تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 29-08-2017 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التي أعلن فيها انتصار اللبنانيين والسوريين على الإرهابيين ودحرهم عن آخر حبّة تراب على الحدود اللبنانية ــ السورية.

الأخبار 
نصرالله: النصر تاريخي وينكره من راهن على «داعش» و«النصرة»
دعا الى زحف شعبي الى بعلبك الخميس احتفالاً بالتحرير الثاني

تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معلناً انتصار اللبنانيين والسوريين على إرهابيي تنظيم ودحرهم عن آخر حبّة تراب على الحدود اللبنانية ــ السورية. ومع إعلان نصرالله عيد التحرير الثاني في 28 آب 2017، حدّد الخميس المقبل يوماً للاحتفال بهذا النصر في مدينة بعلبك، في شبه استفتاء كبير على خيار المقاومة بوجه المشروع الإسرائيلي وادواته التكفيرية.

ما إن خرج آخر إرهابي مسلّح من الجرود اللبنانية ــ السورية مساء أمس، حتى أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معلناً النصر على الإرهاب التكفيري، ومحدّداً يوم 28 آب عيداً للتحرير الثاني. وكشف نصرالله للبنانيين تفاصيل التسوية الأخيرة التي توّجت بعد معركتي «إن عدتم عدنا» و«فجر الجرود» بتحرير كامل الحدود اللبنانية ــ السورية، والكشف عن مصير العسكريين اللبنانيين وجثامين لشهداء للمقاومة، وعودة الأسير المقاوم أحمد معتوق.

وأكّد أن «لبنان اليوم كله انتصر والأغلبية الساحقة سعيدة»، مستثنياً «من راهن على جبهة النصرة وداعش، ومن يقف خلف هذه الجماعات من قوى إقليمية ودولية». وأكد أن يوم «28 آب 2017 هو يوم التحرير الثاني الذي سيسجل يوماً في تاريخ لبنان والمنطقة، سواء اعترفت به الحكومة اللبنانية أم لم تعترف»، رابطاً بين المعركة ضد القوى التكفيرية والمشروع الإسرائيلي، وأن «معركة الجرود هي استكمال لمعركة إسقاط المشروع الإسرائيلي».

وقبل أن يردّ نصرالله على المتحاملين بعد خطابه الأخير، قدّم التعزية بشهداء الجيش اللبناني الذين استعيدت جثامينهم، وإلى بقية عوائل الشهداء، شهداء الجيش اللبناني والجيش السوري والمقاومة.

وردّ على الذين حرّفوا كلامه الأخير، متّهمين المقاومة بابتزاز الحكومة اللبنانية للاتصال بالحكومة السورية، فقال السيد نصرالله «لا يمكن أن يقال عن حزب الله إنه يبتزّ في قضية إنسانية، وكل من قال ذلك إما جاهل وإما عديم الأخلاق»، مضيفاً «اننا لم ننتظر من الحكومة اللبنانية أن تفعل شيئاً، ولم ننتظر أحداً في ظل القتال الدائر». وشرح أنه طرح في خطابه الأخير مسارين للتفاوض، الأول عبر حزب الله، والثاني عبر الحكومة اللبنانية، والخيار الثاني يتطلّب تواصلاً رسميّاً مع الحكومة السورية، مؤكّداً أن ما حصل هو اعتماد المسار الأول، وحزب الله هو من فاوض الإرهابيين.

وحول سير المفاوضات، أعلن أنه «لم نكن لا نحن ولا الجيش في وارد وقف إطلاق النار إلى أن وجد داعش نفسه في المربع الأخير»، وأنه «منذ بداية المعركة كانت داعش تريد وقف إطلاق النار، وقد استمرت المعركة على الجبهتين، وحين وجدت داعش نفسها في المربع الاخير انهارت واستسلمت». وأوضح أنه «عندما طرح داعش أمر التفاوض، عرضنا شروطنا بكشف مصير العسكريين اللبنانيين أوّلاً، وتسليمنا أجساد كل الشهداء الذين قاتلوا على الجبهة، وإطلاق سراح المطرانين المختطفين والمصور سمير كساب»، مشيراً إلى أن «جواب داعش كان أن المطرانين المخطوفين وكساب ليسوا لديه».

وكشف أن «داعش» اعترف بأن لديه الأسير المقاوم أحمد معتوق، و3 أجساد لمقاومين في القلمون، وأن التنظيم «طلب الإفراج عن سجناء من رومية، لكننا لم نقبل النقاش في هذا الطلب، ولم نقبل تجزئة المراحل خلال التفاوض، وأصررنا على كشف مصير الجنود اللبنانيين».

وشرّح التطورات عسكرياً وسياسياً، بالتأكيد أن «ما حصل في الجرود هو فعل استسلام من داعش»، ولفت إلى أنه «لو لم يقم داعش بالرد إيجاباً على الشروط، لكان الردّ من قبلنا مختلفاً، وكانت هناك عملية كبيرة ستنهي المعركة عسكرياً». وفيما أكّد أنه أرسل وفداً إلى عائلة شهيد الجيش عبّاس مدلج، الذي لم يتمّ العثور على جثمانه بعد، جزم نصرالله بأن المقاومة تحتفظ بعنصر تابع لـ«داعش» سلّم نفسه للمقاومة، يعرف مكان دفن مدلج، وهو يقوم بإرشاد المعنيين، والبحث جارٍ عن مكان دفنه، والامر يحتاج إلى بعض الوقت.

وكشف أن «أحد أسباب تبطيء المعركة في الجرود كان كشف مصير العسكريين، ولو ذهبنا إلى خيار الحسم، لكان من الممكن أن يُقتل من يعرف مكان الجنود والكثير من المدنيين». وأضاف «الكل متفق أنه لو حررنا الأرض اللبنانية والسورية بدون كشف مصير العسكريين كان سيصبح النصر منقوصاً»، منتقداً الذين يزايدون بطلب الحلّ العسكري والانتقام من «داعش»، بالقول: «إننا وقفنا عند الاتفاق والتزمنا بالعهود».

وحول الحديث عن تحميل المسؤوليات في قضيّة العسكريين، طالب نصرالله بإجراء تحقيق رسمي لكشف المتورّطين، قائلاً: «فتّشوا عمّن سمح بأن يبقى هؤلاء الجنود بأيدي خاطفيهم»، و«حققوا مع أصحاب القرار السياسي الجبان، الذي كان يرى هؤلاء المسلحين جزءاً من مشروعه السياسي الكبير». وشدد على أنه «يجب محاسبة القرار السياسي المتردد والجبان ومن كان لا يعتبر النصرة وداعش عدواً».

