مرّة جديدة، يعيد الرئيس ميشال عون «تصويب» عمل السياسية الخارجية، عبر التوضيح لـ«المجتمع الدولي» أنّ السلاح في لبنان سببه العدوّ الإسرائيلي الذي لا تردعه قرارات دولية
كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تركت أثراً بالغاً في الساحة اللبنانية، لا سيما حين قال إنّه «بكلفة توطين لاجئ في الولايات المتحدة، يمكننا مساعدة عشرة لاجئين في المناطق» القريبة من بلادهم، في إشارة غير مباشرة إلى نيّات الولايات المتحدة الأميركية في توطين اللاجئين السوريين في دول المنطقة (تحديداً لبنان والأردن)، عوض مساعدتهم على العودة إلى سوريا.
الزوبعة التي تسبّب فيها ترامب، استدعت ردّاً مباشراً من وزير الخارجية جبران باسيل، قبل أن يؤكد الرئيس ميشال عون، خلال كلمته أمام الجمعية العامة، رفض لبنان للتوطين «مهما كان الثمن، والقرار في هذا الشأن يعود لنا وليس لغيرنا». بعد ذلك، تواصلت الإدارة الأميركية مع عون، وهو في نيويورك، وطلب مُساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد لقاء رئيس الجمهورية. بيد أنّ الأخير رفض اللقاء، مُحيلاً ساترفيلد إلى وزارة الخارجية اللبنانية، من دون أن يتم إبلاغ الجانب الأميركي بسبب عدم اجتماع عون بساترفيلد. مصادر لبنانية مُطّلعة على الوقائع قالت لـ«الأخبار» إنّ رئيس الجمهورية يرفض لقاء مسؤول بهذا المستوى. لذلك، جرى تحديد موعد لساترفيلد مع باسيل، في مكان إقامة الأخير في نيويورك. أعاد باسيل خلال اللقاء تذكير الضيف الأميركي بالموقف اللبناني الرافض لتوطين أيّ لاجئ أو نازح. كذلك «أوضح لساترفيلد أنّ لبنان يرفض المنطق الذي استخدمه ترامب في خطابه». وعلمت «الأخبار» أنّ مساعد وزير الخارجية الأميركي قال لباسيل إنّ إدارته «تتفهّم الموقف اللبناني، ولا تتبنّى خيار توطين النازحين السوريين في لبنان».
طلبَ ساترفيلد لقاء عون (من دون أن يحصل على ما أراد)، وهو المعروف بأنه لا يكنّ ودّاً لرئيس الجمهورية. يعود ذلك إلى أيام تولّي عون رئاسة الحكومة العسكرية الانتقالية قبل 29 عاماً، وكان ساترفيلد سكرتيراً ثالثاً ومستشاراً سياسياً في السفارة الأميركية في بيروت. ولكنّه لم يكن الدبلوماسي الوحيد الذي «أزعجته» مواقف عون في نيويورك. تكرّر الأمر خلال اللقاء الذي جمع الرئيس اللبناني بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والذي حضره وكيل الأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان. يُعدّ الأخير، قانونياً ورسمياً، شاغل أعلى منصب سياسي في الأمم المتحدة إلى جانب أمينها العام، وهو عملياً مندوب الإدارة الأميركية في المنظمة الدولية، وصاحب الكلمة العليا في القضايا السياسية، ويجري التعامل معه بصفته الأمين العام الحقيقي. إلا أنّ السفير الأميركي السابق لدى لبنان سمع من عون ما لا يرضيه. فحين أشار غوتيريش إلى ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان والالتزام بالقرار 1701، تحدّث عون عن العدوانية الاسرائيلية، وخروقاتها للسيادة اللبنانية، وأنّ هدف السلاح في لبنان ردّ العدوانية الاسرائيلية التي لولاها لما كان هناك حاجة إلى سلاح في لبنان.
في الإطار نفسه، أكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، «أننا ضدّ توطين الفلسطينيين والنازحين السوريين، وضد توطين أيّ جهة يُمكن أن تكون في لبنان بعنوان اللجوء أو النزوح، لأننا نريد أن يعودوا إلى وطنهم بعزة وكرامة». كلمة قاسم أتت خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله في الضاحية الجنوبية.
على صعيد آخر، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أمس، ترشيح المهندس عجاج حداد عن المقعد الكاثوليكي في دائرة الجنوب الأولى صيدا ــ جزين، بعد أن قرّرت القوات «خوض الانتخابات في الأراضي اللبنانية كافة. وطبعاً سنخوضها في جزين»، كما قال جعجع. وأكد أنه «بعد 7 أشهر سنصل إلى الانتخابات النيابية، ولو أن هناك أبواقاً بدأت بتسويق أن ليس هناك انتخابات، ونحن نجيبهم بأن الانتخابات حكماً حاصلة ومحورية وأساسية ببطاقة ممغنطة أو بدونها، في مراكز انتخاب كبيرة، مع أو من دون تسجيل مسبق، باعتبار أن الشعب لا يستطيع الانتظار أكثر».