زعمت مصادر سياسيّة وأمنيّة في تل أبيب، وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى ومطلعة جدًا، زعمت أنّ رئيس الوزراء اللبنانيّ، سعد الحريري، يعمل بخطى حثيثة ومكثفّة من أجل منع إيران من أقامة مصانع أسلحة في بلاده لإنتاج الصواريخ الدقيقة جدًا لكي يستخدمها حزب الله في المُواجهة القادمة مع إسرائيل لتوجيه ضرباتٍ قاسيّةٍ لمواقع ومنشآت إستراتيجيّة في عمق الدولة العبريّة.
وتابعت المصادر عينها قائلةً، بحسب المراسل للشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، يوسي يهوشواع، إنّ معارضة الحريري لإقامة هذه المصانع على الأراضي اللبنانيّة نابعةٌ من خوفه وتوجسّه الشديدين من أنْ تقوم إسرائيل في المُواجهة القريبة، أوْ تحديدًا في حرب لبنان الثالثة، باستهداف كلّ الأراضي اللبنانيّة وإعادة بلاد الأرز مئات السنين إلى الوراء، كما صرحّ يسرائيل كاتس، وزير المواصلات والاستخبارات في حكومة بنيامين نتنياهو.
علاوة على ذلك، أضافت المصادر عينها أنّ تصريح وزير الأمن الإسرائيليّ المُتشدّد أفيغدور ليبرمان من يوم الخميس الماضي (24.08.17) بأنّ بلاده لن تُسلّم بإقامة هذه المصانع في لبنان، التُقطت جيّدًا في بيروت، ذلك لأنّ المسؤولين الإسرائيليين، أوضحت المصادر، درجوا على التصريح في الماضي بأنّ الدولة العبريّة تعرف ماذا ستفعل في حال إقدام إيران وحزب الله على إقامة هذه المصانع، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ تصريح ليبرمان هو عمليًا تغيير دراماتيكيّ في السياسة الإسرائيليّة..
ولفتت المصادر الإسرائيليّة الرسميّة، كما أفادت الصحيفة العبريّة، إلى أنّه بعد أنْ باتت ترسانة حزب الله تشمل أكثر من 150 ألف صاروخ من المدّيات المُختلفة، فإنّه انتقل إلى مشروع تطوير دقّة الصواريخ التي بحوزته، وذلك بهدف إصابة الأماكن الحساسّة جدًا داخل الدولة العبريّة، وهذا يشمل المنشآت الإستراتيجيّة وأيضًا المدنيّة، مثل مطار بن غوريون الدوليّ.
وكشفت الصحيفة أيضًا عن أنّ قلقًا عارمًا يسود شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) في الجيش الإسرائيليّ من مواجهةٍ مستقبليّةٍ قاسيةٍ على الجبهة الشمالية، أيْ مع حزب الله اللبنانيّ. وبحسب الصحيفة، التي اعتمدت على مصادر سياسيّة وأمنية إسرائيليّة رفيعة المُستوى، فإنّه على خلفية معارضة البيت الأبيض زيادة المساعدات العسكريّة لإسرائيل لحمايتها من الصواريخ، حذّر رئيس الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة، الجنرال هرتسي هليفي، من حرب غير هينّة مع حزب الله.
كما أوضح هليفي إنّه خلال المواجهة القادمة ستشهد الجبهة الشماليّة تجربةً قاسيةً جدًا، بحسب تعبيره. وبيّن أيضًا أنه من ناحية الوضع تحسّن، نحن أقوى من كل الجهات المحيطة بنا، ومن ناحية أخرى نحن في بيئة معقدة. بعبارة أخرى، الوضع قد تحسّن وتحولّ لمعقدٍ، على حدّ وصفه.
وتابعت الصحيفة العبريّة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ أكثر ما يُقلق المجلس الوزاريّ الأمنيّ السياسيّ المُصغّر (الكابينيت) وكبار جنرالات الجيش الإسرائيلي هو مسألة إقامة إيران مصانع لإنتاج الأسلحة الدقيقة في لبنان، وهو الأمر الذي أقّر بوجوده قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة الجنرال هليفي في مؤتمر هرتسليا ، حيث أكّد أنّ إيران تُقيم في لبنان وأيضًا في اليمن مصانع لإنتاج الأسلحة المتطورّة والمتقدّمة، مُشدّدًا على أنّ إسرائيل لا يُمكن أنْ تسمح لنفسها أنْ تقف موقف المتفرج حيّال هذه المُستجدات، على حدّ تعبيره.
وأشارت الصحيفة العبريّة إلى أنّ جريدة “الجريدة” الكويتيّة، كانت أوّل مَنْ نشر عن هذا الموضوع، مُرجحةً أنّ هذا النشر تمّ بعد تسريبٍ إسرائيليٍّ. وقال الصحيفة الكويتيّة في تقريرها إنّ وسائل إعلام نقلت عن أحد مساعدي قائد الحرس الثوريّ الإيرانيّ قوله، إنّ طهران تنشئ مصانع للأسلحة والصواريخ لحساب حزب الله في لبنان، على عمق يزيد على 50 مترًا، فوقها طبقات مختلفة من المتاريس المتنوعة، حتى لا تستطيع الطائرات ضربها.
أمّا المصادر الإسرائيليّة، فقالت للصحيفة العبريّة إنّ الهدف من إقامة المصانع الإيرانيّة على الأراضي اللبنانيّة هو منع سلاح الجوّ الإسرائيليّ من استهداف قوافل الأسلحة الوافدة من سوريّة إلى حزب الله في لبنان، والتي بحسب المصادر الأجنبيّة، يتّم استهدافها من قبل المُقاتلات الإسرائيليّة.
ولفتت المصادر نفسها، إلى أنّ الكابينيت الإسرائيليّ عقد جلسةً خاصّةً مؤخرًا لنقاش هذه القضية الخطيرة، ومن بين الاقتراحات التي تمّ تداولها كان توجيه إسرائيل ضربةً استباقيةً لحزب الله في لبنان، مع أنّ التفاهمات غير المكتوبة بين تل أبيب وحزب الله أنّ إسرائيل لا تُهاجم مواقع الحزب في لبنان، وذكّرت الصحيفة أنّه في المرّة الأخيرة التي قامت إسرائيل بالإغارة على مواقع حزب الله، ردّ الأخير بقصف القوّات الإسرائيليّة المرابطة في مزارع شبعا.