وحول المزايدات في دعم الجيش، سأل الأمين العام لحزب الله: «من الذي منع الجيش اللبناني في نفس اليوم من استعادة الجنود؟ وهو كان قادراً على ذلك من اليوم الاول»، مؤكّداً «نحن كنا نثق بالجيش وأنتم كنتم تشتمونه على المنابر، والجيش كان يستطيع بكل بساطة أن يحاصر ويحرر الجنود ويعتقل مجموعات كبيرة من النصرة وداعش في عرسال ويفاوض على جنوده».

وكشف نصرالله أنه سقط في المعركة الأخيرة ضد «داعش» 11 شهيداً للمقاومة و7 شهداء للجيش السوري، متوّجاً خطابه بالقول إننا «أمام نصر ثان هو تحرير كافة الاراضي اللبنانية وتحرير الأراضي السورية، وهو شرط قطعي ولازم لتأمين الأراضي اللبنانية». وأضاف أن «الجيش اللبناني يستطيع اليوم أن يقيم حواجز على الحدود من دون إجراءات استثنائية، لأن التهديد الأمني في الطرف الآخر منتفٍ، وهذا ما نسميه النصر الكبير، وجدير أن نسميه التحرير الثاني، وهذا النصر هو جزء من الانتصار في المنطقة».

وربط نصرالله بين نصر الجرود والانتصارات التي تحصل في المنطقة، مشيراً إلى أن «الهزائم في الموصل والبادية وجنوب الرقّة باتجاه دير الزور وحلب تركت آثاراً معنوية كبيرة جداً على عناصر داعش التي كانت تقاتل على الحدود اللبنانية السورية».

وأعاد التأكيد على وحدة المعركة ضد التكفيريين وضد المشروع الإسرائيلي، لافتاً إلى أن «معركة الجرود هي استكمال لمعركة إسقاط المشروع الإسرائيلي»، وأن «من يبكي على داعش في سوريا والقلمون والعراق هم نتنياهو والإسرائيليون». وقال: «كل يوم يثبت أن هذه الجماعات التكفيرية صنعتها الإدارة الأميركية، وإدارة ترامب تؤكّد أن إدارة أوباما هي من صنعت داعش، وما قدمته هذه الجماعات للكيان الصهيوني لم يحصل عليه هذا الكيان من سنوات، ومسؤولو هذه الجماعات يعرفون ذلك، بعكس العناصر العاديين».

وشدّد نصرالله على حجم الإنجاز الذي لم يترك «داعشياً أو نصرة أو تكفيرياً في تلة أو جبل أو حبة تراب لبنانية»، مؤكّداً أن «يوم 28 آب 2017 هو يوم التحرير الثاني الذي سيسجّل يوماً في تاريخ لبنان والمنطقة، سواء اعترفت به الحكومة اللبنانية أم لم تعترف». وذكّر نصرالله بأنه في «25 أيار 2000 لبنان كله انتصر وكان سعيداً بذلك، إلا من راهن على إسرائيل وجيش لحد، لأن خياراته سقطت»، غامزاً من قناة الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، الذي حاول إلغاء عيد المقاومة والتحرير من لائحة الأعياد الرسمية في عهد حكومته.

وبينما ركّز الأمين العام لحزب الله على أن «لبنان كله انتصر والأغلبية الساحقة سعيدة إلاّ من راهن على جبهة النصرة وداعش، ومن يقف خلف هذه الجماعات من قوى إقليمية ودولية»، كشف أن «الاحتفال بالانتصار سيكون نهار الخميس عصراً في مدينة بعلبك بجوار مرجة رأس العين»، داعياً اللبنانيين والبقاعيين إلى الزحف الجماهيري للاحتفال بهذا اليوم. وختم: «يوم الخميس سنجتمع للاحتفال بالانتصار على كل هذه الشياطين»، مضيفاً أن «أهل البقاع سيثبتون الخميس أنهم جديرون بهذا النصر العظيم الذي صنعوه بأرواح أبنائهم ودماء شبابهم»، مؤكّداً أنه «إذا هدد بلدنا محتل نقاتله هنا ونستشهد هنا وندفن هنا».

الجمهورية
إنتهت المعركة عسكرياً.. وسجالات تُوتِّر الداخل سياسياً

وتناولت الجمهورية الشأن الداخلي وكتبت تقول “بعدما انتُزعت ورقة الإرهاب من الجرود، وزال الورم الخبيث الذي استحكم لسنوات بهذه الخاصرة اللبنانية في السلسلة الشرقية، يُفترض أن تعود عقارب الساعة السياسية إلى الدوران في الاتجاه الذي يحاكي هذا الإنجاز الكبير الذي تحقّقَ بطردِ المجموعات الإرهابية، ويصوغ مشهداً جديداً عنوانه الانصراف الجدّي والكلّي إلى تحرير الأولويات من عُقد السياسة، ومن كلّ أورام المصالح والمنافع الخاصة التي تعيقها أو تُعطّلها. ولعلّ كلّ مؤسسات الدولة وفي مقدّمها الحكومة أمام هذا الامتحان الذي يُفترض أن تدخلَ فيه بعد عطلة عيد الأضحى.

ها هي الجرود تحرّرت، واللبنانيون رفعوا قبّعاتهم تحيّةً للعسكريين وما بذلوه في ميدان المواجهة مع «داعش»، وها هم يحجّون الى خيمة الشهداء العسكريين في رياض الصلح، يشاركون ذويهم خسارةَ ابنائهم التي هي شهادة بمستوى الوطن بأكمله، مكللةً بشعار الشرف والتضحية والوفاء، ويشاركونهم الصرخة الاحتجاجية على ترحيل الإرهابيين وتركِهم يغادرون الجرود من دون حساب، وبطريقة يصفها ذوو الشهداء بأنّها تقتل العسكريين مرّتين؛ مرة على أيدي الارهابيين ومرة اخرى على ايدي من يسمح لهؤلاء القتلة بالمغادرة، بما يجعل دماءَ العسكريين الشهداء تضيع هباءً.

إذاً، انتهى ملفّ الجرود بالطريقة التي انتهى فيها، وانصرَف أهل الميدان العسكري لإكمال عملية الإطباق على المواقع التي كان يحتلّها الإرهابيون، بالتوازي مع ترحيل مسلّحي «داعش» الى داخل الاراضي السورية، في حين دخَل ملف العسكريين الشهداء مرحلة تحديد هوياتِهم عبر فحوص الـ«DNA» ليدخلَ معها البلد في حال انتظار.

وعلمت «الجمهورية» أنّ القيادة العسكرية تلقّت في الساعات الماضية سيلاً من الاتصالات من مراجع سياسية ورسمية عبّرت عن التضامن مع المؤسسة العسكرية، وقدّرت ما قام به العسكريون في عملية «فجر الجرود». إلّا أنّ اللافت في هذه الاتصالات أنّها تجنّبت حسم استشهاد العسكريين، في انتظار نتائج فحوص الحمض النووي.

