كان لا بدّ أن نتعلّم اسمك كعنوان للعدالة الوطنية التي لا مفرّ من أحكامها، ان نهجئ حروفه بكل ما اوتينا من حب ومن قناعة بأن نهاية كلّ عميل هي القتل، وان نكتبها بكل ما توحي لنا به من فخر ومن تضحية، ومن قناعة لا يكسرها "أمر واقع" ولو على صهوة دبابة عدوّة. لذلك كان لا بد من إضافة ال التعريف لاسمك، لأنك كنت وستبقى الحبيب والمحب، الذي عرف كيف يكتب التاريخ المشرف بطلقات من مسدسه، وينفذ حكم الوطن بمن خان.
في أيامنا هذه، ما زال بيننا ألف بشير وان لم تعد تجرؤ دبابات الصهاينة على الاقتراب. فالانتصارات التي توالت منذ سقوط المشروع الانعزالي وبداية نهاية الكيان العدو، جعلت الصهاينة يحسبون آلاف الحسابات قبل خوض حرب ضد لبنان، هذه الحرب التي لطالما كانوا يعتبرونها نزهة لجنودهم، والتي لم تنته إنما تغيرت توازناتها، فقد أصبحت تخيفهم ولا تخيفنا، تهددهم ولا تهددنا، لذلك، صاروا أكثر جدية ربما في البحث عن "زعامات" متحالفة معهم، وقائمة الذين يرسمون أنفسهم لدور كهذا طويلة، الا ان العدو يعرف جيدا أن ايام بشير الجميل قد ولدت إلى غير رجعة، وإن جعجعَ نجله من حين إلى آخر، أو اعتمد نائب ما (أو زوج نائب) خطاب الجميّل القتيل عسى يحظى بجمع حوله ممن كانوا له ينشدون "عدعساتك" وما قادتهم دعساته تلك الا إلى الخيبات والهزيمة. أيها الحبيب البطل، في زمننا هذا، تعددت وجوه بشير. أصبح يرتدي احيانا الزيّ التكفيري الإرهابي، أو يخطب الخطاب الرمادي ليدس سم التكفير في دسم الكلمات. وانت تعلم، أن لكل بشير منهم حبيباً مثلك، وإن تغير اليوم شكل المعركة.
حبيب الشرتوني، الحبيب البطل. يحدث اننا كلما نطقنا باسمك شعرنا بالفخر. نتباهى بما فعلت كما لو أن أنامل قلوبنا قد ضغطت مع يدك لتفجر القنبلة التي أثبتت أنه لا يصحّ سوى الصحيح. نتفاخر بأنك ايقونتنا الحية التي قالت لا يوم استسهل الكثيرون الايماء بالموافقة على تولي أجير الصهاينة كرسي الرئاسة في بلد ليس لديه ما يخسر الا الكرامة الوطنية.

ويحدث أيضا، أن نقرأ "محاكمتك" فنحتار بأي الكلمات نصف أولئك الذين يظنون أن بطلا مثلك سيخضع لحساباتهم، أو الذين ما زالوا يعيشون على فتات المشروع الذي كان يقوده ويمثله "بشير الجميّل" ويحلمون بلبنان متصالح مع الكيان العدو.
هؤلاء أيها الحبيب هم أنفسهم من أرادوا معاداة سوريا وساهموا بشكل أو بآخر في إشعال نار التكفير فيها خدمة للصهيوني. لم يفهموا ربما أنّ نهاية كل متآمر متصهين ستكون الهزيمة، وان تعددت أشكال الهزيمة ومظاهرها..

حبيبنا النقيّ، في ذكرى عمليتك الباسلة، لك منا كما في كل يوم، الف تحيّة والف قبلة على جبينك الأعلى من ألف نجم ونجمة.
 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع