أمام المعطيات الخاصة بالمناورة العسكرية الواسعة للكيان الإسرائيلي التي أعلن عنها يوم أمس في إعلامه والتي انطلقت اليوم، وأمام التقديرات العسكرية الاستراتيجية الجديدة التي اوجزها موقع المونيتور العبري اليوم ومفادها أن "سوريا ستعود" وأن "بشار الأسد انتصر"، يبدو انها مناورة استثنائية وغير مسبوقة بكل المقاييس.
أولا: يستعد جيش الاحتلال لابتلاع أكبر قدر من الهزيمة في مدار الحرب الإرهابية الشاملة على سوريا مقارنة بمن دار ويدور في فلكه العدواني الإرهابي.
ثانيا: يبدو أن الكيان ابتلع أيضا مؤشرات التحالف الإستراتيجي، أو التقاطع في أقل تقدير، التحالف المحيط به في المنطقة على مستوى محور المقاومة وخاصة في خصوص الحليف الروسي الذي هدد صراحة باستعمال الفيتو في وجه مجلس الأمن اذا ما بادر إلى محاولة إدانة حزب الله حسبما أوردته صحيفة هآرتس العبرية عبر نشر مضمون برقية وفد الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة إلى وزارة خارجية العدو حول النقاش الذي جرى في موضوع التمديد لليونيفيل في جنوب لبنان.
ثالثا: ما ورد من جدل عالي الدلالات حول هذه المناورات ذاتها. حيث قال المراسل العسكري لفضائية كان، روعي شارون: "سمعت عن تدريبات لم يكن مخططا لها في البرمجة السنوية". فرد عليه تال رام ليف المراسل العسكرى في إذاعة جيش العدو: "وهل سمعت عن تدريب أكبر من أي تدريبات سابقه؟". ثم رد روي كايس المختص في الشأن العربي والإفريقي في يديعوت أحرونوت: "ولم يسبق لها مثيل".
اما روني دانييل محلل الشؤون العسكرية في القناة الثانية العبرية فقال إن: "هدف الجيش حالياً هو إلحاق الهزيمة بحزب الله في أي حرب مقبلة". وما يجري هو "تجهيز مكثف لمختلف أذرع الجيش وتجهيز الجبهة الداخلية لاستيعاب ضربة قاسية"، ما يدل بوضوح على أهمية هذه المناورة البالغة وقيمتها الطارئة والاستراتيجية، وفي نفس الوقت مصيرها من ناحية العمل على محاولة هزم حزب الله والعمل على تحضير الكيان لهزيمة متوقعة تكبدها اياه المقاومة ومحورها، وإن كانت عبارة الهزيمة لا تستخدم.
تقول المعطيات التي أوردها الاعلام الحربي المركزي وموقع العهد الإخباري نقلا عن صحافة العدو، ان المناورة هي الأضخم منذ 20 عاما، حيث يجري لواء الجليل والذي يضم عدة كتائب قتالية مناورة عسكرية واسعة تعتبر الأكبر. تحاكي المناورة حرباً ضد حزب الله في الجبهة الشمالية مع جنوب لبنان. تستمر لـ 10 أيام حسب سيناريو تصعيد أمني سريع، يُطلب من جيش العدو منع تسلل مقاتلي حزب الله عبر البحر إلى منطقة قريبة من بلدة «شافي تسيون»، ثم إلى منطقة «جسر بنات يعقوب»، لمهاجمة بلدة «غادوت» القريبة. يحاكي الجيش الإسرائيلي هجومًا على الأراضي اللبنانية. ويتدرب سلاح الجو والبحرية والاستخبارات العسكرية على مهاجمة عناصر حزب الله.
يحاكي التدريب أيضا سيناريو إخلاء مستوطنات قريبة من الحدود على إثر قرار المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) أن على الجيش أن يخوض حرباً يهزم فيها حزب الله. يشارك في المناورة وزير الأمن والكابينيت ولجان الأمن والخارجية في الكنيست الصهيوني. هذا ويضع المشاركون في المناورة كل لبنان على خارطة الأهداف العسكرية. ويصل عدد العناصر المشاركة في المناورة 30 ألف عسكري بشكل غير مسبوق منذ عام 1998.
إذا ما قابلنا هذه التصريحات وسيناريوهات هذه المناورة المركبة والمكثفة، إضافة إلى تقديرات الأمن القومي الصهيوني للأسابيع الفارطة حول استعدادات حزب الله وحول التهديد الوجودي لمحور المقاومة برمته باعتبار سوريا وإيران وباقي قوى المقاومة في المنطقة، اذا ما قابلنا ذلك بتصريحات الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حول فتح الحدود ثم حول ما يمكن أن نسميه برنامج التحرير الثالث لما تبقى من أراض لبنانية محتلة، نؤكد بلا شك على أن الكيان الإسرائيلي دخل عصر الزوال وعلى هذا الأساس يناور ويخطط ويعربد ويهدد ويستعد ويواصل العدوان عبر وكلاء ومطبعين وعبر مخططات تفتيت وتفتين تتجلى آخر مظاهرها في حيثيات تخفيف التوتر في الجنوب السوري وفي موضوع انفصال كوردستان العراق.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع