نعرف بشكل مؤكد ما هو موقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من الرئيس السوري بشار الأسد، فقد تحدث عنه مراراً لكن ما الذي يقوله المقاتلون الذين خاضوا المعارك وجرحوا خلالها في سورية عن الأسد؟.
هؤلاء الذين خبروا عنف الحرب بعيدا عن قراهم ومدنهم وأهلهم وإستشهد رفاق لهم في ميادين لم يسمعوا من قبل عنها حتى، كيف ينظرون إلى رئيس بلاد ذهبوا إليها لقتال أغراب وهم أنفسهم فيها أغراب؟؟.
ولأن الطريق إلى قلوب هؤلاء سهل وبسيط فقد أجريت قبل فترة مجموعة أحاديث مع مقاتلين التقيت بعضهم خلال زيارات صحفية الى مواقعهم في سورية ولبنان قبل تحرير الجرود و صدف وأن التقيت بعضهم الآخر  بحكم القرابة أحيانا وبحكم الصداقة والمعارف في أحيان أخرى.
وكان سؤالي هو دوما:
أنتم رجال لقبوكم برجال الله لانتصار حزبكم على "إسرائيل" فلماذا تقاتلون تحت راية حزب البعث وقائده الرئيس بشار الأسد؟؟.
كما سألتهم عن الرئيس السوري بشخصه وموقعه وعن نظرتهم إليه وعن رأيهم بالجندي السوري في الميدان.
هذه بعض الأجوبة مع إعتذاري من عرض صور المقاتلين كونهم يرفضون ذلك لأسباب تنظيمية وأمنية.
حسن – ب من احدى قرى جنوب لبنان، قاتل في معارك عديدة وأنتهى به الأمر مسؤولا عن خط مواجهة في جرود عرسال، تخصصه " تدخل "  أي أنه من وحدات النخبة. حسن يقول ردا على السؤالين:
بالنسبة لي القتال ضد العدو الصهيوني هو قمة الجهاد في سبيل الله وحين يستعمل عدونا أكياس رمل من العملاء فان قتالهم أيضا قمة الجهاد في سبيل الله ولكن قتال الارهابيين التكفيريين يكاد يساوي في أهميته الجهاد ضد العدو الاسرائيلي مباشرة لان هؤلاء القتلة العميان القلب والبصيرة ينفذون أجندات العدو ويعملون لمصلحته ولو كانت عناصرهم بلهاء ومتعصبة وعمياء الا أن قياداتهم ولا شك يعرفون ماذا يفعلون. هذا أولا، فقتال التكفيريين واجب وجوب رد العدوان الاسرائيلي.
في المقام الثاني نحن مقاومون متفرغون لردع العدو عن غزونا وإحتلالنا، ولا نهوى القتال لمجرد القتال وهو مكروه عندنا ولا تأنس نفوسنا إليه إلا في مقامه الشرعي اي دفاعا وردا للعدوان فنحن نلتزم بحول الله بقرار قيادتنا التي تدرس الأوضاع بدقة وروية ولا تقرر خوض معارك دون مبرر شرعي ديني كوننا اولا واخيرا نطلب مرضاة الله في كل ما نفعل، ولأن الشعب السوري تعرض لغزو وعدوان خارجي تمثل بالارهابيين المدعومين من دول حلف الاطلسي وعلى رأسها اميركا وبريطانيا و "اسرائيل" فان الوقوف مع الشعب السوري واجب وجوب الوقوف في مواجهة "اسرائيل" دفاعا عن قرانا.
الغزاة مختلفون لكن الهدف واحد والمستفيد واحد. واما القتال دفاعا عن حزب البعث فهذا أمر يتعلق بخيارات انتخابية وعقائدية لأفراد الشعب السوري وفئاته وهم من يقررون عن ماذا يدافعون واما نحن فنقاتل دفاعا عن الشعب السوري ومساندة لرفاق السلاح ضد العدو الاسرائيلي الذين ما تركونا أبدا حين أحتجناهم واقصد الجيش العربي السوري حيث أبطاله قاوموا مع اللبنانيين في كل مواقف العز والشرف سواء بالسلاح مباشرة او بالامداد والتذخير والخطوط الخلفية والاستخبارات والخطط.
