم قوات الجيش السوري والمقاومة. وسيطر الجيش السوري والمقاومة على مرتفعات «قرنة عجلون» و«شعبة الدواب» و«شعبة بيت شكر» في المحور الشمالي لجرود القلمون الغربي. كذلك سيطرت المقاومة على «قرنة شعبة عكو» الاستراتيجية، التي يسمح ارتفاعها (2364 م في جرد الجراجير) بالإشراف على كامل المنطقة الجنوبية لجرود القلمون الغربي.

أما في الجانب اللبناني، فقد أعلنت قيادة الجيش ضبط كميات من الأسلحة والذخائر والمتفجرات والأعتدة العسكرية في المناطق التي استعادها الجيش من تنظيم داعش، خصوصاً داخل المراكز والمغاور والخنادق. وشملت هذه الأسلحة مدافع هاون ورشاشات متوسطة وثقيلة وبنادق حربية وقنابل يدوية، وقاذفات مضادّة للدروع وصواريخ مضادّة للطائرات، وعبوات ناسفة وألغاماً مضادة للأشخاص والآليات وقذائف وذخائر من عيارات مختلفة، إضافة إلى كميات من أجهزة الاتصال والتصوير ومعدات عسكرية متنوعة، وأدوية ومنشطات.

وفي السياق نفسه، أوقفت مديرية المخابرات مسؤولاً أمنياً داعشياً، في عملية نوعية خاطفة في وادي الأرنب في عرسال، وهو مسؤول عن الهجوم على مركز الحصن في عام 2014، وشارك في خطف عسكريين وقتلهم.
من جهة أخرى، لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلال استقباله وفداً من بلدية عرسال، إلى «أنّنا نصلح ما خرّبه الإرهاب والوضع يعود إلى طبيعته، فلا تهجروا أرضكم بل استثمروها». وأضاف «لقد عادت الأوضاع الآن الى طبيعتها، وستكون الدولة الى جانبكم وتحقق مطالبكم، على أمل أن تعيشوا في سلام وأمان وتعودوا الى ارضكم لاستثمارها بشكل هادئ، فتستعيدوا مصالحكم، لأنكم من الراسخين في أرضكم».

البناء

مصر تستعدّ لدورها في سورية.. وتركيا وإيران للتنسيق لمنع انفصال كردي
معارك الجرود والقلمون تتكامل في الربع الأخير.. ومحاولة لتفجير عين الحلوة
جنبلاط يستقبل أنصاري ولا مانع بزيارة طهران.. وعون وقّع السلسلة والإيرادات

على إيقاع صدمة برشلونة تتصاعد المقاربات الغربية لأولوية الحرب على الإرهاب بعد تسمين وتغذية التشكيلات الإرهابية لسنوات بأمل نجاحها بإسقاط سورية، ولولا صمود سورية وثبات حلفائها لكانت الكارثة التي تنتظر العالم أكبر بكثير وأشد خطورة مع هذا المولود الهجين الخرافي الذي خرج عن السيطرة بعدما مُنح كل أسباب النمو، في أقذر عملية سياسية استخبارية شاركت فيها عشرات الدول مالاً وسلاحاً وتنظيماً ورعاية واستضافة.

التموضع على صفاف جديدة والتأقلم مع المتغيرات يتمّان بوتائر متفاوتة بين الدول التي تورطت في الحرب على سورية، وتحوّلت إلى ساحات يضرب فيها الإرهاب ويهدد بالمزيد، ويبقى الأبرز والأهم هو تركيا باعتبارها الملاذ الذي توفر للتشكيلات الإرهابية لبناء هياكلها وتسليحها وخطوط إمدادها، حيث صار الخطر الماثل على الأمن القومي التركي بنتاج عبث الحكومة التركية بأمن سورية يتجسّد بتقدم مخاطر ولادة كيان كردي انفصالي في العراق، ومثله في سورية، ما جعل ملف مواجهة هذا الخطر يتزامن مع مناقشة تعهدات تركية بالتموضع في الحرب على جبهة النصرة وحسم وجودها في إدلب، ونقل الجماعات المؤيدة من تركيا تحت مسميات الجماعات المسلحة إلى المشاركة في مناطق التهدئة من ضمن مفهوم الحرب على النصرة، كما فعل فيلق الرحمن مؤخراً. والهدف التركي هو الحصول على تعهّد مواز بالتعاون في منع الحركة الانفصالية الكردية في سورية والعراق، ولو تلقت دعماً أميركياً معنوياً أو مادياً. وهذا ما قالت مصادر مطلعة إنه كان محور المشاورات التركية الإيرانية التي أنتجت قراراً بالتحرك المشترك تحت عنوان ضرب جماعات مسلحة متطرفة في سنجار العراقية، بما يعني قطع التواصل بين الجغرافيا الكردية في العراق بأكراد سورية، وتأثير ذلك بتوجيه رسالة عملية ميدانية للقيادات الكردية عنوانها، الانفصال خط أحمر.

بالتوازي تلتقط مصر لحظة التموضع الأميركي الجديد على خطوط التسويات، تحت شعار إقامة توازن مع تركيا وإيران، فتحظى بدعم سعودي غير معلن، لكنه ظاهر في توقيع جيش الإسلام على الاتفاق الذي أقام منطقة التهدئة في الغوطة. وتستعد مصر كما قال وزير خارجيتها سامح شكري بعد لقائه بوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، أن مصر وسيط مقبول في الأزمة السورية، وهذا الدور قد لا يقتصر على الوساطة السياسية، فربما يكون هناك مراقبون مصريون في

مناطق التهدئة بموافقة من الحكومة السورية، كما قالت مصادر متابعة لملف مناطق التهدئة.

في ميدان الحرب على الإرهاب تتصدّر المشهد معارك الجرود اللبنانية والقلمون السوري، حيث يتكامل ما ينجزه الجيشان اللبناني والسوري والمقاومة، من جهتي الحدود لوضع مسلحي داعش بين فكي كماشة في الربع الأخير من الجغرافيا التي سيطروا عليها لثلاث سنوات، بعدما بلغت مساحة المناطق المحررة من الجهتين ثلاثة أرباع المساحة التي كانت تحت سيطرة داعش، فبلغ مجموع المناطق المحررة لبنانياً وسورياً قرابة المئتي كيلومتر مربع وبقي خمسة وسبعون كيلومتراً يطبق عليها الجيشان ووحدات المقاومة. وبدا الشعور بالطريق المسدود لجماعات داعش واضحاً بحال الانهيار التي يتحدث عنها قادة الجبهات الأمامية على ضفتي الحدود من جهة، ومبادرة الجماعات المتطرفة المحسوبة على فكر تنظيم القاعدة بنسختيه الأصلية والمنقحة، النصرة وداعش، بمحاولة لتفجير الوضع في مخيم عين الحلوة من جهة مقابلة، فيما وصفته مصادر أمنية بمسعى صرف الانتباه عن هزائم الجرود والقلمون وتخفيف الضغط عن الجماعات المسلحة هناك من جهة، والسعي لربط مصير مسلحي عين الحلوة بأي تفاوض لانسحاب مسلحي داعش من جهة أخرى.

سياسياً، كانت زيارات الدبلوماسي الإيراني جابري أنصاري للنائب وليد جنبلاط وما قاله جنبلاط عن عدم تلقيه دعوة لزيارة إيران، مضيفاً أنه لا مانع من الزيارة إن جاءت الدعوة، إشارة لتوسيع علاقات إيران خارج قوى الحلفاء التقليديين، وعلامات التأقلم الذي تبديه القيادات مع المتغيرات، فيما حسم الجدل حول سلسلة الرتب والرواتب بتوقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقانونَيْ السلسلة وإيراداتها ونشرهما في الجريدة الرسمية إيذاناً بالبدء بالبحث في مقترحات القوانين التي تم الاتفاق عليها كتسويات للقضايا الخلافية بين الرئاستين الأولى والثانية، من دون المساس بالضرائب التي طالت المصارف والشركات المالية.

«فجر الجرود» في يومها الثالث

أظهرت الإنجازات التي يسجلها الجيش اللبناني في معركة جرود القاع ورأس بعلبك مع تنظيم «داعش»، بأن الجيش كان خلال السنوات الماضية كما الآن، قادراً على صد الهجمات والغزوات الإرهابية على عرسال وجوارها وتحرير الجرود اللبنانية وجنوده منذ اختطافهم عام 2014، ما يثير تساؤلات عدة عن الجهات الداخلية والخارجية التي منعت الجيش من القيام بواجبه الوطني والطبيعي في الدفاع عن نفسه اولاً وعن الوطن ثانياً على مدى السنوات الماضية. وبالتالي على السلطة السياسية آنذاك تحمّل المسؤولية ودفع أثمان خياراتها ورهاناتها السياسية والعسكرية على سقوط النظام في سورية واستنزاف قوى المقاومة في الحرب السورية.

كما كشفت العملية العسكرية زيف ادعاءات بعض القوى السياسية الذين سارعوا للحاق بركب الانتصار الوطني عندما التقطوا اشاراته وهم أنفسهم الذين ساهموا بضرب هيبة الجيش واتهموه بالخيانة ومارسوا بحقه التحريض الطائفي والمذهبي ودعوا الى طرده من بعض المناطق اللبنانية.

