قال موقع القناة السابعة العبريّة إنّ وزير التعليم ورئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينت، ردّ على التصريحات التي أطلقها رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة ميشال عون، التي مفادها أنّ لبنان لن يمنع حزب الله من مواصلة احتفاظه بسلاحه. وبحسب الموقع، قال بينت إنّ كلام الرئيس اللبنانّي عن الحصانة لحزب الله يؤكّد ما قلناه سابقًا أنّ لبنان هو حزب الله وحزب الله هو لبنان.
وهدّد الوزير قائلاً: فليعلم كل الزعماء والمواطنين اللبنانيين أنّ أيّ إطلاق نار من لبنان على المستوطنات الإسرائيليّة سيُعتبر بمثابة إعلان حرب للبنان ضد إسرائيل.
وأضاف الوزير المُتطرّف، وهو عضو المجلس الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر (الكابينيت) في تل أبيب: لن نفرِّق بين حزب الله ولبنان لأنّهما واحد، مُوضحًا في الوقت عينه “أننّا نتجه نحو الهدوء وهدد قائلاً إنّه انتهت الأيام التي يكون فيها لبنان منيعًا في الوقت الذي يتعرض فيه سكان إسرائيل للصواريخ من أراضيه، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، عن مصادر أمنيّة وصفتها بأنّها مطلعة جدًا بالمؤسسة الأمنيّة في دولة الاحتلال، تقلت عنها قولها إنّه بعد الهجمات التي شنتها إسرائيل، بحسب مصادر أجنبية، على أهداف عسكرية في مطار دمشق، أصبح من الواضح أنّ الهجمات الإسرائيليّة في سوريّة لم تعد تثير أحدًا، وحتى في الظاهر لم يعد السوريون، وإيران وحزب الله، يتأثرون بها.
وتساءل الجنرال غيورا آيلاند، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي: هل هذا تسليم منهم بنجاح الإحباط الإسرائيليّ؟ وهل هم لا يردون لأنّ الردع الإسرائيليّ ما زال ناجعًا؟ أم إنّ الضغط الروسيّ يمنعهم من العمل؟.
وأوضح آيلاند، أنّ مَنْ وصفهم بأعداء إسرائيل هم على استعداد لأنْ يضحوا بوسائل أوْ أهداف تنجح إسرائيل ظاهرًا في تدميرها، ولكنهم بالتوازي وجدوا طرقًا أخرى لنقل السلاح المتطور من إيران عبر سوريّة إلى لبنان.
ولفت إلى وجود ما أسماها ثلاث مزايا تمنح إيران توصيل السلاح إلى لبنان وهي الأولى، طول الحدود السورية اللبنانية التي تصل نحو 300 كم، ومعظمها مناطق جبلية مشجرة، والثانية: مرور مئات الشاحنات من سوريّة إلى لبنان يوميا، والأخيرة: بين طهران وبيروت لا يوجد أيّ جهة معنية أوْ قادرة على منع نقل السلاح.
بناءً على ما تقدّم، رجح الجنرال الإسرائيليّ المُتقاعد أنّ حزب الله سيستمر بلا عراقيل تقريبًا، في بناء قوته العسكرية، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ النشاط الإسرائيليّ يُركّز على محاولة منع حزب الله من تلقي أوْ إنتاج صواريخ دقيقة، لافتًا إلى أنّ هذا دون شك تفضيل صحيح للأهداف.
ورأى أنّ الفرق بين الأضرار المحتملة للسلاح الدقيق مقابل السلاح العادي هائل، مشيرًا إلى أنّ مساحة إسرائيل صغيرة، ولديها عدد قليل من المواقع الحيوية والاحتياطي المنخفض، وفي حال تعرض تلك المواقع (محطات الطاقة، والمطارات، والموانئ ومحطات السكك الحديدية) للضرب في الحرب القادمة، فإنّ الثمن الذي ستدفعه تل أبيب، لا يمكن تحمله، تقريبًا.
وأشار الجنرال آيلاند، إلى وجود استنتاجين ينبعان من هذا التغيير الخطير في طبيعة التهديد، الأول، من الصواب مواصلة محاولات ضرب الأسلحة الدقيقة التي يجري تحويلها لحزب الله، وبما أنّ قدرة الدولة العبريّة على منع ذلك محل شك، فمن المهم التأكيد على الاستنتاج الثاني.
وأردف قائلاً: في حال تمّ جّرنا لحربٍ ثالثةٍ مع لبنان، فيجب ألا نسمح لهذه الحرب بأنْ تستمر 33 يومًا، فالحرب الطويلة ستؤدي إلى إلحاق أضرار لا تطاق بالبنية التحتية العسكرية والمدنية الإسرائيلية.
واعتبر أنّ السبيل الوحيد لضمان أنْ تكون الحرب المقبلة قصيرة، هو أنْ يكون القتال ضدّ لبنان وليس ضدّ حزب الله فحسب، مشدّدًا على أنّه يُمكن لدولة الاحتلال أنْ تدمر البنية التحتية في لبنان وكذلك جيشها في غضون أيام قليلة.
وبما أنّه لا يوجد أحد في العالم يريد تدمير لبنان، فستكون هناك ضغوط دولية هائلة للتوصل لوقف إطلاق النار في غضون أسبوع أو أقل، وهذا هو تمامًا ما تحتاجه إسرائيل، على حدّ تعبيره.
ونبّه أنّه يتحتّم على إسرائيل أنْ تنقل رسالتها منذ اليوم الأول لسببين، الأول: تحقيق الردع وتجنب الحرب المقبلة، والثاني: في حال نشوب حرب، من المهم أن تفهم مسبقًا الدول الغربية وعلى الأقل أمريكا، أنّ إسرائيل اختارت هذه الإستراتيجيّة في غياب خيار آخر.
مع ذلك، بينّ الجنرال آيلاند أنّ الرسائل التي تبثها إسرائيل معكوسة، حيث أعلن عقب نهاية المناورة العسكرية الضخمة في الشمال وزير الأمن وقادة الجيش أنّ إسرائيل قادرة على إلحاق الهزيمة بحزب الله، وهو ما دفعه للتأكيد على أنّ هذا خطأ، لأنّه حتى لو استطاعت إسرائيل هزيمة حزب الله، وتواصلت الحرب لنحو خمسة أسابيع، كما حصل عام 2006، فستجد إسرائيل صعوبة في التعايش مع ما ستدفعه من ثمن هائل، بحسب توصيفه.
وكان مُحلل الشؤون العسكريّة في الصحيفة، أليكس فيشمان، قد قال الأسبوع الماضي إنّه في المناورات لا توجد مشاكل، وأنّ الاختبار الحقيقيّ لرجل الجيش الذي يستعد له كل حياته المهنيّة وفيه يتلقى علامته الحقيقية هو الحرب، لا المناورة ولا التدريب، ومَنْ يفشل في الاختبار الحقيقيّ، فليتفضل ويعتزل مدرستنا، على حدّ قوله.