وفي المقام الثاني، نحن لا نعتبر أن عقيدتنا الدينية فعل حياة لكن هويتنا العربية هي فعل وجود وشعبنا في سورية هو الشعب العربي الاقرب إلينا مصيراً والاقرب في الجغرافيا وبالتالي أي خطر يتعرض له شعبنا العربي في سورية واجبنا إن احتاجونا أن نلبي والواجب الوطني والقومي العربي والانساني هو تفسير معنى الواجب الديني فليس مؤمنا من لم يهتم بأمور المسلمين والناس اخوة لنا في الخلق والقومية والانسانية أو إخوة لنا في الدين والشعب السوري نقاتل معه لانه يحوي في ذاته كل المعاني السابقة.
وأما القتال مع الجيش العربي السورية جنباً إلى جنب فهو شرف كبير لأننا في حزب الله نعتبر الجيش العربي السوري سندا وقدوة وعزوة وملجأ نحتمي به في الشدائد ونستعين به على المصائب ولله الحمد تبادلنا التعاون والتكامل حتى صرنا وإخوتنا جنود الجيش العربي السوري دما واحدا وجسدا واحدا. وكما وقفوا معنا في حروب العدو على لبنان كذلك حين شنت الاعداء حربهم بالارهاب عليهم كان لنا شرف الوقوف معهم لكنهم أبطال واشواس اذلوا المعتدين وصبروا حيث يعجز الصبر عن الثبات وقاتلوا في ظروف لا تصدق عسكريا ولوجستيا ورأينا الواحد منهم يقاتل عن إيمان وقناعة وعقيدة حتى صارت معاركنا ضد العدو مجالا رحبا لاخوة لا يفك عراها أبدا .
ماذا عن الرئيس السوري؟ كيف تنظرون إليه؟
اجاب حسن:
هو قائد المعركة لرد الارهاب ودحر الغزو الاطلسي بالتكفيريين وهو بطل هذه الحرب لأنه لولا صمود القائد وثباته وحكمته وتصرفه المناسب في كل موقف من المواقف التي مرت بها الحرب على سورية لما نفع قتال ولما نفع ثبات ولما نفع صمود. القائد هو عامود خيمة الجيوش فان سقط قائد البلاد انتهى الجيش الى الخسران ولله الحمد وضع ربنا سبحانه وتعالى في هذا الرمز العربي المقاوم كل الحكمة والثبات والصبر والشجاعة ... وكذا فعل سيادة الرئيس الذي يرى كل مجاهد من مجاهدينا فيه قائدا لمعركة نحن جنود فيها تحت إمرة إخوتنا في قيادة الجيش العربي السوري الذي يقوده المقاوم البطل الرئيس بشار الاسد.
محمود ط ، من المشاركين في الحرب عبر فصيل مشاة شارك في معارك الغوطة وجرح فيها ثم عاد ليشارك في معارك حلب الشرقية ويجرح للمرة الثانية فيها قبل أن يعود للقتال في جرود عرسال حيث إلتقيته قبل اشهر ومما قاله بلهجته البقاعية الجميلة وهو إبن عشيرة معروفة في بلدة مقنا وفي قرى أخرى :
كيف لا نقاتل مع الجيش العربي السوري وهو يدافع عن كل الأمة العربية لا بل عن كل شعوب الأرض ضد شياطين التكفير القتلة الذين لم يرحموا سنيا أو مسيحيا أو شيعيا وقع بين أيديهم سواء في العراق أو في مالي أو في نيجيريا أو افغانستان أو في سورية.