كما بينت الفارق بين هذا المشهد الوطني الذي يشكله الجيش اللبناني والمقاومة بقتالهما جنباً الى جنب، على ضفتي الحدود، وبين المشهد السياسي الذي يمثله رئيس «القوات» سمير جعجع وتيار المستقبل ووزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي حاول في مؤتمره الصحافي أمس الإضاءة على إنجازات شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي في مكافحة الإرهاب.

وفي اليوم الثالث لمعركة «فجر الجرود» تابعت وحدات الجيش التقدّم على محاور عدة وسيطرت على المزيد من التلال ومواقع تنظيم داعش، ولامست الحدود السورية.

وقد استهدفت ما تبقى من مراكز تنظيم داعش بالمدافع الثقيلة والطائرات وحقّقت إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين والآليات التي كانوا يتحركون بها، فيما يتابع فوج الهندسة في الجيش أعمال إزالة الألغام والفخاخ والنسفيات من محاور التقدّم.

وفي موازاة ذلك، واصل الجيش السوري والمقاومة معركة و«إنْ عدتم عدنا» وحققوا مزيداً من التقدم واختراقات في صفوف الإرهابيين.

رؤوس إرهابية بين لبنان واستراليا

وفيما ينشغل الجيش بمعركة الحدود، كانت عيونه الأمنية تلاحق وتتعقب الخلايا والرؤوس الإرهابية في الداخل وعلى الخطوط الجوية الإماراتية الاسبانية اللبنانية، فقد أوقفت مديرية المخابرات في محلة وادي الأرنب في عرسال أحد المسؤولين الأمنيين في تنظيم «داعش» السوري باسل محمد عبد القادر الملقب بـ «أبو انس السحلي» و «صقر عرسال»، وعمره حوالى 25 سنة.

وقال مصدر أمني لـ «البناء» إن «الموقوف له خبرة امنية واسعة في العمل الإرهابي، وكان متوارياً عن الانظار في أحد الأحياء العرسالية»، وأشار الى أن «القاء القبض على السحلي جاء بعد تتبع وحدة المعلوماتية في الجيش تواصلاً هاتفياً بينه وبين مجموعة إرهابية أخرى مصدرها عرسال».

كما كشف وزير الداخلية عن مساهمة شعبة المعلومات في إحباط عملية إرهابية كبيرة، بالتنسيق مع أجهزة الأمن الأسترالية، من خلال الكشف عن شبكة من 4 أخوة من آل الخياط يتحدّرون من شمال لبنان، كانوا يخططون لتفجير انتحاري في طائرة إماراتية متوجّهة من سيدني في أستراليا إلى أبو ظبي في دولة الإمارات، بواسطة أحد الأخوة. وكان على متن الطائرة 400 راكب، بينهم 120 لبنانياً و280 من جنسيات مختلفة.

ورأى المشنوق أن «قوى الأمن الداخلي، رغم الحصار المالي غير المبرر وغير المنطقي وغير العقلاني، مستمرة في تحمّل مسؤولياتها الوطنية وفي إنجاز العمليات الاستباقية وكشف الشبكات الإرهابية».

وكان المشنوق كشف أنه «من خلال التنسيق بين مختلف القوى الأمنية والعسكرية، وتنفيذاً لقرارات مجلس الدفاع الأعلى، وضعت قوى الأمن الداخلي 700 ضابط و14 ألف عنصر بتصرف الجيش، كقوة دعم واحتياط».

ودعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أهالي عرسال «للتجذر في ارضهم والعيش فيها بسلام واستقرار وأمان واستعادة حياتهم الطبيعية، وذلك بعد اندحار الإرهابيين الذين روّعوا المنطقة واهلها»، مؤكداً «اهتمام الدولة بتوفير كل الحاجات المطلوبة لإصلاح ما خرّبه الإرهابيون».

خروق لقرار وقف النار في عين الحلوة

وعلى جبهة مخيم عين الحلوة، تمكنت الفصائل والقوى الفلسطينية في المخيم أمس، من التوصل الى قرار لوقف إطلاق النار بعد اشتباكات مسلحة على مدى ثلاثة ايام أوقعت قتلى وعدداً من الجرحى.

وينص الاتفاق على «تثبيت وقف اطلاق النار ومطالبة الجميع الالتزام بذلك، وتنفيذ القرارات السابقة، وفي مقدمتها نشر القوة المشتركة في حي الطيرة في مخيم عين الحلوة ومشاركة جميع القوى الوطنية والإسلامية فيها».

غير أن قرار وقف النار تعرّض لخروق عدة ليل أمس، وقد أفيد عن اصابة عنصر من فتح يدعى نضال الدنان وتم نقله الى مستشفى الراعي واصابته خطيرة.

وتسلمت مخابرات الجيش أمس، من القوة الفلسطينية المشتركة في المخيم وليد الحسين الذي ينتمي الى مجموعة الفلسطيني بلال بدر.

وقالت مصادر فلسطينية في المخيم لـ «البناء» إن «الاتصالات المكثفة بين الفصائل والقوى الفلسطينية خلال اليومين الماضيين أفضت الى وقف اطلاق النار ويجري العمل منذ ليل أمس على تثبيت وقف النار وتم الاتفاق على معالجة أي خرق أمني من دون اللجوء الى إشعال معركة في المخيم». وأشارت المصادر الى أن «الحل العسكري لم يعُد يجدي نفعاً مع تلك المجموعات بل في كل جولة قتال يدفع المخيم الثمن من دون انهاء الظاهرة المتطرفة الإرهابية التي تتخذ المخيم رهينة وتتحكم بمصيره ومصير الآلاف من الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب حسب المصادر معالجة سياسية وأمنية وتجنيب المخيم والجوار المعارك الدامية».

ولفتت المصادر الى أن «مجموعة بلال بدر وبلال العرقوب وغيرهما من المجموعات المتطرفة، تفتعل معارك أمنية بين الحين والآخر لأهداف تجارية ولتحقيق أهداف خارجية». ورأت المصادر أن «توقيت الاحداث في المخيم مشبوه، حيث يتزامن مع معارك تحرير الجرود اللبنانية والسورية الحدودية من تنظيم داعش».

أنصاري التقى عون وبري وجنبلاط

وأكد مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون العربية والافريقية حسين جابري أنصاري أن أولويات وزارة الخارجية الايرانية في المرحلة الجديدة من رئاسة الرئيس حسن روحاني ستتمحور حول تعزيز التعاون الاقليمي وزيادة التحركات الدبلوماسية، مشدداً على أن «لبنان يحظى بمكانة خاصة في تلك الاولويات».

كلام أنصاري جاء خلال زيارته الرئيس عون في بعبدا، بحضور السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي واعضاء الوفد المرافق، حيث بحثا المستجدات الأخيرة في لبنان والمنطقة والتعاون بين إيران ولبنان.

ونقل جابري أنصاري، تحيات الرئيس الايراني، وإشادته بدور الشعب والحكومة والجيش والمقاومة في لبنان في مواجهة الكيان الصهيوني وكذلك محاربة الإرهاب.

وأكد الرئيس عون للمسؤول الإيراني أن «الموقف اللبناني ثابت لجهة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والابتعاد عن الصراعات الخارجية»، ونوّه الرئيس عون بـ «العلاقات الثنائية القائمة بين لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية والحرص على تعزيزها في المجالات كافة»، محملاً المسؤول الايراني تحياته الى الرئيس الايراني الشيخ الدكتور حسن روحاني وتمنياته له بالتوفيق مع بدء ولايته الرئاسية الثانية، واعداً بتلبية الدعوة الرسمية التي كان وجهها اليه لزيارة طهران بعد الاتفاق على موعدها وفق القنوات الديبلوماسية.

وشدد أنصاري من عين التينة خلال لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري على دور لبنان في مواجهة الإرهاب، وأكد متابعة إيران قضية الامام المغيب السيد موسى الصدر ومرافقيه.

عون وقع السلسلة والإيرادات

ولم يحجب غبار معارك الجرود اهتمام الرئيس عون بالملفات الحياتية والاقتصادية، وقد حسم أمس قراره من قانونَيْ سلسلة الرتب والرواتب والإيرادات الضريبية ووقع القانونين اللذين أقرهما المجلس النيابي أمس.

وقالت مصادر مطلعة لـ «البناء» إن «توقيع الرئيس عون على قانوني السلسلة والإيرادات الضريبية وضع السلسلة على سكة التنفيذ، وبمجرد نشرهما في الجريدة الرسمية يعتبرا ساريي المفعول، لكن المصادر أشارت الى أن «التعديلات على القانون من خلال اقتراحات قوانين الى المجلس النيابي لن تمس جوهر السلسلة والحقوق التي منحتها للموظفين ولا جوهر الضرائب التي يطال الجزء الأكبر منها الطبقة الرأسمالية»، موضحة أن أبرز التعديلات هي اقتراح قانون يتعلق بصندوق التقاعد للقضاة، موضحة أن «القضاة يعترضون على وقف دعم الدولة للصندوق وتخفيض الرسوم التي يتقاضونها على مخالفات السير واقتراح آخر يتعلق بتصحيح الإجحاف اللاحق بالعسكريين المتقاعدين».

