كشفت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ النقاب عن أنّ الحكومة الإسرائيليّة أعدّت خطة كاملة ومتكاملة لإخلاء السكّان اليهود من المنطقة الجنوبيّة والشماليّة، المتاخمة للحدود مع قطاع غزّة ومع لبنان، في حال نشوب مواجهة جديدة بين الجيش الإسرائيليّ وبين الفصائل الفلسطينيّة في القطاع، وأيضًا من المنطقة الشماليّة، في حال اندلاع حرب بين إسرائيل وبين حزب الله اللبنانيّ.
وقال مراسل الشؤون السياسيّة في التلفزيون، أودي سيغال، نقلاً عن مصادر أمنيّة سياسيّة وصفها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، إنّ الخطة المذكورة هي جزء من العبر والاستخلاصات التي تمّ التوصّل إليها في دوائر صنع القرار بإسرائيل عقب عملية (الجرف الصامد) وحرب (لبنان الثانيّة). وأضافت المصادر عينها قائلةً إنّ الخطة المذكورة، التي تشمل إخلاءً فوريًا للسكان الذين يقطنون في مجمعات قريبة من الحدود الشمالية والجنوبيّة، عُرضت على اللجنة الوزارية لاتخاذ قرارٍ في حال تسخين الجبهتين الشمالية والجنوبية، على حدّ قول المصادر.
وبحسب الخطة، التي أُطلق عليها اسم (ميلونيت)، فإنّه في حال تجدد الأعمال العدائية ضدّ إسرائيل في الشمال أوْ في الجنوب، فإنّه سيتّم إخلاء أكثر من عشرين ألف مستوطن من المجمعات الحدوديّة، وكجزءٍ من إخراج الخطة إلى حيّز التنفيذ، تابع التلفزيون الإسرائيليّ، فإنّه تمّ إيجاد بلد توأم في إسرائيل لكلّ مستوطنة سيتّم إخلاء سكانها، لكي يقطنوا هناك حتى انتهاء الحرب في الشمال أو في الجنوب، مُضيفًا أنّه في الفترة الأخيرة قام سكّان المستوطنات، التي من المفترض أنْ تُخلى، بإجراء تدريبٍ إخلاء إلى المناطق التي تمّ تحديدها لهم من قبل وزارة الأمن الإسرائيليّة.
ولكن، ما كشفته اليوم الاثنين صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، يؤكّد عمق الخشية، القلق والتوجّس لدى صنّاع القرار في تل أبيب من حرب لبنان الثالثة. فقد نقل مُحلل الشؤون العسكريّة، أليكس فيشمان، عن مصادر وصفها بأنّها مطلعةً جدًا، نقل عنها قولها إنّ الحكومة الإسرائيليّة، اتخذّت قرارًا لأوّل مرّة في تاريخ الدولة العبريّة، سيتّم بموجبه إخلاء مدينتي كريات شمونة (الخالصة) في الشمال ومدينة سديروت في الجنوب، كجزءٍ من استخلاص العبر والنتائج من الحروب التي خاضتها.
وبحسب المصادر عينها، فإنّ قادة هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال تخشى أنْ تتعرّض مدينة كريات شمونة وسديروت خشيةً من قيام عناصر من حزب الله وحماس باختراق المدينتين المذكورتين، وتنفيذ عملياتٍ فدائيّةٍ ضدّ السكّان، علاوة على ذلك، فإنّ إسرائيل تخشى هجوم صاروخيٍّ مُكثّفٍ على المدينتين، بالإضافة لقيام حزب الله وحماس باستخدام صواريخ تخترق البيوت والملاجئ المُحصنّة، على حدّ تعبيرها.
ولفتت المصادر الإسرائيليّة أيضًا إلى أنّه في التدريب الفيلقي الأكبر الذي يُجريه جيش الاحتلال في هذه الأيّام تمّ التدّرب على إخلاء المٍتوطنات والمدن في الشمال والجنوب، وأنّ الأمر كان ناجحاً، وفق أقوالها. يُشار إلى أنّ عدد السكان في المدينتين المذكورتين يصل إلى خمسين ألف مُواطن.