هو ثاني ثلاثة. هي ملحمة جيوسياسية بأتم معنى الكلمة أسقطت الدراما الجيوسياسية القائمة  على استراتيجيات الخنق والاحتواء بتكتيكاتها ومعاركها المتلاحقة الرامية إلى الإطاحة بسوريا ولبنان معا تفتيتا وتفتينا.

ما أسماه سماحة الأمين لحزب الله السيد حسن نصر الله تحريرا ثانيا هو حقيقة ثاني ثلاثة ثالثها تحرير شبعا وكفر شوبا والغجر. وقد أعلن عن ذلك أمس بما لا يعني عدم وجود ذلك في بنك التحرير والانتصارات وإنما بمعنى التأكيد على ان عنوان المعركة سيبقى كما كان دوما مقاومة للاحتلال وتحقيقا للسيادة مهما كان العدوان والعنوان ومهما كانت الأدوات على مر السنوات.

هو أيضا منطلق كبير وثابت لطفرة جيوسياسية وتغيير استراتيجي مهم جدا موسوم أيضا بالاهمية الجيواقتصادية والجيوعسكرية لما تتوفر عليه الحدود اللبنانية السورية من ثروات غازية وهيدروكربونية ومتنوعة وخاصة منطقة قارة ولما تمثله من أهمية برا وبحرا وجوا في الجانب الاقتصادي وفي الجانب الأمني والعسكري لمحور المقاومة بما تحقق من إسقاط الإمارة الداعشية حتى المتوسط ومن استكمال تأمين السواحل السورية ومستقبلا السواحل اللبنانية مقابل مطامع الكيان الإسرائيلي العدوانية.

بقى ان التمسك بالنصر وحمايته وتحصين مفاعيله والبناء عليه يستكمل بالميدان قبل السياسة وبالسياسة بعد الأمن. وبهذا المعنى يتحول هذا التحرير الثاني الكبير إلى تحرير استباقي كذلك قياسا إلى مخططات أميركا والكيان الإسرائيلي. وعليه فإن استكمال العمل على إسقاط كل مشاريع العدوان حتى النهاية سوف يأتي بمسؤوليات أكبر وأكبر وأعمق وأعمق على اعتبار أن وضع المنطقة العربية والإسلامية برمتها وتأثير محور المقاومة عليها يحتم حكما وقطعا توسيع هذا المحور المقاوم أوسع وأوسع نحو كومنولث إقليمي مقاوم يشكل دولا أخرى ويكون رابطة أشمل للشعوب التواقة إلى التحرر والسيادة والكرامة. هذا الكومنولث المأمول يستوجب قوة هائلة ومقدرات قوة عظيمة مقوماتها موجودة ومؤشراتها في تقدم وبكل التضحيات. وهي تفترض من بين ما تفترض مجلس أمن إقليميا في المنطقة ومجلس شراكة اقتصادية وقيادة ديبلوماسية موحدة ملحة من أجل رؤية إستراتيجية ومصيربة متحدة واكيدة.

إن أكبر مصداق على عظمة هذا التحرير الثاني هو كما هو معهود تأثير الانتصارات بشكل عام على العدو الصهيوني وما يقوله الصهاينة، حول إضراب عمال مفاعل ديمونة مثلا والاضطرابات التي تعتري علاقتهم بالحكومة الصهيونية واشتباكها مع الإعلام للتغطية على مشاكلها في الأيام الماضية. وإخلاء خزانات الامونيا بشكل كامل حسب ما جاء في هاارتس اليوم حتى قبل الموعد الذي حددته المحكمة الصهيونية العليا منتصف الشهر القادم. أضف إلى ذلك ما تداولته القناة العبرية السابعة نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط اليوم أيضا في خصوص استسلام الأمريكيين وتسليمهم بالوجود الإيراني على حدود فلسطين المحتلة على بعد 8 كم بدل عشرات الكيلومترات كما كانت تعمل تحت طلب الصهاينة وأمنهم القومي. ثم ما كشف عنه سماحة الأمين الأمين العام حول محاولة الأمريكيين منع التحرير، ثم ما قالته ممثلة أميركا في الأمم المتحدة من أن بلادها لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام استعداد حزب الله للحرب المقبلة.
وإن التحرير الثالث لناظره لقريب.
 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع