شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ان “لبنان بلد فرانكوفوني ونحن فخورون بذلك”، كاشفا انه سيتحدث مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مواضيع عدة وانه سيطلب منه ان يضاعف التعاون الثقافي والاداري والعسكري بين لبنان وفرنسا”.
واوضح الرئيس عون ان “لبنان ظل ينعم بالاستقرار طوال فترة الحرب التي اندلعت في سوريا، على رغم الخطابات الملتهبة احيانا، التي كانت تصدر عن بعض السياسيين اللبنانيين من هذه الجهة او تلك، ونجح في الحفاظ على وحدته الوطنية”.
ولفت الى انه “يتم العمل على دعم الجيش اللبناني لحماية جميع اللبنانيين”، مجددا التأكيد على “ضرورة ان يكون السلام مستندا على الحق وعلى وجوب ايجاد حل للمسألة الفلسطينية”، لافتا في المقابل الى “عدم قبول اسرائيل بحل الدولتين”.
واشار رئيس الجمهورية الى ان “الاستراتيجية اللبنانية حيال الحرب في سوريا هي الحفاظ على حدودنا اللبنانية لحماية انفسنا من الارهاب والنأي بالنفس عن المسائل السياسية الداخلية لسوريا”.
مواقف الرئيس عون جاءت في خلال مقابلة اجراها معه الصحافي رونو جيرار في صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، ونشرتها الصحيفة في عددها الصادر اليوم تحت عنوان “الرئيس عون لا اندم على اي شيء”، عشية زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية الى فرنسا الاثنين المقبل.
في مستهل الحديث، اكد الرئيس عون ان “القادة العرب الذين التقاهم منذ انتخابه رئيسا للجمهورية اكدوا تمسكهم بالوجود المسيحي في الدول العربية وفي لبنان، الذي ظل ينعم بالاستقرار طوال فترة الحرب التي اندلعت في سوريا على رغم الخطابات الملتهبة احيانا التي كانت تصدر عن بعض السياسيين اللبنانيين من هذه الجهة او تلك، الا اننا نجحنا في الحفاظ على الوحدة الوطنية”.
واوضح ردا على سؤال “ان الانتشار اللبناني يعد بالملايين من المسيحيين والمسلمين على حد سواء، ولكننا حاليا نعاني من وضع اقتصادي نعمل بالطبع على تحسينه، ونحن ندعو اللبنانيين الى العودة وايجاد فرص العمل في بلادهم”.
الحوار يحل المشاكل
وقيل للرئيس عون انه من اجل الحفاظ على المدى البعيد على الوجود المسيحي في لبنان، هنالك اتجاهان اتجاه يدعو الى انخراطهم في المحيط السني والاتجاه الاخر الذي يدعو الى استراتيجية اتحاد الاقليات في الشرق الاوسط، وانتم في شباط العام 2006 وقعتم على وثيقة تحالف مع حزب الله الذي يمثل الطائفة الشيعية، ويومها اتهمكم البعض بالخيانة، هل تعتقدون ان التاريخ انصفكم ؟ فاجاب “بتواضع نعم، لانني كنت افتش عن التوازن، هناك في بعض الاحيان داخل العالم السني اتجاهات لدى البعض للسيطرة، وعلى اي حال، لم يكن الامر مسألة تحالف انما وثيقة تفاهم، كان اللبنانيون في حالة انقسام شديد واستنادا الى ورقة التفاهم التي وقعناها، تمكنا من حماية لبنان من صراع داخلي، وبكل صدق يمكنني القول انني انقذت الدولة اللبنانية”.
وعن التفاهم الذي وقعه مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اجاب “في التفاهم نقاط عدة اولا، ان على اللبنانيين ان يعالجوا مشاكلهم الداخلية عن طريق الحوار، وفقط عن طريق الحوار، في جو من الشفافية والصراحة، ثانيا ان الديموقراطية التوافقة يجب ان تعود اساسا للنظام السياسي في لبنان، ثالثا ان الافرقاء في الاتفاق يلتزمون احترام كل مادة من مواد ومبادىء الدستور اللبناني والميثاق الوطني الذي منذ العام 1943 ينص على اعتبار رئيس الدولة مسيحيا مارونيا ورئيس الحكومة مسلما سنيا ورئيس مجلس النواب مسلما شيعيا”.
