رغم كل محاولات ممثلي المحور الأميركي السعودي في لبنان لإحباط الانتصار الذي حققه الجيش اللبناني والمقاومة بالتنسيق مع الجيش السوري عبر عملية «فجر الجرود» التي أدت إلى طرد الإرهابيين من داخل الأراضي اللبنانية، أعاد رئيس الجمهورية ميشال عون يوم الاربعاء ردّ الاعتبار والأهمية لهذه العملية النوعية التي أنجزت أهدافها كاملة.
كذلك فعل قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي أوضح تفاصيل المرحلة الأخيرة والأصعب من المعركة والتي تتطابق تفصيلاً مع ما كان قد قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته قبل يومين وتوضح أن التفاوض لوقف المعركة والحد من الخسائر البشرية كما معرفة مصير العسكريين حصل بناءً على موافقة قيادة الجيش على وقف إطلاق النار.
وعبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. ما سبق خلال مؤتمر صحافي عقده الرئيس عون بحضور قائد الجيش يوم أمس، حيث أعلن عون «انتصار لبنان على الإرهاب»، مهدياً إياه إلى «جميع اللبنانيين». وتوجه إلى قيادة الجيش بالتهنئة، وإلى العسكريين «صانعي النصر بالتحية»، معرباً عن تمنياته «لو كان الاحتفال بالنصر تم مع رفاقكم المخطوفين، لكن عزاءنا الوحيد أننا وجدناهم، خصوصاً أن معرفة مصيرهم كانت أحد أهم أهداف المعركة».
ودعا رئيس الجمهورية اللبنانيين إلى «ألّا يتركوا أجواء التشنجات السياسية والتراشق بالتهم تنسيهم إنجاز الانتصار الذي تحقق».
بدوره، أعلن قائد الجيش انتهاء معركة «فجر الجرود» التي حققت هدفَيها، وهما طرد «داعش» ومعرفة مصير العسكريين المختطفين، موضحاً أن «الجيش ضيّق الخناق على الإرهابيين في المرحلة الأولى وانتقلنا للمواجهة في المرحلة الثانية والثالثة والمرحلة الرابعة كانت الأصعب».
وأضاف: «حاولنا تحييد المدنيين، ويوم الأحد كانت الساعة الصفر لانطلاق المرحلة الرابعة، فاتصل بي اللواء إبراهيم وأخبرني أنهم (داعش) وافقوا على وقف إطلاق النار مقابل كشف مصير العسكريين. حينها كنتُ أمام خيارين: إمّا أن أُكمل المعركة وأخاطر بعدم معرفة مصير العسكريين، أو أن أوقفها وأعرف مصيرهم وألّا أخسر المزيد من الشهداء».
وكان العماد عون قد وجه لمناسبة انتهاء عملية «فجر الجرود» وانتصار الجيش على الإرهاب، أمراً إلى العسكريين مهنئاً إياهم «بالانتصار الحاسم على الإرهاب بطرده من جرود رأس بعلبك والقاع»، وموجهاً التحية إلى «شهداء الجيش وجميع شهداء الوطن، الذين استرخصوا دماءهم وأرواحهم في ساحات الشرف والبطولة، ليشرق فجر الانتصار».
في موازاة ذلك، تلقى قائد الجيش اتصالاً هاتفياً من قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، يبدد كل ما يُحكى عن وقف المساعدات الأميركية للجيش اللبناني واسترداد بعض الدبابات منه. إذ هنأ فوتيل عون على «نجاح عملية فجر الجرود وأداء الوحدات التي شاركت فيها». وأكد له «استمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني بالأسلحة والعتاد لتطوير قدراته وتعزيز مهماته». علماً أن فوتيل، قبيل بدء العملية العسكرية في عرسال، كان قد أجرى اتصالاً بعون أشار فيه إلى معرفته المسبقة بضرورة تنسيق الجيش مع حزب الله ميدانياً، ولكنه طالبه بعدم الإفصاح رسمياً عن هذا التنسيق حتى لا يؤدي ذلك إلى مشكلات داخل الكونغرس الأميركي

المصدر: الاخبار