مرجع سياسي
وقال مرجع سياسي لـ«الجمهورية» إنه اتّصل أمس بقائد الجيش العماد جوزف عون، وبارَك له بالانتصار الذي تحقّق في الجرود بشقّيها في عرسال ورأس بعلبك والقاع، واستوضَح حول مصير العسكريين وهل إنّ الجثامين الثمانية التي نقِلت من الجرود الى المستشفى العسكري في بيروت تعود لهم؟ فجاء الجواب بأنّ أغلبَ الظنّ أنّ هذه الجثامين وبنسبة 90 في المئة تعود للعسكريين، إلّا أنّنا لا نستطيع تأكيد ذلك قبل صدور نتائج الـ«DNA».

وأشار المرجع الى «أنّ الـ 10 في المئة المتبقّية نسبة ضئيلة»، وأملَ في «أن تأتي النتائج سلبية، وإن كانت كذلك فهذه المسألة ستخلط الأوراق مجدداً، ولذلك ما أنصح به كلَّ المعنيين، سواء في الجيش اللبناني أو «حزب الله»، هو عدم تركِ مسلّحي الجرود يغادرون قبل صدور نتائج الحمض النووي».

مرجع عسكري
وقال مرجع عسكري لـ«الجمهورية»: «الجيش لن يعلنَ عن استشهاد العسكريين، بل هو ينتظر صدور نتائح فحوص الحمض النووي لكي يبنيَ على الشيء مقتضاه، وعندها تَرتسم الصورة كاملةً عندنا بالنسبة إليه».

ولفتَ الى اهمّية الانجاز الذي حقّقه الجيش وقال: «لقد حدّد لعمليته العسكرية هدفين: تنظيف الجرود من «الدواعش» وقد تمّ ذلك في عملية نظيفة يُشهد لها، وكشفُ مصير العسكريين المخطوفين، وهنا نعتقد أنّ الارهابيين قاموا بتصفيتهم، لكنْ لا نستطيع تأكيد ذلك قبل نتائج الـ«DNA».

وحول ما أثيرَ عن عملية الجرود من تساؤلات، قال المرجع: «الجيش ليس معنياً بما يقال، وليس معنياً بالسياسة، ما يعنينا هو جهد وتضحيات العسكريين، وما يعنينا ايضاً أنّ المهمة أنجِزت ودحِر الارهاب، علماً انّنا كنّا نتمنّى ان تنتهي العملية بعودة العسكريين، ووضَعنا كلَّ جهدنا في هذا السبيل، لكن يبدو أنّ الصورة كانت معاكسة».

وأوضَح المرجع «إنّ تأخُر الجيش في إتمام المرحلة الرابعة من المعركة، مرَدُّه الى أنّه وضَع خطةً محكمة لتنفيذ المرحلة الرابعة والأخيرة لتنظيف الـ 20 كيلومتراً المتبقّية مع المجموعات الارهابية، وبدايةُ التنظيف تكون بمهاجمة وادي مرطبيا، وحدّد ساعة الصفر قبل نهاية الاسبوع الماضي، إلّا أنّ أمراً استجدّ السبت الماضي تمثّلَ في طلبِ الارهابيين وقفَ إطلاقِ النار واستعدادهم لمغادرة المنطقة، وقرَنوا ذلك بأنّهم سيكشفون عن مكان العسكريين المخطوفين. وعلى هذا الاساس جرى تعديل في الخطة، وبالتالي انتهى الأمر على ما انتهى عليه».

وأشار المرجع إلى أنّ «هناك أراضيَ لبنانية تحرّرت من الارهاب، وهي بالتالي مسؤولية الدولة، ومهمّة الجيش حمايتُها في سياق مهمّته الأساسية بحماية الأراضي اللبنانية كلها، وكذلك حماية الحدود وتثبيت مواقعِه في هذه المناطق التي لم تكن تحت سيطرته.

والأهمّ بالنسبة الى الجيش هو أنّ الأمن كان وما زال وسيبقى الخطَّ الأحمر، ومن هنا اولوية الجيش ليست على الحدود والجرود فقط، بل في الداخل في مواجهة ومطاردة أيّ بؤرٍ أمنية وخلايا إرهابية نائمة، بالتنسيق مع الاجهزة الامنية التي يعمل معها الجيش في اتّجاه واحد ولهدفٍ واحد هو تنظيف لبنان من الارهاب، والانتقال به إلى برّ الأمان».

نصرالله
وفي إطلالة جديدة له مساء امس، قال الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله إنّ تاريخ 28 آب 2017 «هو يوم التحرير الثاني الذي سيسجّل في تاريخ لبنان والمنطقة، سواء اعترفَت به الحكومة اللبنانية أو لا»، واعتبر انّ المعركة ضد «داعش» حقّقت كامل أهدافها، وقال: «إبحَثوا عن من سَمح بإبقاء العسكريين بأيدي خاطفيهم وطالِبوا بفتح تحقيق».

وشدّد على انّ الحزب والجيش اللبناني لم يكونا في واردِ وقفِ إطلاق النار إلى أن وجَد «داعش» نفسَه في المربّع الأخير. وأكّد أنّه لم يبقَ أيّ «داعشي» أو إرهابي على أيّ حبّة تراب لبنانية و«سنحتفل يوم الخميس بهذا الانتصار في بعلبك».

«المستقبل» يردّ
من جهته، ردّ تيار «المستقبل» على كلام نصرالله، مشيراً إلى «أنّه يريد أن يحاسب القوى السياسية على مواقفها المبدئية من دعوته للتواصل مع الحكومة السورية، وتفرّد الحزب في اتّخاذ قرارات تتصل بأمور السِلم والحرب بمعزل عن الدولة ومؤسساتها الدستورية».

وسأل: «ما الجديد الذي طرأ على الواقع السياسي في لبنان، عندما تُجمع القيادات والشخصيات والأحزاب المعارضة لسياسات «حزب الله»، على رفضِ دعواته الأخيرة، والامتناع عن تقديم أيّ شكل من أشكال التغطية الوطنية والشرعية، لحروب الحزب ومعاركه في الداخل والخارج؟

وما الداعي إلى مِثل هذا القدر من التوتّر في إطلاق الأوصاف والاتّهامات على جهات وأحزاب وتيارات لا تحتاج لشهادات حسنِ سلوك وطني من أحد؟ وهل يستوي الشعور بتحقيق انتصار كبير على قوى الارهاب في جرود البقاع، مع الشعور بوجود فئة كبيرة من الشعب اللبناني، ترفض تجييرَ هذا الانتصار لمصلحة أجندات إقليمية، وتحديداً لمصلحة نظام بشّار الأسد، المسؤول الاوّل والاخير عن توريط سوريا في مذابح أهلية لا مثيلَ لها في التاريخ العربي؟

وشدّد على التزام الخطاب العقلاني والمنطقي في مقاربة القضايا الوطنية الحسّاسة، وعدم الإفراط في تأجيج العصبيات والكلام الشعبوي الذي لا وظيفة له سوى العودة الى اصطفافات مذهبية تؤذي لبنان والعيشَ المشترك بين أبنائه، على صورةِ الدعوة المؤسفة التي وُجّهت لتعديل وجهة الانتقام الى الداخل اللبناني، ردّاً على بعض المواقف التي احتجّت على نتائج الصفقة مع «داعش» .

