يبدو ان صُنّاع “داعش” وبعد الهزائم المنكرة التي منيت بها صنيعتهم في العراق وسوريا عل يد الجيشين العراقي والسوري ومقاتلي حزب الله والحشد الشعبي ، انتقلوا الى مرحلة الحرب الناعمة للانتقام من العامل الرئيسي الذي كان وراء تلك الهزائم التي قربت من نهاية “داعش”.
العامل الرئيسي ليس سوى مقاتلي حزب الله والحشد الشعبي والمدافعين عن حُرم اهل البيت عليهم السلام ، وهو العامل الذي قصم ظهر المخطط الصهيوامريكي المعروف ب”داعش” ، وهو اليوم يتعرض لحرب ناعمة تستهدف وحدته واقتداره وزرع الشقاق والفتن بين صفوفه ، للوصول الى حذفه من المعادلة التي غير الكثير من عناصرها منذ دخوله ميدان المعركة.
الحرب الناعمة ضد حضور اتباع اهل البيت (ع) في ميادين الحرب ضد “داعش” كانت متزامنة منذ البداية مع الحرب العسكرية ، الا انها تكثفت وبطريقة لافتة وغريبة منذ ان بدأ العد العكسي لزوال “داعش” في العراق وسوريا ، وطرده من مدن وقرى سوريا والعراق ، لاسيما بعد هزائم “داعش” على الحدود بين لبنان وسوريا والحدود بين العراق وسوريا.
اكثر القضايا التي كان لها دور كبير في فضح الحرب الناعمة والجهات التي تقف وراءها ، هي قضية قافلة “داعش” التي تتشكل من 300 مسلح “داعشي” بالاضافة الى 300 من افراد اسرهم ، والذين كانوا من المفترض ان يتم نقلهم من الحدود بين سوريا ولبنان الى الحدود بين سوريا والعراق ، وفقا لاتفاق بين حزب الله و”داعش”.
هذه القضية حولتها امريكا ومحورها الى ذريعة لزرع الفتنة بين اتباع اهل البيت (ع) الذين افشلوا بوحدتهم مخطط امريكا ومحورها في المنطقة بعد 7 سنوات من المعارك التي اختلط فيها دماء العراقيين والسوريين واللبنانيين دون ان تكون للحدود والجغرافيا اهمية فيها ، الا انه و”بقدرة” امريكا ومحورها المهزوم ، تحولت الحدود والجغرافيا الى هدف لا تتلاشى امامه كل تضحيات اتباع اهل البيت (ع) خلال الاعوام السبعة الماضية فحسب ، بل اخذ البعض ، ليس السذج فحسب بل من يعتبرون انفسهم نخبا ، يكيل الاتهامات ويخون رفاق الدرب والسلاح والعقيدة والمصير المشترك ، هكذا وبكل بساطة ، في مشهد يحز في نفس كل المخلصين من اتباع اهل البيت (ع).
الجيوش الالكترونية التابعة لصُنّاع “داعش” تمكنت من غزو ادمغة هذا البعض الذي اشرنا اليه ، ولم تكتف بذلك فحسب ، بل اخذت تروج لاخبار عارية عن الصحة حول تصريحات واتهامات تتبادلها النخب من اتباع اهل البيت (ع) على خلفية قضية قافلة “داعش”، وكأن شرخا عموديا وافقيا قد شطرا اتباع اهل البيت(ع).
الجيش السوري وحزب الله ، كما هو الجيش العراقي والحشد الشعبي ، يطاردان “داعش” بلا هوادة ، فقد تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من كسر الحصار عن دير الزور والتقدم نحو معاقل “داعش” هناك في زمن قياسي ، وهو سيناريو نفذه الجيش العراقي والحشد الشعبي في تلعفر وسينفذه بعد ايام في الحويجة التي ستتحرر بوقت قياسي وعندها سيلتقي الجيشان ومقاتلو حزب الله والحشد الشعبي عند الحدود المشتركة ، وعندها ستزول “داعش” من العراق وسوريا والى الابد.
على النخب السياسية والعسكرية والفكرية والعلمائية ومراجع التقليد ان يُفشلوا مخطط صُنّاع “داعش” في حربهم الانتقامية من اتباع اهل البيت(ع) ، لاسيما ان “داعش” تلفظ انفاسها الاخيرة ، وذلك من خلال فضح وتعرية من ينسبون انفسهم الى اتباع اهل البيت (ع) بينما هم يقومون بطعنهم في الظهر ، وكذلك من خلال تذكير السوريين بان العراقيين هم اول من هرع الى نجدتهم عندما عز الناصر ، وتذكير العراقيين ان مقاتلي حزب الله ومستشاريهم وصلوا الى العراق بعد ساعات من طلب المسؤولين العراقيين ذلك عام 2014 عندما تركت امريكا “الدواعش” يصلون الى ابوب بغداد دون ان تطلق عليهم رصاصة واحدة ، بينما اليوم تقيم امريكا الدنيا ولا تقعدها على خلفية محاصرتها قافلة في الصحراء ل”دواعش” مهزومين على يد ابطال حزب الله ، لتبيع على السذج والبسطاء “بطولات” و “مواقف” ليس لها.