عقدت كتلة "المستقبل" اجتماعها في "بيت الوسط" برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وعرضت الأوضاع من مختلف جوانبها. وفي نهاية الاجتماع، أصدرت بيانا تلاه النائب عمار حوري، جاء فيه: "أولا: في قدسية دماء الشهداء، في بداية الاجتماع، وقفت الكتلة احتراما وإجلالا لدماء شهداء الجيش الذين سقطوا في معركة تحرير الجرود، وعبرت عن تقديرها الكبير لتضحيات الجيش من أجل ان يتحقق التحرير. وعبرت الكتلة ايضا عن تضامنها الكامل والعميق مع عائلات العسكريين الآخرين الذين كانوا قد خطفوا على ايدي عصابة "داعش" الإرهابية، وهي لا تزال تنتظر معهم نتائج فحص الحمض النووي للتثبت من مصيرهم.
إن كتلة المستقبل، كما غالبية الشعب اللبناني، تتوجه بالتعزية الحارة الى عائلات شهداء الجيش الذين ثبت استشهادهم، آملة ان تكون تلك الدماء الزكية فداء للبنان وقربانا لتعزيز الوحدة الوطنية بين اللبنانيين ومن اجل تقوية مكانة الدولة اللبنانية وهيبتها.
ثانيا: في انجاز تحرير جرود القاع ورأس بعلبك
أثنت الكتلة الإنجاز الوطني الكبير الذي حققه الجيش البطل والمتمثل بتحرير منطقة جرود القاع ورأس بعلبك من ارهابيي "داعش". واغتنمت الكتلة مناسبة هذا الانتصار لتوجيه التهنئة الى الشعب اللبناني عموما والى الجيش خصوصا، قيادة وضباطا ورتباء وأفرادا، على هذا الإنجاز الذي يدعو الى العودة، مرة جديدة، للتذكير بوجوب الاستمرار في الالتزام 3 ثوابت أساسية:
1 - التمسك بالشرعية اللبنانية المستندة إلى اتفاق الطائف والدستور اللذين يؤكدان أهمية العيش المشترك ومبدأ المواطنة. كذلك أيضا الحرص على التمسك بالدولة اللبنانية القوية والعادلة والتزام تعزيز دورها وهيبتها، وحصرية سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية عبر سلاحها الشرعي دون أي شريك. فالدولة، والدولة فقط، هي التي توفر الأمن والأمان لكل مواطنيها من دون أي تمييز.
2 - التمسك بالشرعية العربية هوية وانتماء وتأكيد احترام سيادة الدول العربية الشقيقة واستقلالها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والابتعاد عن سياسة المحاور والحرص على عدم توريط لبنان في نزاعات خارج ارضه لم تجلب للبنان واللبنانيين إلا المزيد من الأزمات والمشكلات.
3 - التمسك بالشرعية الدولية وجميع قراراتها ولا سيما القرار 1701 بجميع بنوده، وهي القرارات التي تشكل مظلة أمان دولية للبنان.
تعتبر الكتلة أن هذه الثوابت الثلاث تتكامل في ما بينها في حماية مصلحة لبنان ومصلحة جميع أبنائه، وتعتبرها مصدر غنى وثروة وطنية حقيقية يجب التمسك بها والحفاظ عليها.
إن كتلة "المستقبل" تأسف لبعض المواقف التي صدرت عن البعض، والتي كان الهدف منها حرف الأنظار عن المعاني الحقيقية للنصر الذي حققه الجيش، وللتغطية على السماح بفرار القتلة المجرمين. فاللحظة التي يعيشها لبنان هي لحظة وطنية مهمة يندمج فيها، وبسمو كبير، الفرح مع الحزن والألم. الفرح بتحرير الأرض والحزن على خسارة الشهداء الأبرار، والألم على الجراح التي تعرض لها الجنود البواسل.