مصدر معارض
وكان مصدر سياسي معارض قال لـ«الجمهورية»: «إنّ السلطة السياسية لم تكن بمستوى ما تتطلّبه استعادة سيادة الدولة والقرار الوطني الحر. فعوَض أن تُصدر الأمر إلى الجيش بتحرير جرود عرسال، تخلّت عن واجباتها ومسؤولياتها فترَكت لـ«حزب الله» والنظام السوري مهمّة القتال وإبرامَ الصفقات التي تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا للدولة اللبنانية.

وعوَض أن تواكبَ الإنجاز العسكري للجيش اللبناني بتحرير جرود رأس بعلبك والقاع وكشفِ مصير العسكريين المخطوفين، بقرارات سيادية بحجم دماء الشهداء وتطلّعاتِ أبناء المنطقة خصوصاً واللبنانيين عموماً، إذا بها تُفرّط سياسياً بالإنجاز العسكري وتُمعِن في ضربِ أسسِ الدولة بتخلّيها عن الدستور وإحجامِها عن استعادة القرار الوطني الحر من مُصادِريه المحليين والخارجيين».

ودعا المصدر أركانَ السلطة «إلى الاعتراف بعجزهم وعدمِ كفاءتهم في إدارة هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان، وبالتالي الى الاستقالة من مسؤولياتهم، وتشكيلِ حكومةٍ جديدة تضع في رأس اهتماماتها إحياءَ دور المؤسسات الشرعية بما يتطابق مع مهمّاتها المنصوص عنها في الدستور».

وقال: « لا يكفي أن يدليَ البعض بتصريحات معترضة أو أن يغرّد على حسابه على «تويتر»، بل المطلوب، إذا صَدق المعترضون في اعتراضاتهم، أن يحوّلوها موقفاً رسمياً في مجلس الوزراء، وإن لم يتمكّنوا من ترجمة مواقفهم فلتكُن لديهم جرأة الاستقالة».

الحريري الى باريس
على صعيدٍ آخر، تغيبُ جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع فيما يستعدّ رئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة باريس يومي الخميس والجمعة المقبلين، فيما أعلنَ قصر الإيليزيه مساء أمس الاوّل أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيستقبل الحريري في الثامنة والنصف من صباح يوم الجمعة.

كذلك سيلتقي الحريري نظيرَه الفرنسي إدوار فيليب، ووزيرَ الخارجية جان إيف لودريان، ووزيرةَ الدفاع فلورانس بارلي ووزيرَ الاقتصاد ميشال سابان ورئيسَ مجلس الشيوخ جيرار لارشيه.

وعلمت الجمهورية» أنّ الحريري سيطرح في لقاءاته موضوعين أساسيين: دعم الجيشِ والقوى الأمنية، خصوصاً بعد العملية العسكرية الناجحة للجيش في جرود رأس بعلبك والقاع، ومساعدة لبنان على مواجهة أعباء النزوح السوري.

ومِن المقرر أن يعود الحريري الى لبنان بعد انتهاء زيارته، على ان يستعدّ لزيارة موسكو في 11 أيلول تلبيةً لدعوة رسمية من رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، وسيَجتمع خلال الزيارة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الروس.

ملفّ البواخر
في ملف بواخر الكهرباء، يبدو أنّ هذا الموضوع سيشكّل بنداً أساسياً في مرحلة ما بعد العيد، ربطاً بتقرير إدارة المناقصات حول المناقصة المرتبطة بالبواخر.

وعلمت «الجمهورية» أنّ الجديد في هذا الملف، أنّه أحيلَ في الساعات الماضية الى ادارة المناقصات لدراسته، إلّا انّ إحالته لم تكن مكتملة بل كانت مبتورةً، بحيث لم يرفَق الملف بقرار مجلس الوزراء المتصل بهذه الإحالة، والذي يحدّد المطلوب دراسته فعلاً في التقرير، بناءً على أيّ أساس.

وهو أمرٌ أثارَ علامات استفهام في أجواء إدارة المناقصات، وكذلك لدى مستوياتٍ سياسية استغربَت إغفالَ إرفاقِ ملف البواخر بقرار مجلس الوزراء ذي الصلة، إلّا أنّها سألت أين هو قرار مجلس الوزراء ، إن كان منجزاً فلماذا الحجرُ عليه وإخفاؤه، وإن كان غيرَ منجزٍ، فما هو السبب، وهل ما زال في طور الصياغة، وهو أمر غير مبرّر، أم انّ هناك ملابسات اخرى فرَضت إبقاءَ القرار في المجهول؟

وعبّرت مصادر وزارية معارضة لملفّ البواخر بالصيغة التي سبقَ وطرِحَ فيها في المرّة الأولى، عن ارتيابها من وجود ما سمَّتها محاولة تمرير هذه الصفقة بطريقة احتيالية، خصوصاً وأنّ الفريق السياسي الذي يحتضن هذه الصفقة يتحدّث عنها وكأنّها أمرٌ مبتوت سلفاً، ولا يتوانى عن الإعلان على المنابر وفي الإعلام بأنّ الخطة ماشية عطّلَ مَن عطّل أو عرقلَ من عَرقل، مقرناً ذلك بانتقادات مسبَقة لإدارة المناقصات واتّهامات لها بأنّها تعرقل خطة الكهرباء.

وعلمت «الجمهورية» أنّ أجواء إدارة المناقصات تؤكّد انّ التوجّه هو التعمّق في كلّ بنود وتفاصيل دفتر الشروط الجديد، على ان تعدّ تقريرَها بشفافية، من دون الأخذِ بأيّ اعتبارات سياسية، خصوصاً وأنّ المهمّ في هذه المناقصة أن تنطبق مع الاصول المتّبعة في مِثل هذه المناقصات، والأهمّ فيها أن يكون هناك أكثرُ من عارض، لا أن تكون محصورةً بعارض وحيد، ما سيُعرّضها للنسف الحتميّ، على غرار المناقصة السابقة.

وبحسب المعلومات الموثوقة، فإنّ دراسة أوّلية أجريَت حول دفتر الشروط، وتبيّن من خلالها انّ المهل الواردة فيه تستوجب التوقّفَ عندها مليّاً، وقياسَ مدى انطباقِها مع الاصول التي تَحكم هذا النوع من المناقصات.