ونفت المصادر أي تعديلات على قانون الضرائب لا سيما تلك التي أصابت المصارف وتكتلات رؤوس المال، باستثناء تخفيض بعض الضرائب عن كاهل الطبقة الفقيرة وتحديداً تعديل رسم الطابع المالي.

ولفتت المصادر الى أن «توقيع السلسلة ووعود وزير المال بمعالجة بعض الثغرات في القانونين، أديا الى تجاوز الخلاف بين الرئاستين الاولى والثانية حول مسألة السلسلة والضرائب».

واستبعدت المصادر أي ضغوط اضافية يمارسها اصحاب المصارف والهيئات الاقتصادية على الحكومة ووزارة المال، مشيرة الى أن «قرار الرئيس عون نهائي ولا تراجع عنه»، ولفتت الى أن «التهويل الذي اشاعه قطاع المصارف عن انعكاسات إقرار السلسلة السلبية على الاقتصاد وانهيارات مقبلة لا أساس لها في الواقع، بل تكشف الأرقام العكس، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة أكد أن إقرار السلسلة سيعطي دفعاً للاقتصاد ويضخ دماً جديداً في شرايين الاقتصاد فضلا عن تأكيد وزير المال علي حسن خليل بأن زيادة رواتب موظفي القطاع العام تمّ بعد دراسة علمية ومالية».

وعن قانون الموازنة، لفتت المصادر الى أنه قيد الإنجاز ويجري العمل على إحالتها الى الهيئة العامة بأسرع وقت، متوقعة غنجازها خلال اسبوعين، لكنها لفتت الى أن «العقدة لازالت تتركز في عملية قطع الحساب لا سيما مبلغ الـ 11 مليار دولار، فهل سيتم اعتماد قطع حساب بشكلٍ ثابت أو مؤقت أو تعديل المادة القانونية المتعلقة بقطع الحساب، ويجري نقاش سياسي ومالي في هذه النقطة».

وأشار رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان الى ان اقتراح القانون الذي أعدّه بطلب من رئيس الجمهورية عقب «لقاء بعبدا» يستثني عائلات الشهداء والمعوقين والجرحى من التجزئة والتقسيط في الزيادة المقرة لهم في قانون السلسلة».
اللواء :

عون: الجيش ينظِّف لبنان من الإرهاب وأمننا أفضل من الآخرين مرتاح للتعاون مع الحريري وورشة إنمائية من عرسال إلى عكار ولا تراجع عن الإصلاح

 أشاد الرئيس العماد ميشال عون بشجاعة الجيش، قيادة وضباطاً وجنوداً في المعركة التي يخوضونها في جرود رأس بعلبك والقاع، للقضاء على آخر جيب إرهابي على الأراضي اللبنانية، متوقعاً تحقيق الانتصار الحاسم على الجماعات الإرهابية المسلحة.

واعتبر الرئيس عون ان الحالة الأمنية في لبنان جيدة، وهي أفضل من بلدان أوروبية أخرى، مثنياً على جهود الأجهزة الأمنية اللبنانية في كشف العديد من الخلايا الإرهابية، ومشدداً على أهمية التنسيق والتعاون الحالي بين أجهزة المخابرات والأمن العام والمعلومات.

وأشار رئيس الجمهورية، خلال استقباله وفد العائلة وأسرة “اللواء” لشكره على التعزية بعميد “اللواء” المرحوم عبد الغني سلام، إلى ان إنجاز العملية العسكرية في الجرود، والتخلص من الوجود الارهابي فيها، سيعزز الوضع الأمني في البلاد، ويتيح المجال للانصراف إلى معالجة الملفات الاقتصادية والمعيشية التي تمس حياة اللبنانيين.

وأكّد الرئيس عون ان لا تراجع عن محاربة الفساد في الدولة وتحقيق الإصلاحات المطلوبة، تمهيداً لاطلاق خطة النهوض الاقتصادي وتحقيق الانتعاش اللازم للحركة الاقتصادية، وإخراج البلد من الجمود المهيمن على العديد من القطاعات الاقتصادية.
ولكن ذلك لن يتم بكبسة زر، بل نتيجة خطوات مدروسة تراكم النتائج، وتحقق المكاسب.

ولفت في هذا الإطار، إلى ان المؤسسات الرقابية بدأت تأخذ دورها في الحد من واقع التسيب الذي كان سائداً، وإدارة المناقصات عادت تمارس صلاحياتها القانونية، وكما عادت هيئة التفتيش إلى العمل بجدية في تحمل مسؤولياتها.