المؤسف أن هذا البعض، يحول سمو هذه اللحظة الوطنية إلى ما يدعو إلى الفرقة والانقسام بدل الوحدة والتقارب. تماما كما جرى تضييع تلك اللحظة الوطنية التي كانت في نهاية عدوان تموز 2006. بحيث يجب اغتنام مثل هذه الفرص الوطنية لتعزيز الوحدة الوطنية بين اللبنانيين وليس لزيادة حدة الانقسام والتباعد في ما بينهم، إذ ينصب ذلك البعض أنفسهم ديانين يطلقون أحكام التخوين لا لشيء إلا لأن الآخرين وهم الكثرة الكاثرة من اللبنانيين لا يوافقونهم الرأي على ما يقومون به.
ثالثا: في خطورة المخادعة التي تولاها "حزب الله"
تستنكر الكتلة استنكارا شديد اللهجة الموقف المخادع الذي اعتمده "حزب الله" تجاه الفصل الأخير من المواجهة التي خاضها ببطولة ومهنية عالية الجيش ضد التنظيم الإرهابي "داعش" في جرود القاع ورأس بعلبك. فلقد حاول الحزب، وعبر حديث أمينه العام، جر الدولة اللبنانية الى تنسيق علني مع النظام السوري، فيما يقوم الحزب والنظام السوري بالتفاوض مع "داعش" على جثامين شهداء الجيش على هامش مفاوضاتهم لاسترجاع أسراهم وجثامين قتلاهم، ومن هؤلاء جثمان الاسير التابع للحرس الثوري الايراني، حسبما اذاعت وكالة انباء فارس. والحزب في ذلك عقد مع "داعش" صفقة تبادل جثث مقاتليه في مقابل ضمان حرية عناصر "داعش" ومغادرتهم التي ضمنها مع النظام السوري، والذي يبدو انه يتشارك مع "حزب الله" و"داعش" في الكثير من الأمور. علما أن الحزب كان يعترض بشدة في السابق على أي نوع من انواع التفاوض لإطلاق العسكريين اللبنانيين في العام 2014.
ان "حزب الله" بهذا الموقف المخادع كشف للشعب اللبناني ان ما يهمه هو نفسه ومصالح إيران والنظام السوري لا مصالح الشعب اللبناني.
لقد كشفت فصول اليومين الماضيين حقيقة حزب الله الذي يخشى من تعزيز قوة الجيش او قوة الدولة اللبنانية التي يريدها أن تبقى ضعيفة ومستضعفة تحت جناح الحزب وإملاءات الولي الفقيه.
رابعا: في ابقاء الدوام الرسمي ليوم الجمعة حتى الحادية عشرة قبل الظهر
تبنت الكتلة اقتراج القانون المعجل المكرر الذي قدمه عضو الكتلة النائب عمار حوري اليوم بإسمها والمتعلق بابقاء دوام العمل الرسمي يوم الجمعة حتى الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، وتمنت على المجلس النيابي ان يتبنى هذا الاقتراح ويقره في اول جلسة تشريعية مقبلة.
خامسا: في مناسبة عيد الأضحى المبارك
تتوجه الكتلة بالتهنئة إلى اللبنانيين عموما، والمسلمين خصوصا، في مناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، متمنية أن تحمل أيام العيد الأمن والأمان والاستقرار للبنان واللبنانيين، وأملت الكتلة من الله تعالى ان يعيد هذا العيد المبارك بالخير على جميع اللبنانيين، بحيث تستعيد الدولة دورها الجامع وسلطتها الكاملة على جميع الأراضي اللبنانية ويستعيد الاقتصاد اللبناني نموه وألقه وعدالته واستقراره بما يحقق تقدما وازدهارا ينعكس تحسنا في مستوى عيش اللبنانيين ونوعيته.
وتنتهز الكتلة مناسبة العيد ال72 للامن العام لتتوجه بالتهنئة الى هذه المؤسسة الوطنية، قيادة وضباطا وأفرادا، متمنية لها مزيدا من النجاح والتألق".