وإذا كان للتعديلات التي أدخِلت في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة على دفتر الشروط مفعولٌ تحصيني لملفّ البواخر، إلّا أنّ ثمّة خللاً، أو بالأحرى صياغات ملتبسة، قد تبدّت خلال الدراسة الأولية، وتتمثل بوجود ثغرات ضريبية، تتطلب إعادة تدقيقٍ مِن قبَل وزارة المال، بما يجعلها في صالح الخزينة، وليس في صالح الشركات العارضة.

الملف الانتخابي
وفي وقتٍ لم يطرَأ أيّ جديد على صعيد ملف الانتخابات الفرعية، بدا أنّ الاهتمام لدى المعنيين منصَبٌّ في مكان آخر. وفي هذا يندرج الاجتماع الذي عَقده أمس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع لجنة خبراء تطبيق قانون الانتخاب. وعلمت «الجمهورية» أنّه تمّ حسمُ اعتماد بطاقة هوية ممغنَطة جديدة، وليس بطاقة ممغنطة، لإجراء الانتخابات على اساسها بحيث تستخدم في الاقتراع .

كذلك تمَّ حسمُ عدمِ التصويت إلكترونياً، وأيضاً تمّ البحث بين القوى السياسية في موضوع التصويت المسبَق في مكان سكنِ الناخب، على ان تعتمد إلزامية التسجيل المسبق، على اعتبار أنّ هذا الإجراء يُسهّل عملَ الماكينات الانتخابية وعملية الاقتراع. وقد توقّفَ البحث عند هذه النقطة التي ظلّت معلّقة ولم يبتّ بها، علماً أنّ «التيار الوطني الحر» رَفضها.

اللواء
خلاف لبناني على النصر.. وخطابان متباعدان لعون ونصر الله
الحريري لإعلان الحداد الوطني على شهداء الجيش.. وقوافل مسلحي داعش إلى «البوكمال» بحماية النظام

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “28 آب، قوافل مسلحي تنظيم «داعش» واسرهم تغادر الأراضي اللبنانية، بمواكبة قوة من الجيش السوري، معلنين استسلامهم وتسليمهم بهزيمة نكراء، غير مسبوقة، لا شكلاً ولا مضموناً.

الحدث، هو ان مسلحي التنظيم انسحبوا من جرود رأس بعلبك، وجرود القاع، بعدما قتل منهم من قتل، واسر من أسر، وجرح من جرح، جرّاء المعارك البطولية التي خاضها الجيش اللبناني داخل الأراضي اللبنانية، وبالتزامن مع معارك مماثلة خاضها حزب الله والجيش السوري على امتداد جبهة مشتركة حدودية بين لبنان وسوريا من الشرق.

وقضى الاتفاق الذي يسمح بخروج ما تبقى من مقاتلين وعددهم (وفق الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله) 665 شخصاً، ويشمل 331 مدنياً و308 مسلحين و26 مصاباً بجروح، وهي المرة الأولى التي يوافق تنظيم «داعش» علناً فيها، على الانسحاب مجبراً من اراضٍ كان يسيطر عليها، بخروج مئات المسلحين مع عائلاتهم من جانبي الحدود على متن حافلات تقلهم إلى محافظة دير الزور شرق سوريا الواقعة تحت سيطرة «داعش».

ومساءً غادرت القوافل من منطقة قارة السورية في القلمون الغربي باتجاه البوكمال في محافظة دير الزور، ولم يعد للتنظيم أي وجود في الجرود، سواء اللبنانية أو السورية.

إطلالة نصر الله
وشكلت إطلالة السيّد نصر الله مساء أمس للمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام، فرصة لتجدد السجال حول النصر، ومعركة الجرود، التي كشف الأمين العام ان الحزب قدّم خلالها «11 شهيداً و7 للجيش السوري» قبل ان يلقي أمين عام حزب الله خطاباً في احتفال دعا إليه في مرجة بعلبك الخميس 31 آب الجاري (وهو التاريخ الذي عادة ما تحتفل فيه حركة «أمل» من كل عام بذكرى اختطاف مؤسسها الامام السيّد موسى الصدر)، للاحتفال بالنصر على الإرهاب، أو «التحرير الثاني» وفقاً لأدبيات حزب الله.

وسارع تيّار المستقبل، على نحو ما فعل في الإطلالة السابقة للسيد نصر الله إلى إصدار بيان، فنّد فيه ما أعلنه، واصفاً كلامه بأنه «تعكير للمناخ الوطني، وللسباق على قطف النتائج السياسية وتوزيع المغانم المذهبية والطائفية على المناطق اللبنانية»، معرباً عن اعتذاره من أهالي الشهداء «لاضطراره لدخول حلبة السجال السياسي في هذه اللحظة، التي يفترض ان تكون لحظة توافق وتلاق وطني لا لحظة افتراق وسجال».

ودعا «المستقبل» إلى التزام الخطاب العقلاني في مقاربة القضايا الوطنية الحسّاسة، معرباً عن أسفه للدعوة التي وجهت «لتعديل وجهة الانتقام إلى الداخل، رداً على بعض المواقف التي احتجت على نتائج الصفقة مع «داعش».

ونأى التيار بنفسه عن «موقع من يريد تلطيخ هذه المعركة ونتائجها عبر الاتهام والشكوك، وأن هناك مجموعة من الشباب اللبناني سقط فيها وأن المسؤولية الأخلاقية تفترض التعاطف مع الأهالي المفجوعين وتجنب الإساءة إلى مشاعرهم أو اخضاعها للمزايدات السياسية».

وأكد التيار ان التضحيات التي قدمها الجيش اللبناني والإعلان عن استشهاد العسكريين الذين خطفهم وقتلهم غدراً تنظيم «داعش» الإرهابي، يجب ان تشكل مناسبة لاجتماع اللبنانيين بكل اطيافهم السياسية والطائفية، حول الدولة ومؤسساتها الشرعية، والتوقف عن تقديم الخدمات المجانية للنظام السوري، واعتبار لبنان منصة لتقديم المصالح الخارجية على المصلحة اللبنانية.

حداد وطني
ووصف الرئيس سعد الحريري يوم أمس بأنه يوم «لانتصار لبنان على الإرهاب وطرد تنظيماته، موجهاً التحية للجيش اللبناني، وكشف ان الحكومة اللبنانية ستعلن يوم حداد وطني فور التأكد من نتائج فحص الحمض النووي للجثامين الثمانية العائدة لشهداء الجيش الذين اختطفهم داعش، وذلك بعد التداول مع الرئيس ميشال عون.

ولم تستبعد مصادر رسمية عبر «اللواء» ان يكون لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون موقف بعد الاعلان الرسمي عن مصير العسكريين المخطوفين والاجراءات اللاحقة بما في ذلك من اعلان وفاة ومأتم وطني وإعلان حداد. ولفتت المصادر انه قبل ذلك ما من شيء مرتقب صدوره.