سئل: ماذا ربحتم من هذا التفاهم؟
اجاب “ان حزب الله عدل في خطه السياسي واكد احترامه السيادة اللبنانية، والسيد نصر الله قال ذلك في احد خطبه بان حزب الله تراجع عن مشروع انشاء جمهورية اسلامية في لبنان، وان القانون الانتخابي الذي تم اعتماده والقائم على النسبية يضمن تمثيلا عادلا للجميع، كما اننا نجحنا في حماية لبنان من قوة تأثير المال في السياسة اللبنانية وسمحنا للبنانيين في الخارج بممارسة حقهم في الاقتراع، هذا كله تم واصبح بامكانهم الاقتراع ابتداء من 2022”.
وسئل الرئيس عون على الرغم من كل ذلك، شن حزب الله في 12 تموز 2006 حربا ضد اسرائيل من دون استشارتكم ؟ فاجاب “كان ذلك نتيجة حادث وقع على الحدود تطور نتيجة خطأ في ردة الفعل الاسرائيلية، وتقولون لي ان حزب الله يومها انتهك حدود الكيان الاسرائيلي، هذا ممكن، ولكن ان حوادث من هذا النوع تتم بصورة متكررة، ومنذ ايام عدة خرقت الطائرات الحربية الاسرائيلية جدار الصوت فوق صيدا منتهكة بذلك المجال الجوي اللبناني”.
وردا على سؤال اشار الرئيس عون الى انه يتواصل مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عندما يرى ذلك ضروريا “ولكن ليس هناك لقاءات مباشرة منذ انتخابي رئيسا للجمهورية”.
اسرائيل لا تحترم القرارات الدولية
وقيل للرئيس عون ان كل الميليشيات اللبنانية نزعت اسلحتها مع نهاية الحرب الاهلية التي امتدت من العام 1975 وحتى 1990، لماذا لا تطلبون من حزب الله ان ينزع سلاحه ايضا؟
اجاب “ان حزب الله لا يستخدم اسلحته في السياسة الداخلية، وهذه الاسلحة ليست الا لضمان مقاومتنا للكيان الاسرائيلي الذي لا يزال يحتل جزءا من ارضنا وهي نحو 30 كلم مربع في مزارع شبعا، رافضا تطبيق واحترام قرارات الشرعية الدولية، ومنها ما ينص على حق عودة الفلسطينيين الى ارضهم، والذين لجأوا الى لبنان ابان حرب 1948”.
سئل: هل ان الازمة الفلسطينية تبرر الى هذا الحد وجود سلاح حزب الله؟
اجاب”لا يمكننا ان نمنع حزب الله من سلاحه طالما ان اسرائيل لا تحترم قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن وقرارات الامم المتحدة، ان اسرائيل سيكون لها الحق ساعتئذ في ان تشن الحرب كيفما ومتى تشاء، في حين ان الاخرين ليس لهم الحق في الحفاظ على سلاحهم للدفاع عن انفسهم؟ لا ان هذا غير مقبول”.
وردا على سؤال عما اذا كان تسليح المسيحيين في لبنان يفرض نفسه ايضا، اجاب الرئيس عون “لا، اننا نعمل على دعم الجيش اللبناني لحماية البلاد وجميع اللبنانيين، اما بالنسبة الى السلام في المنطقة، فيجب ان يكون مستندا على الحق ويجب ايجاد حل للمسألة الفلسطينية، لماذا لا يتم القبول بحل الدولتين؟ ان هذا الامر يرتبط باسرائيل التي لا تزال تستخدم دباباتها وطائراتها”.
واوضح ان “الاستراتيجية اللبنانية حيال الحرب في سوريا هي الحفاظ على حدودنا اللبنانية لحماية انفسنا من الارهاب والنأي بالنفس عن المسائل السياسية الداخلية لسوريا”.
وعما تمثله فرنسا للبنانيين، اجاب “اننا مدينون لفرنسا بالكثير، مدارسنا وجامعاتنا الفرانكوفونية ورهبانياتنا الدينية يعملون كثيرا ويتبعون المبادىء والمناهج الفرنسية، اننا بلد فرانكوفوني وفخورون بذلك”، لافتا الى انه سيتحدث مع الرئيس ايمانويل ماكرون في مواضيع عدة، وانه سيطلب منه ان يضاعف التعاون الثقافي والاداري والعسكري بين لبنان وفرنسا.
وردا على سؤال عن مصير اتفاقية “دوناس” التي تم التفاوض بشأنها مع الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، التي كانت تلحظ تسليم اسلحة فرنسية الى الجيش اللبناني بتمويل من المملكة العربية السعودية بقيمة اربعة مليارات دولار؟
اجاب “لقد عادت المملكة العربية السعودية عن توقيعها ولم تطبق هذه الاتفاقية”.
سئل: هل تندمون على ذلك؟
اجاب: “لا، لا انا لا اندم على شيء”.