وأما عن حزب البعث الذي يحكم سورية فنحن نكن له كل الاحترام فهو حزب المقاومة في لبنان وحزب الوحدة العربية التي نتمناها جميعا واختلافنا العقائدي لا يفسد للود قضية فنحن وهم نشترك في الكثير ولا نختلف سوى بالقليل والاولوية ليست للأحزاب في معركة الأمة ضد الفوضى الخلاقة والغزو الاميركي الصهيوني بل الاولوية لدحر التكفيريين الارهابيين والخلافات العقائدية ليست مشكلة لأننا لن ننافس الاخوة في حزب البعث في أي إنتخابات مقبلة فنحن وهم حلفاء على اساس الثوابت وهي الدفاع عن قضية فلسطين وشعبها المظلوم والحفاظ على حرية دولنا وشعوبنا بوجه الغزو والهيمينة الاميركية الصهيونية سواء المباشرة أو بالتكفيريين والسعي لتحصين الامة وتحويل دولنا وشعوبنا إلى دول مقاومة لا يتطاول عليها العدو ولا الصديق.
وأما عن الرئيس السوري فيقول محمود: هو رمزنا كما هو رمز السورييين، وكما يحب السوريون الأمين العام ويبجلونه لمواقفه ولدوره المقاوم في قيادة المقاومة الاسلامية في لبنان كذلك نحن نبجل ونحب ونحترم ونفخر بالبطل العربي الرئيس بشار الاسد فهو توأم النصر مع السيد حسن نصرالله وهما معا رجلان تجتمع فيهما كل مفاخر الأمة العربية ولو كان لنا مثلهما قائدان ملهمان في زمن تقسيم بلادنا على يد الانتداب الفرنسي والبريطاني لما كانت دول العرب سوى دولة موحدة وباذن الله ذاك سيحصل بوحدة الشعوب حول القائدين الذين سخرهما الله لنا فانتصرنا على اعتى قوى ارهابية في العالم مدعومة من ابشع مجرمين القرن وهو الاميركيين ودول اوروبا وحكام دول الخليج ( الفارسي )وحكام تركيا.
وحتى لا نكرر الكلام فالعشرات ممن قابلتهم خلال شهور مرت من المقاتلين التابعين لحزب الله ممن شاركوا في القتال داخل سورية يملكون نفس الرأي بالجيش السوري وبالرئيس بشار الأسد لكن لعلي ج.  قصة تروى.
هذا الطالب الجامعي المتطوع  وغير المتفرغ كان قد تقدم لخطبة فتاة سورية قريبة لزوجة عمه التي تسكن في جنوب لبنان وكانت الفتاة تزور زوجة العم مرارا خلال الصيف وكان يلتقيها ولكن الفتاة  رفضت طلبه التعرف عليها بشكل مقرب ليدرسا معا امكانية الارتباط.
ذهب علي  إلى حلب للمشاركة في القتال وجرح في تلة العيس وعلمت زوجة عمه بأنه موجود في مستشفى سوري قبل أن يعاد نقله إلى لبنان للاستشفاء فارسلت إليه قريبتها لتعلمه بأنها وافقت على تبادل التعارف معه بغرض دراسة امكانية الارتباط معه، وقالت أنها بعدما اكتشفت أنه من رجال حزب الله صارت الفروقات الثقافية ثانوية بالنسبة لها وهي لم تكن تعرف سابقا أنه من حزب الله.
علي يقول أنه يأمل بشيء واحد إن وافقت حبيبته على الارتباط به وهو أن يسمي طفلهما الأول (حسن بشار ج ) ويؤكد أنه وضع على بندقيته تعويذة للحماية هي حجاب الأمام العسكري وصورتي السيد نصرالله والرئيس الأسد ويؤكد أنه نجى لأن الرصاصة التي دخلت في صدره عبرت من خشب بندقيته فنجى لانها اخترقت جسده وضغطها ضعيف ويعيد سبب نجاته إلى أن عمره سبحانه بيد الله تعالى لكنه يتفائل بصورتي السيد والرئيس لذا سيعلق صورة كل منهما في بيته حين يتزوج جنبا إلى جنب.
علي ج بعد اشهر من لقائي به عقد قرانه على " غوى" الدرعاية ويؤكد أنه سيفي بعهده ويعلق صورة الرئيس بشار الاسد بجانب صورة سماحة السيد لانهما بطلا هذه الأمة بحسب تعبيره.

المصدر: انباء آسيا