اما في ما خص عملية المفاوضات، فاوضحت المصادر ان المعنيين بالموضوع يتولون القيام بالشرح اللازم. إلا أن مصادر أخرى أكدت ان كلمة لرئيس الجمهورية ستكون في احتفال سيقام وسط بيروت، وفي ساحة الشهداء، في ذكرى إعلان لبنان الكبير.

وكان الرئيس عون تابع أمس التطورات الميدانية في جرود بعلبك والقاع بعد تحريرها من تنظيم «داعش» الارهابي، وما تقوم به وحدات الجيش لتنظيف المنطقة المحررة والتمركز فيها.

ونظمت قيادة الجيش جولة لوسائل الإعلام اللبنانية والعربية والأجنبية في جرود عرسال والفاكهة والقاع ورأس بعلبك، بدأت من مركز قيادة العمليات في رأس بعلبك.. قبل ان ينطلق الوفد الإعلامي إلى الجرود والمراكز المتقدمة على الحدود اللبنانية – السورية عند معبر مرطبيا والتلال المقابلة لحليمة قارة.

وشرح أحد الضباط الميدانيين «كيفية ضرب الارهابيين والالتفاف حول مراكزهم بهدف شل حركتهم تماما»، لافتاً إلى «أننا واجهنا عدوا شرسا وفككنا عبوات ناسفة كان قد زرعها الارهابيون على الطرقات وقامت وحداتنا بشق الطرقات تفاديا لمرور الآليات على الطرقات بسبب التفجيرات والتفخيخات». وأكد «أننا كنا على جهوزية تامة لتنفيذ المرحلة الرابعة الاخيرة للهجوم على الارهابيين وجاءت الاوامر من القيادة لوقف اطلاق النار من أجل عملية التفاوض».

نصر الله
ولم تخل إطلالة السيّد نصر الله التلفزيونية، مساء أمس من تصعيد سياسي ضد تيّار «المستقبل» وضد الحكومة السابقة التي كانت تتولى مسؤولية القرار السياسي عند اختطاف العسكريين في احداث عرسال في آب من العام 2014، في سياق الدفاع عن المفاوضات التي خاضها «حزب الله» مع تنظيم «داعش» لكشف مصير العسكريين المخطوفين وتحرير كامل الحدود الشرقية مع سوريا.

وفي سياق الرد على «المستقبل» والذي استهل به كلمته، نفى نصر الله ان يكون يبتز الحكومة أو الشعب اللبناني بدعوة الدولة إلى التفاوض بشرط طلب ذلك من القيادة السورية، موضحاً ان هذا الكلام جاء في سياق شرح الموقف بأننا امام خيارين، اما ان تفاوض الدولة أو ان يفاوض حزب الله، من دون طلب ذلك إلى الحكومة اللبنانية. واتهم كل الذين اتهموا الحزب بابتزاز اللبنانيين بأنهم «أما جهلة باللغة العربية أو أنهم لئام عديمو الأخلاق».

ورد نصر الله على دعوات الانتقام من مسلحي «داعش» الذين تسببوا في استشهاد العسكريين، بالتأكيد على أن هذه المعركة لم تكن معركة العين بالعين والسن بالسن، متهماً أصحاب هذه الدعوات بتشويه صورة المعركة وأنه كان يجب عليهم الطلب رسمياً بفتح تحقيق عن كيفية تسليم العسكريين، ومن منع الجيش اللبناني من فك أسر هؤلاء، مع انه كان قادراً على ذلك، واصفاً القرار السياسي بتحرير العسكريين «بالجبان والتخاذل».

واعتبر السيّد نصر الله، ان معركة الجرود، سواء من جانبها اللبناني التي خاضها الجيش اللبناني، أو الجهة السورية التي خاضها حزب الله مع الجيش السوري بأنها حققت كامل أهدافها، وهي إخراج «داعش» من الأراضي اللبنانية، وكشف مصير العسكريين وتأمين الحدود اللبنانية – السورية، كاشفا بأن عدد شهداء الحزب في هذه المعركة كان 11 شهيدا، فيما سقط للجيش السوري 8 شهداء، أي ان المجموع كان 18 شهيدا عدا عن الجرحى.

وكشف ايضا ان المرحلة الأخيرة من اتفاق وقف النار مع داعش، تضمن تبادلاً بين وصول الحافلات إلى منطقة بوكمال السورية والاسير أحمد منير معتوق واجساد الشهداء الخمسة.

كما كشف ان لدى الحزب اسيرا من داعش سلم نفسه، وانه يحتفظ به حيّن العثور على جثمان الشهيد عباس مدلج، بحسب ما أبلغ والده بذلك، عبر وفد ارسله إليه.

واعتبر ان أحد أسباب بطء المعركة في ايامها الأخيرة كان بهدف كشف مصير العسكريين. وانه كان يمكن ان يقتل الكثيرون من مدنيين واطفال لو ذهبنا إلى الخيار العسكري النهائي، ولسقط ايضا المزيد من الشهداء من الجيش اللبناني والسوري والمقاومة، ولكان ملف العسكريين بقي غامضا، ولكان النصر الذي حصل منقوصاً.

وشدّد نصر الله، في القسم الثاني من كلمته على اننا امام نصر كبير جداً، والحدود اللبنانية باتت آمنة عسكرياً، واصفاً يوم 28 آب 2017 بأنه يوم التحرير الثاني، لأنه لم يعد يوجد أي إرهابي أو «داعشي» فوق أية حبة تراب أو تلة لبنانية، لكنه أوضح انه سواء اعترفت الحكومة اللبنانية بهذا اليوم التاريخي أم لم تعترف فهذا شيء يعود إليها، خاتماً بالدعوة إلى احتفال سيقيمه الحزب للمناسبة عصر يوم الخميس المقبل في مدينة بعلبك، حيث سيتحدث فيه مجدداً، رغم انه سيكون يوم وقفة عيد الأضحى الذي يصادف يوم الجمعة.

البناء
روكز: لو واصلنا الحرب عام 2014 لحرّرناهم إبراهيم: لو واصلنا الحرب اليوم لضاع مصيرهم
نصرالله: للتحقيق في مَن تسبّب بمقتل العسكريين… سنحتفل الخميس بالتحرير الثاني
فورد: الأسد انتصر ولن يَسمح بالفدرالية شكري: سنتّصل بالحكومة السورية

صحيفة البناء كتبت تقول “في مناخ إقليمي متسارع نحو أستانة وتعزيز مناطق التهدئة، وزيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب أردوغان إلى إيران، وزيارات للمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا كان آخرها طهران، تمهيداً لجولة جديدة في جنيف في تشرين الأول المقبل، وتوقعات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالسير على طريق نهاية الأزمة في سورية، قال السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد إنّ الرئيس السوري بشار الأسد قد حسم النصر في حرب السنوات السبع لإسقاطه لمصلحته، مضيفاً أنّ الحكومة السورية لن تسمح بصيغ من الفدرالية واللامركزية، وأنّ سقف التغيير المتوقع هو مشاركة بعض المعارضين كوزراء في الحكومة، بينما خطت مصر على لسان وزير خارجيتها سامح شكري خطوة علنية نحو العلاقة بسورية، بالإعلان عن نية التواصل مع الحكومة السورية تعزيزاً لدور الوسيط الذي تتولاه مصر منذ رعايتها اتفاق التهدئة في الغوطة، ومشاركتها في مسارات الحلّ السياسي في سورية.

