اكد رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" جميل حايك، في احتفال تأبيني في بلدة الدوير، "ضرورة تأمين مرحلة ما بعد هزيمة قوى الشر والارهاب التكفيري بزيادة مساحة الاستقرار في المنطقة واعادة ترسيم العلاقة الواضحة بين الدول وشعوبها على قاعدة التنمية والرعاية".
وقال: "هناك تسارع في المواقف يحتاج الى تأمل ودراسة معمقة، لأن هذه المنطقة وقعت تحت تأثير إجرام منظم لسنوات عديدة ضمن خطة محكمة استجمعت فيها ما يسمى كل النفايات البشرية السامة، لترمى في هذه المنطقة كي تصنع على اساس سموم مذهبية توزع على المنطقة بأكملها بطريقة منظمة وممنهجة، وقد أوجدت هذه الفئة بدعم عالمي، واستطاعت ان تحقق بعض الحضور في بعض المناطق، ولكن سرعان ما بدأ الخطر يطاول الجميع، وبدأ الحديث عن انهاء هذا المشروع وكان كلاما فقط، وترجمة انهاء المشروع بدأت في هذه المنطقة".
ولفت الى ان "الوثبة السريعة والتحرير الذي حصل هو بفعل جهود ابناء المنطقة بكل تلاوينها من دون أي دعم، وهناك من يرى ان هناك انقلابا حصل على ما رسم للمنطقة، وهو فعل ايمان وترابط، وليست مصادفة ان يكون العراق ولبنان وسوريا في وقت واحد وضمن خطة واحدة في تحقيق الانتصار على قوى التكفير والارهاب، الانتصار هو للجميع".
واضاف: "هذا الوهم الذي غرس في هذه المنطقة انكشف امام العالم، ونحن الان بأمس الحاجة لنخطط لمرحلة لما بعد الانتصار، لان الهزيمة للمشروع حصلت، والهزيمة ليست على مستوى الارض والجغرافيا فقط، بل هي هزيمة فكرية وعقائدية لقوى ارهابية اتخذت من الاسلام شعارا مموها وبدأت تخطط للنيل من كل المقدسات الاسلامية والمسيحية وكل المقدسات، والمطلوب ان تقفل المدارس التي تخرج ارهابيين تكفيريين على مستوى العالم وهي المدارس التي انتجت الفكر التكفيري والذي وضع لتنفيذ مآرب العدو الصهيوني ومن يقف خلف هذا العدو".
وتابع: "ونحن نعيش فرحة الانتصار في هذه المنطقة، علينا ان نهيئ لمرحلة الاستقرار، لان الاستقرار يبقي الانتصار، وهو يحتاج الى خطة ممنهجة ضمن رعاية اعادة تشكيل المجتمعات على اسس واضحة فيها التلاقي والحوار وبناء الدولة والمؤسسات، لان ما كان يخطط هو اسقاط نظم ودول مركزية كانت تؤثر على استمرارية الكيان الصهيوني، ونحن امام مرحلة يجب ان تعمم فيها حالة الاستقرار في المنطقة".
وقال: "لقد ابتدعتم شرقا اوسط جديدا وفشل اكثر من مرة، وعلى المنطقة صوغ نظام اقليمي جديد يتلاءم مع تركيبتها يكون فيه التفاعل والتكامل، ويواجه الخطر الصهيوني، لأننا نخشى بعد "داعش" من دواعش على طريقة اخرى بخطة اسرائيلية - اميركية، ولذلك يجب صون اوطاننا كما تعلمنا من امامنا القائد السيد موسى الصدر ان الاوطان تحفظ بالتضحية ووحدة الابناء والدولة الراعية لأبنائها والحافظة لحقوقهم من اجل استعادة ثقة الناس بمسؤوليهم وبمؤسسات الدولة. وهنا نرى أن من الواجب ان تطبق القوانين التي لامست شؤون الناس، وهناك مشكلة في لبنان ان هناك من يحاول الالتفاف على القوانين والتهرب منها، وعلى اللبنانيين مساعدة بعضهم البعض ومساعدة الآخرين للتخلي عن المكابرة السياسية بعدما انكشف المخطط على مستوى العالم والمنطقة ونجت المنطقة مما كان يحاك لها من شرور".
وختم: "يجب ألا يشعر أحد بأنه هزم لأن الهزيمة هي للعدو، وعلى الجميع أن يشعر بأنه حقق الانتصار، وعلينا جميعا ان نحفظ اوطاننا والبنية الاجتماعية التي نسعى الى استمرارها والتركيز على الروابط الاجتماعية وعمادها الاسرة".