وأبدى رئيس الجمهورية ارتياحه العميق للتعاون مع الرئيس سعد الحريري، معتبراً ان نجاح تجربة الانسجام بينهما هو نجاح للبنان ولكل اللبنانيين.

وحول استقباله وفد كبير من بلدة عرسال، اعرب الرئيس عون عن غبطته لما سمعه من أعضاء الوفد الذي ضم أعضاء البلدية ومخاتير ووجهاء البلدة وفاعلياتها من تمسكهم بالولاء للدولة والجيش الوطني، ومطالبتهم بتعزيز مهمات الجيش والقوى الأمنية في عرسال وجرودها، والعمل على تلبية بعض الحاجات الملحة.

ووعد الرئيس بالعمل على إطلاق ورشة إنمائية تشمل عرسال وعكار والمناطق المحرومة، والتي أثبتت انها لا تشكّل حاضنة للارهاب، لتأمين العيش الكريم لعائلاتها وشبابها، مذكراً بأنه كان دائماً من المطالبين بإنماء هذه المناطق.

توقيع قانون السلسلة
الى ذلك، أوضحت مصادر رئاسة الجمهورية لـ”اللواء” أن “توقيع الرئيس عون أمس لقانوني سلسلة الرتب والرواتب وتمويلها جاء قبل نفاذ المهلة الدستورية في 23 آب الجاري، وأشارت إلى أن التوقيع لا علاقة له بجلسة مجلس النواب اليوم كما أن ما من اعتبارات أخرى وراء ذلك، سوى ان الرئيس وقع القانونين عندما وجد ذلك مناسبا”.
وأكدت أن الرئيس عون ينتقل إلى المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في قصر بيت الدين بعد غد الخميس حيث تقام له مراسم استقبال رسمية ويستانف نشاطه صباحا بعقده سلسلة لقاءات على أن يترأس جلسة مجلس الوزراء عند الثانية عشرة ظهرا.
ولفتت إلى أن وجود برنامج لهذا الانتقال لا يزال قيد الإنجاز بصيغته النهائية. وعما اذا كان النائب وليد جنبلاط من أوائل الزوار الى قصر بيت الدين قالت إن برنامج اللقاءات لم ينجز بعد.

وأكد رئيس مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا أن تسهيلات ستقدم إلى الصحافيين الذين سيتولون تغطية النشاط في ما خص النقل المباشر لمحطات التلفزة كما لمراسلي الصحافة المكتوبة والاذاعات من انترنت وفاكسات ووسائل اتصال.

مجلس الوزراء
وعلمت “اللواء” أن جدول أعمال مجلس الوزراء وزع أمس ويتضمن 47 بندا أبرزها نقل اعتمادات وسفر وهبات ودفتر الشروط بشأن ملف الكهرباء انطلاقا من الملاحظات التي أدخلت إلى هذا الملف من الجلسة السابقة. وأكدت مصادر وزارية أن الجدول خلا من بند التعيينات كما لأي تحضيرات تتصل بالانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس.

وقال وزير شؤون مجلس النواب علي قانصو لـ”اللواء” أن هذا الموضوع غير مدرج على الجدول ومن غير المعروف ما إذا كان سيطرح من خارجه، ملاحظا أن ما من حماسة لإجرائها ومؤكدا أن زيارة الوزراء الثلاثة إلى سوريا أصبحت وراءنا.
وأشار إلى أن المجلس سيتوقف عند معركة الجيش في الجرود مشددا على أن الحكومة والأحزاب والقيادات يقفون إلى جانب الجيش في معركته ضد الإرهابيين. وأكد أن الثغرات التي يطالب الرئيس عون بتصحيحها يفترض بها أن تتم على أن يقرها مجلس النواب وفق اقتراحات قوانين.
من ناحيته أكد وزير الإعلام ملحم رياشي لـ”اللواء” أن ما من شيء جديد يتصل بتعيينات تلفزيون لبنان.

وفي المعلومات عن بنود جدول اعمال مجلس الوزراء أن المجلس يناقش عرض وزير الطاقة والمياه دفتر الشروط حول استقدام معامل توليد الكهرباء وعرض وزارة الطاقة لمشروع استقدام محطات استيراد الغاز الطبيعي المسال إلى لبنان ومستخرجات المخطط التوجيهي لنقل الكهرباء والموافقة على مشروع قانون البرنامج المقترح الممتد من 2017 إلى 2023.فضلا عن بند روتيني حول تعيين رئيسين بالوكالة لمجلس الخدمة المدنية ولإدارة التفتيش المركزي، كما يتضمن بندا عن طلب مجلس الإنماء والأعمار اعتمادا بقيمة 108مليون دولار لشبكات الصرف الصحي.

