يبدو أن إصدار الحُكم في ملف أحداث عبرا ( شرق صيدا) بات قريباً جداً وأن الموقوف أحمد الأسير الذي قاد جماعة مُسلّحة اعتدت على الجيش والمدنيين في العام 2013 سيلقى جزاءه بعد مواجهته في المحكمة العسكرية بتسجيلات تظهر حمله السلاح وإعطاءه الأوامر لجماعته للهجوم على حاجز للجيش في منطقة عبرا قرب مدينة صيدا جنوب لبنان.
مُجريات جلسة المحاكمة الأخيرة تخلّلها إعلان رئيس المحكمة عن تعيين وكلاء دفاع عسكريين للأسير بعد إعلان محاميي الدفاع عنه انسحابهم من قاعة المحكمة واستنكافهم مُجدداً عن الحضور بعد ردّ الطلبات التي تقدّموا بها من المحكمة لجهة سماع مسؤولين سياسيين والقائد السابق للجيش اللبناني العماد جان قهوجي شهوداً، ووصفت المحكمة هذه الطلبات بغير الجديّة ولا تقدّم أو تؤخّر في صدور القرار القضائي الذي سيكون عادلاً بحق الأسير بحسب مصدر قضائي للميادين نت، وأنه من المتوقّع ألا يقلّ عن السجن المؤبّد بحق من اعتدى على عناصر الجيش في مطلع حزيران / يونيو عام 2013 ما تسبّب بمقتل عدد منهم .
محامو الدفاع عن الأسير تعمّدوا ومنذ بدء محاكمته صيف العام 2015 المُماطلة في محاولة واضحة لتأجيل صدور الحُكم بحق موكّلهم، وبحسب مُتابعين لتلك القضية فإن هدف محاميي الدفاع كان استجرار التعاطف مع الأسير والإفادة من الخلافات السياسية بين مكوّنات الحكومة اللبنانية على خلفيّة معركة تحرير الجرود من تنظيم داعش الإرهابي، لكن رئيس المحكمة الذي اضطر لتأجيل المحاكمة مرات عدّة حسم الأمر بعد نحو عامين على استنكاف محاميي الدفاع عن حضور بعض الجلسات التي وصل عددها إلى 15 جلسة، مؤكّداً أن استنكافهم يعني هذه المرة اللاعودة إلى القاعة حيث عُرِضت بعد مغادرتهم أشرطة فيديو تُبيّن انطلاقة شرارة تلك الأحداث واعتداءات جماعة الأسير على أحد حواجز الجيش.
وأعلن رئيس المحكمة أن الاستجواب في الملف انتهى وأرجأ الجلسة إلى  28 أيلول / سبتمبر للمرافعات. وعادة تُصدر المحكمة العسكرية الدائمة حُكمها في اليوم نفسه لختْم المحاكمة. 
في موازاة مُحاكمة الأسير الذي أوقفه الأمن العام اللبناني منتصف آب / أغسطس عام 2015 لدى محاولته الفرار عبر جواز سفر مزوّر في مطار بيروت، تواصل الأجهزة الأمنية التحقيق مع رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري بتهمة الاعتداء على الجيش عامي 2013 و2014، فضلاً عن خطف مدنيين ونقلهم إلى الجرود التي كانت تحتلّها الجماعات الإرهابية. ويُذكر أن الجيش يبحث عن مصطفى الحجيري الملقّب بأبي طاقية في عرسال والمُتّهم بالمشاركة في خطف العسكريين اللبنانيين مطلع آب / أغسطس عام 2014، ومن ثم تسليمهم لـ"جبهة النصرة" وتنظيم داعش عِلماً أن الأخير قتل 12 عسكرياً كانوا مخطوفين لديه، وتسلّم بعضهم من الحجيري كما أكّدت اعترافات بعض الموقوفين.

المصدر: الميادين