على خلفية هذا الاتجاه المحسوم لسورية كانت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لوضع النقاط على حروف الحرب في السلسلة الشرقية والحدود اللبنانية السورية ودعوته للاحتفال بعيد التحرير الثاني بعد غد الخميس، فاتحاً النقاش حول الكلام السجالي الذي ساقته أطراف سياسية بحق إنجاز المقاومة، داعياً بوضوح لتحقيق حكومي وقضائي وبرلماني يحدّد المسؤوليات ويحاسب مَن تسبّب بمقتل العسكريين الذين خطفوا قبل ثلاثة أعوام وتمّت تصفيتهم بعد ذلك بشهور قليلة، بينما كان كلام القائد السابق لفوج المغاوير العميد شامل روكز يحسم الجدل من الموقع الذي كان فيه على رأس القوة المرابطة آنذاك في أطراف بلدة عرسال، والمعنية بالمواجهة والتي مُنعت من التقدّم لتحرير العسكريين، حيث قال روكز لو واصلنا المواجهة عام 2014 لحرّرنا العسكريين، وأضاف كان يمكن لنا أن نستعيد العسكريين المخطوفين لو لم يصدر قرار وقف إطلاق النار عام 2014. والقرار بعدم متابعة الهجوم كان خطأ كبيراً، موضحاً أنّ «قيادة الجيش هي مَن أمرت بوقف إطلاق النار يومها، ولكن لم تكن لدينا إشكالية أن نستكمل المعركة وقتها».

ودعا روكز إلى فتح تحقيق بما حصل في معركة عرسال التي نتج عنها سقوط مراكز الجيش وخطف العسكريين بهذا العدد الكبير، مشيراً الى أنّ هذه الصفحة يجب أن تنكشف بتفاصيلها لتحميل المسؤوليات.

وأشار إلى أنّ وقف إطلاق النار في معركة عرسال أوقف عملية استرداد الأسرى في العام 2014، ولم تكن هناك محاولة لتحريرهم، مع العلم أنّ الأهالي كانوا يزورون أبناءهم مع النصرة، ومكانهم كان معروفاً، والإرهابيون سحبوا العسكريين إلى الجرود، بعدما تلقينا الأوامر بوقف إطلاق النار. وكشف أنّ القرار السياسي والعسكري كان يمنع الجيش من الدفاع حتى عن مراكزه التي كان كان من السهل سقوطها بسبب الخطأ في طريقة الانتشار، مع العلم أنّ القوى الأمنية كانت لديها مراكز في عمق الجرود، قبل عملية عرسال.

من جهته المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي تولّى إدارة الملف التفاوضي حول مصير العسكريين، قال: هناك اتفاق حصل بعد استسلام المسلحين، للحصول على مكان جثامين شهداء الجيش، ولو تمّ القضاء على مسلحي داعش لما كنا وصلنا الى الجثث وكانت القضية عالقة الى أبد الآبدين.

نصرالله: 28 آب 2017 تاريخ التحرير الثاني
على وقع تحرير الجرود اللبنانية كاملة من الوجود الإرهابي وانسحاب فلول مسلحي تنظيم «داعش» من آخر نقطة لبنانية، أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، معلناً 28 آب 2017 تاريخ التحرير الثاني الذي يوازي تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000، معتبراً أن معركة الجرود هي استكمال لمعركة إسقاط المشروع «الإسرائيلي»، وأعلن أن المقاومة والشعب اللبناني سيحتفلان بهذا الانتصار يوم الخميس المقبل في مدينة بعلبك.

وخرج السيد نصرالله عن صمته إزاء اتهامات بعض القوى السياسية المحلية للحزب بأنه يبتز الحكومة اللبنانية من أجل التفاوض مع الحكومة السورية، وقال: «لم ننتظر من الحكومة اللبنانية أن تفعل شيئاً ولم ننتظر أحداً في ظل القتال الدائر»، وأضاف «لا يمكن أن يُقال عن حزب الله إنّه يبتز في قضية إنسانية، وكل مَن قال ذلك إما جاهل وإما عديم الأخلاق».

وأعلن أننا «أمام تحرير كامل للأراضي اللبنانية وتأمين الحدود مع سورية بالكامل»، ولفت الى أنّ «هذا النصر في الجرود هو جزء من الانتصارات الموجودة في المنطقة»، وأشار الى أن «الهزائم في الموصل والبادية وجنوب الرقّة باتجاه دير الزور وحلب تركت آثاراً معنوية كبيرة جداً على عناصر «داعش» التي كانت تقاتل على الحدود اللبنانية السورية».

أصررنا على كشف مصير العسكريين
وحول سير المفاوضات، قال: «منذ بداية المعركة كانت «داعش» تريد وقف إطلاق النار، وقد استمرت المعركة على الجبهتين، وحين وجدت «داعش» نفسها في المربع الأخير انهارت واستسلمت»، وأوضح أنه «عندما طرح «داعش» أمر التفاوض عرضنا شروطنا بكشف مصير العسكريين وتسليمنا أجساد كل الشهداء الذين قاتلوا على الجبهة وإطلاق سراح المطرانين المختطفين والإعلامي سمير كساب».

وكشف أنّه «جرى رفض إطلاق سجناء لـ «داعش» من سجن رومية وتجزئة المراحل خلال التفاوض، وأصررنا على كشف مصير الجنود اللبنانيين»، ورأى أن «ما جرى بالمعنى العسكري والسياسي في الجرود هو فعل استسلام من «داعش»، ولفت الى أنه «لو لم يحصل ذلك كان هناك عملية كبيرة ستنهي المعركة عسكرياً»، وأعلن عن أنه سيتمّ الاحتفاظ «بعنصر «داعش» الذي استسلم إلى حين كشف موضوع جثمان الشهيد مدلج».

وأوضح السيد نصرالله أن «أحد أسباب تبطيء المعركة في الجرود كان كشف مصير العسكريين، ولو ذهبنا إلى خيار الحسم كان من الممكن أن يُقتل مَن يعرف مكان الجنود والكثير من المدنيين». وأضاف «الكل متفق على أنه لو حرّرنا الأرض اللبنانية والسورية من دون كشف مصير العسكريين كان سيصبح النصر منقوصاً»، وتابع القول «لمن طالبنا بالحسم العسكري والانتقام من «داعش» نقول إننا وقفنا عند الاتفاق والتزمنا بالعهود».