جلسة المناقشة
اما بالنسبة لجلسة المناقشة العامة للحكومة اليوم وغداً، فقد حرصت مصادر عين التينة على نفي وجود أي توجه لتحويل اليوم الثاني إلى جلسة تشريعية، مشيرة إلى ان الرئيس عون وقع قانوني السلسلة في وقت متأخر من يوم أمس، وبالتالي لم يكن بالإمكان ادراج الاقتراحات المعجلة المكررة المتعلقة بتعديل الثغرات في قانون الموارد المالية للسلسلة على جدول أعمال جلسة سريعة، وبالتالي فلا مفر من تعيين جلسة ربما في الأسبوع المقبل لإقرار هذه الاقتراحات، بما بختص بتعويضات العسكريين والمتقاعدين والشهداء والمعوقين، وصندوق تعاضد القضاة، وتعديل الازدواجية الضريبية لأصحاب المهن الحرة، والضرائب على الكحول التي أثارت إشكالية مع الاتحاد الأوروبي بفعل تناقضها مع اتفاق التجارة الأوروبية.

ورفضت مصادر نيابية، توقع ان تكون جلسة مساءلة الحكومة اليوم حامية أو صاخبة، وقالت انه طالما ليس هناك من جدول أعمال فلا نستطيع توقع طبيعة النقاش الذي سيكون، باعتبار ان هذا الأمر مرهون بطبيعة الملفات التي سيطرحها النواب، والتي لا نستطيع أيضاً ان نحصرها، إذ يمكن ان تكون محط تباين وخلافات، مثل ملف بواخر الكهرباء في ضوء تقرير إدارة المناقصات الذي اشار إلى شواذات تعتري هذا الملف، حيث سيشكل ورقة قوية في يد المعارضين للحكومة، وكذلك قضية زيارات الوزراء إلى سوريا التي أثارت انقساما بين الوزراء واللبنانيين عموما، رغم ان الموقف الحكومي كان واضحا من هذه الزيارات، سبق أن عبر عنه الرئيس سعد الحريري، وحتى رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، ناهيك عن واقع الطرقات والبنى التحتية والمياه والاتصالات والانترنيت والتنقيب عن النفط، وصولا إلى موضوع النازحين السوريين.

ولفتت المصادر النيابية، إلى ان جلسة المناقشة لا تتعارض مع المعارك التي يخوضها الجيش اللبناني مع الارهابيين في جرود رأس بعلبك والقاع، مشيرة إلى ان الجلسة ستكون فرصة منبر للنواب للاشادة بالجيش ودعمه، وأن كان البعض قد يعتبر ان إنجازات المؤسسة العسكرية دليل إضافي إلى قدرة الجيش على تحرير أراضيه وفرض الأمن والاستقرار فيها وحيدا، ولان يكون سلاحه هو السلاح الوحيد الشرعي، بخلاف نواب فريق الثامن من آذار، الذين سيتمسكون بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وأن كانوا لا يمانعون باضافة معادلة رابعة وهي الدولة.

ويفترض ان تبدأ الجلسة بكلمة للرئيس الحريري يعدد فيها إنجازات حكومته، على ان تنطلق بعد ذلك مداخلات النواب الذين يتوقع ان يتعاقبوا بكثرة على اعتلاء المنبر، خصوصا وأن الجلسة ستنقل وقائعها مباشرة على الهواء، وتأتي عشية انتخابات نيابية منتظرة في أيّار المقبل.

مخصصات قوى الأمن
في غضون ذلك، انفجرت أمس، أزمة المخصصات السرية لقوى الأمن الداخلي بين عين التينة ووزير الداخلية نهاد المشنوق، على هامش كشف الوزير المشنوق عن مساهمة شعبة المعلومات في إحباط عملية إرهابية كبيرة بالتنسيق مع أجهزة الأمن الاوسترالية، من خلال الكشف عن شبكة من 4 اخوة من آل الخياط يتحدرون من شمال لبنان، كانوا يخططون لتفجير انتحاري في طائرة اماراتية تابعة لطيران “الاتحاد” متوجهة من سيدني في اوستراليا إلى أبوظبي في دولة الإمارات، بواسطة الشقيق الرابع طارق الخياط، وكان على متن الطائرة 400 راكب بينهم 120 لبنانياً و280 من جنسيات مختلفة.

وأكّد المشنوق في مؤتمر صحافي عقده في المديرية العامة لقوى الأمن في حضور المدير العام لقوى الأمن اللواء عماد عثمان ورئيس شعبة المعلومات العقيد خالد حمود ان “دور شعبة المعلومات كان مد جهاز الأمن في اوستراليا بالمعلومات الضرورية والمشاركة في مراقبة الأخوة الثلاثة: عامر وخالد ومحمود الذين كانت ترصدهم الشعبة منذ أكثر من عام، بعدما ثبت تواصلهم مع شقيقهم طارق الذي انتقل إلى الرقة في سوريا، حيث بات قيادياً في تنظيم “داعش”.

على ان اللافت في مؤتمر المشنوق كانت اشارته إلى ما وصفه “بالحصار المالي غير المبرر وغير المنطقي وغير العقلاني على قوى الأمن الداخلي، مع انها مستمرة في تحمل مسؤولياتها الوطنية في إنجاز العمليات الاستباقية وكشف الشبكات الارهابية”، وهو كان يقصد بذلك، وربما للمرة الأولى، أزمة المخصصات المالية التي تمتنع وزارة المال عن تسديدها لقوى الأمن منذ أكثر من ستة أشهر بسبب الخلاف مع عين التينة على تعيين اللواء عثمان للعقيد علي سكيني في قيادة منطقة الشمال من دون التشاور مسبقاً معها.

وسارعت عين التينة إلى الرد على الوزير المشنوق، إذ نفى الرئيس نبيه برّي، وفق ما نقل عنه زواره وجود أي مشكلة مع قوى الأمن وشعبة المعلومات، وقال ان “جل ما في الأمر انه كانت هناك تسوية في ما خص التشكيلات ولم تنفذ”، في إشارة إلى قد تقبل بالابقاء على الرائد ربيع فقيه في شعبة المعلومات، إذا ما سمت هي البديل عن سكيني، علماً ان تعيين فقيه في فرع الأمن العسكري في شعبة المعلومات اجراء داخلي بحت لا يحتاج إلى قرار من مجلس القيادة”.

“فجر الجرود”
وعلى إيقاع اشادتين أميركية وفرنسية، بأداء الجيش في معركة تحرير الجرود، والاعراب عن فخر واعجاب السفارتين بالجيش اللبناني بأعتباره المدافع الوحيد عن لبنان وشريكاً في معركتنا المشتركة ضد تنظيم “داعش”، على حدّ تعبير السفارة الأميركية في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي على موقع “تويتر”، واصل الجيش معركته البطولية ضد مسلحي هذا التنظيم، لليوم الثالث على التوالي، محققا تقدما نوعيا في جرود القاع ورأس بعلبك، ومسجلا انتصارات إضافية فاقت التقديرات، حيث تمكن من تحرير 80 كيلومتراً مربعاً من مساحة المنطقة التي يحتلها المسلحون والتي تبلغ 120 كيلومتراً مربعاً، الا ان اليوم الثالث اتسم بهدوء نسبي بسبب قيام وحدات الهندسة في الجيش بتنظيف المناطق المحررة من الألغام والعبوات والاجسام المشبوهة، التي زرعها الارهابيون لمنع تقدّم الجيش، بالإضافة إلى فتح ثغرات في حقول الألغام امام الوحدات الامامية، استعداداً لتنفيذ المرحلة الأخيرة والاشد صعوبة من عملية “فجر الجرود”.

وأوضح مصدر عسكري ان لا وقت محدداً لانتهاء المعركة، فالميدان هو الذي يتحكم بظروفها وتوقيتها، مشيرا إلى ان الجيش سيطر على ثلاثة أرباع الجرود، ولم يبق امامنا سوى الربع الأخير الممتد لنحو 40 كيلومتراً، حيث بات “الدواعش” محصورين في بقعتين هما وادي ميرا في رأس بعلبك الذي يمتد نحو 20 كيلومترا، والذي يتحصن فيه “امير” التنظيم أبو أحمد المعروف بالجرباني، ومغارة الكهف في جرود القاع، كاشفا بأن الجيش يتقدّم تدريجياً ويضيق الخناق عليهم بعد ان قطع عليهم كل طرق الامداد، ويضيق عليهم جوا وبرا من الجانبين اللبناني والسوري، لافتا إلى انه لا يوجد امام الارهابيين سوى سيناريوهين لا ثالث لهما: الاستسلام أو المواجهة المباشرة في المربع الأخير.

وكان قائد الجيش العماد جوزف عون تفقد أمس جرحى المؤسسة العسكرية في مستشفى الروم والجعيتاوي، في وقت شيّعت بلدات برقايل والكويخات ورعيت شهداء الشهداء الثلاثة: الرقيب باسم موسى والجندي عثمان الشديد والجندي ايلي فريجة.
واوقفت مديرية المخابرات في وادي الارنب في عرسال احد المسؤولين الأمنيين في “داعش” وهو السوري باسل محمّد عبد القادر الملقب بأبو انس السحلي وعمره 25 سنة.

المصدر: صحف