ووجّه الأمين العام لحزب الله رسالة إلى بعض القوى في الداخل الذين راهنوا على الإرهابيين وانتقدوا عملية التفاوض مع «داعش»، وقال: «فتشوا على مَن سمح بأن يبقى هؤلاء الجنود بأيدي خاطفيهم». وأضاف «حقِّقوا مع أصحاب القرار السياسي الجبان الذي كان يرى هؤلاء المسلحين جزءاً من مشروعه السياسي الكبير». وشدّد على أنه «تجب محاسبة القرار السياسي المتردّد والجبان ومَن كان لا يعتبر أن «النصرة» و«داعش» عدوّ».

إنجاز المرحلة الثانية من الاتفاق
ومع انتهاء معركة الجرود واستسلام مسلّحي «داعش»، رفع عناصر الجيش السوري والمقاومة العلمَيْن اللبناني والسوري وراية المقاومة على جبل «حليمة قارة» الاستراتيجي. وهو أعلى قمة على الحدود اللبنانية السورية وثبتوا مواقعهم العسكرية عليه، وأعلن الإعلام الحربي في المقاومة إنهاء وجود إرهابيّي تنظيم «داعش» في القلمون الغربي بعد خروج آخر حافلة تقلّهم من معبر الروميات.

وكانت المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار بين حزب الله والمسلحين، قد أنجزت بخروج المسلّحين من وادي مرطبيا وعددهم نحو 600 في اتّجاه دير الزور في سورية، في مقابل تسليم جثامين 5 مقاتلين من الحزب وأسير لدى «التنظيم»، وذلك بعدما تمّ الكشف عن مصير العسكريين المخطوفين الثمانية ونقل رفاتاتهم إلى المستشفى العسكري لإجراء فحوص الحمض النووي للتأكد من هوياتهم.

ووصلت الحافلات التي تقل المسلّحين وعائلاتهم عند معبر الشيخ علي في جرود القلمون لإخراجهم في اتجاه البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، وخرج 25 جريحاً من «داعش» في سيارات الهلال الأحمر السوري إلى نقطة تجمّع خارج معبر الشيخ علي الروميات في جرود القلمون الغربي.

وستعبر الحافلات من أقصى غرب سورية إلى أقصى شرقها في دير الزور مسافة نحو 500 كلم. تحتاج الى خمس ساعات لوصولها الى المحطة الأخيرة في مربع البوكمال في بادية دير الزور التي يسيطر عليها «التنظيم»، مقابل الإفراج عن جثامين ثلاثة شهداء لحزب الله، بينهم الشهيد الإيراني محسن حججي وأسير آخر كانوا أصيبوا في البادية السورية، ورفات 8 شهداء للجيش كان «داعش» خطفهم في جرود عرسال في آب 2014، وبالتالي تكون الجرود اللبنانية الشرقية وكامل منطقة القلمون السوري الغربي خالية تماماً من الإرهاب.

وقبيل عملية الترحيل، قام مسلحو «التنظيم» بإحراق مقارهم بواسطة السيارات المفخّخة التي تحمل لوحات لبنانية في الجرود، لإخفاء جميع الدلائل والإثباتات والوثائق الخاصة بهم. وعثر رجال المقاومة على كهف في الجزء السوري من الجبهة العسكرية مع «داعش»، مخصص لأعمال التفخيخ، إذ احتوى على مواد أولية تدخل في صنع المفخخات والعبوات الناسفة، بالاضافة الى صواعق وأسلاك كهربائية وكتيبات تدل على طرائق التفخيخ، كما عثر في الكهف على أوراق ولوحات معدنية تعود لسيارات لبنانية مسروقة، ما يدلّ على أنها كانت تتحضّر للتفخيخ لإرسالها إلى لبنان.

نتائج الفحوص خلال ثلاثة أيام
وبانتظار تحديد نتائج فحوص «الحمض النووي» في مهلة اقصاها ثلاثة أيام، توجّه أهالي العسكريين الثمانية الى المستشفى العسكري وأجروا فحوص للمرة الثانية لمطابقتها مع فحوص رفاتات العسكريين. وقالت مصادر الأهالي لـ «البناء» «إننا لم نتأكد حتى الأن بأن الرفاتات تعود للعسكريين، وأملنا كبير بألا يكونوا للعسكريين الثمانية، خصوصاً بعد ورود صورة طفل من بين صور الرفاتات التي تمّ تداولها»، وأوضحت أن «هناك خفايا لم يُطلعنا عليها المعنيون، خصوصاً أن معلوماتنا تُفيد بأن العسكريين الثمانية لم يكونوا كلهم في مكان واحد».

وأشارت المصادر إلى أنه «عندما نتأكد من استشهاد العسكريين سنعلنهم شهداء ونرفع رؤوسنا بهم، لكننا سنبدأ تحركات من نوع آخر وسيكون لنا مواقف أيضاً أولها المطالبة بلجنة تحقيق عسكرية وقضائية للتحقيق مع المسؤولين السياسيين عن خطف العسكريين ونقلهم إلى الجرود وتركهم لمصيرهم منذ العام 2014، ومَن الذي أعطى التعليمات لقيادة الجيش بوقف المعركة لتحريرهم؟».

وأكّد مدير الأمن العام اللواء عباس ابراهيم أنّه «سيستأنف العمل عند الخامسة من صباح الغد اليوم للبحث عن رفات الشهيد عباس مدلج»، مشيراً إلى أن «موضوع الـ «دي آن آي» لم ينتهِ حتى الساعة والنتائج لم تصدر بعد، ولكن أشك في ما قاله محامي أهالي العسكريين عن إمكانية أن تكون الرفات إلى أشخاص آخرين».

وأضاف في تصريح: «كنتُ أشرت من قبل إلى أن النتائج تحتاج إلى شهر، ولكن قد تصدر في وقت أقلّ». وتابع إبراهيم: «أنا ككل اللبنانيين أتمنى أن لا تكون هذه الرفاتات إلى الشهداء إلاَّ أن الكثير من الأمور تدّل على أن هذه الرفاتات تابعة لشهداء الجيش».

امّا عن موضوع التفاوض مع الإرهابيين للخروج من لبنان بدلاً من الانتقام لمن قتل الشهداء، قال: «أتعاطف مع كل من وقف ضد إعادة الإرهابيين الى سورية، ولكن عودةً إلى العقل، هؤلاء الدواعش طالبوا الخروج مقابل الكشف عن أماكن الشهداء، ولو تمّ القضاء على داعش، لما كنّا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، وهناك قواعد للحرب، فالأمور لا تتمّ بهذه الطريقة، والدولة تمارس العدالة لا القتل».

المصدر: صحف