أقيم في قاعة مسجد قوس عكار العتيقة احتفال لمناسبة زيارة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لعكار، حضره وزير الدفاع يعقوب الصراف، رياض نادر ممثلا نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، النائبان السابقان محمد يحيى وعبد الله حنا، رئيس اتحاد بلديات الجومة فادي بربر، رئيس بلدية عكار العتيقة خالد بحري، عدد من المسؤولين في "التيار الوطني الحر"، رئيس مركز أمن الدولة في بينو المقدم فادي الرز، وحشد من الفاعليات. بداية النشيد الوطني ثم دقيقة صمت عن أرواح الشهداء، فترحيب من عريف الاحتفال شحادة عباس.
يحيى
وألقى الدكتور حسن يحيى كلمة عكار العتيقة والجومة، شاكرا باسيل على لفتته الى عكار عموما وعكار العتيقة خصوصا ومنطقة الجومة، للاطلاع على حاجاتها الانمائية والخدماتية، معربا عن "الأمل بالتغيير والاصلاح، خصوصا في عهد الرئيس العماد ميشال عون".
بربر
ورحب بربر بباسيل والصراف، ومما قاله: "يتساءل مراقب، لماذا تفرح عكار باستقبال رموز الدولة اللبنانية، رغم حرمانها ونسيانها وإهمالها؟ هي تفعل ذلك لأن أبناءها الطيبين يدركون أن أي رهان على غير الدولة ومؤسساتها هو مشروع فتنة وتفرقة، عكار التي قدمت التضحيات واستشهد أبناؤها الأبطال في صفوف الجيش اللبناني دفاعا عن الكرامة الوطنية، واحتملت البؤس والفقر، تدرك أن غناها يكمن في قيام الدولة العادلة، وتعرف أن هذا هو باب خلاصها، وهذا هو رجاؤها المنتظر. وفضلا عن ذلك، فرحنا مزدوج اليوم لأننا نعرف وندرك مقدار الطاقة الإيجابية التي يمكن أن تضخونها يا معالي الوزير في جدول حاجات عكار المزمنة".
أضاف: "انطلاقا من هذه المعادلة نرحب بكم في عكاركم وبين أهلكم، ونشد على أيديكم ليغتني لبنان بثقافة التنوع والتمايز. نعم، فحضور عكار اليوم بكل أطيافها ومكوناتها، كما هي دائما، نموذج يغتني به لبنان، وفخرنا أننا من أفقر بقعة في هذا البلد نقدم أغنى تجربة وأرقى مثال".
وتابع: "لا يريد أبناء عكار سوى قيام الدولة العادلة، فالعدالة وحدها تعيد الينا حقوقنا المسلوبة، والضمير الحي في إدارة مرافق الدولة سينتج حتما اللامركزية الإدارية، وسيرفض الظلم وسيسعى إلى إضاءة العتمة المزمنة، ونعول على مناقبيتكم يا معالي الوزير، نعول على حسكم التغييري ونهجكم الإصلاحي، نعول على إرادة العهد وصلابة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي عرف كيف يكون أبا للجميع".
باسيل
ثم ألقى باسيل كلمة أعرب فيها عن سعادته بوجوده في عكار، مشيدا بدور رئيس اتحاد بلديات الجومة ورئيس بلدية عكار العتيقة التنموي. وقال: "هنا نبع العطاء والانماء الحقيقي الذي يجب على الدولة ان تقوم عليه، والذي نطالب به هو اللامركزية الادارية التي تسمح للبلديات بأن يكون عندها مواردها وسلطاتها وقدراتها، هذا هو الانماء الحقيقي، لا ان تنتظروا ان يأتيكم وزير او نائب، او رمز من رمز الدولة".
واعتبر أن "تعايش المسيحيين والمسلمين هو ميزة لبنان، يجب ان يكون لكل مكون في لبنان شخصيته وميزته، وأن يتنافسوا بالسياسة، وان يتكاتفوا في وجه اي خطر يتهددهم، لذلك يجب ألا يخاف احد من الآخر، ونحن في التيار الوطني الحر كنا نتصدى لكل خطر كان يتهدد لبنان، وسنكون دائما مع اللبناني ضد الاجنبي، ولا نريد ان نتدخل في شؤون الخارج، ونسبب لأنفسنا تدخلا خارجيا. يجب ان نحافظ على مكتسباتنا الوطنية وتحقيق السيادة والحرية والاستقلال".
وأضاف: "يجب الانتباه الى شيء استثنائي في تاريخ لبنان، اللبنانيون هم من انتخبوا رئيس الجمهورية وهم الذين الفوا الحكومة، وهم من وضعوا قانون الانتخاب دون اي مساعدة. تذكروا الدول التي تدخلت في الانتخابات بعد ال2005، والتي أرادت الانتخابات سريعا وتدخلت في قانون الانتخاب، وكنا كلما التقينا سفيرا، لا يحدثنا الا عن الحكومة وقانون الانتخاب، والانتخابات، والان اصبح عندنا جرأة اكبر. نحن في وزارة الخارجية نعرف الاصول الديبلوماسية، ونعرف أن نضع حدا لهذه التدخلات. يجب ان نتعود ان نحكم نفسنا بنفسنا. لقد جربوا ان يتدخلوا البارحة في تحرير ارضنا، فكان جوابنا ان عندنا جيشا هو صاحب القرار وهو من حرر الارض التي تحميها وحدتنا الداخلية".
ولفت باسيل الى ضرورة "تجنب لبنان الصراعات المحيطة به رغم وصول الحرب الى الحدود". وقال: "انظروا الى زنار النار من حولنا، تركيا وسوريا والعراق والاردن واسرائيل ومصر والخليج واوروبا، وهناك ورقة اوروبية عن كيفية التعامل مع النزوح، وهي موضع خلافي كبير في اوروبا. المحكمة الاوربية تشتكي اليوم من بعض الدول الاوربية لإخراجها من الاتحاد الأوروبي. اوروبا كلها تهتز من مليون نازح، واميركا تبني جدرانا مع المكسيك. نحن هنا بالرغم من كل الصعوبات وبالرغم من خلافتنا الطائفية، وفيما العالم العربي كله يغلي صراعات مذهبية، نحن كما ترون عندكم، وانتم عندنا، نعيش مع بعضنا، وما من منطقة لبنانية إلا وفيها اختلاط، وهذه قدرة كبيرة جدا يجب ان نفتخر بها".
وذكر بأنه "في اليوم الذي اصدرت فيه السفارات بيانات تدعو رعاياها الى الحذر، السفارتان اللتان اتخذتا التدبير لتنقل مواطنيهما في لبنان، وقع انفجاران في بلديهما، في اوروبا. نحن ندعو الى تعزيز الوحدة الوطنية، والثقة في المستقبل وبين بعضنا، بأنه مهما حصل، ومهما اختلفنا، لن نمد ايدينا على بعضنا. أنت حر وأنا حر، ما دامت حريتي لا تمس حريتك، انت تصلي كما تشاء وتمارس العادات التي تريدها، وانا كما اريد، ما دامت علاقتي مع ربي لا تمس علاقتك مع ربك، هذه هي قدرة لبنان، ان يجمع بوحدته، هذه هي ميزة لبنان الذي تنقصه دولة، هذا مشروعنا، بناء الدولة، لأنه لا يوجد حزب يحمينا، وليس هناك حزب يحل محل الدولة، الدولة هي التي تحمينا وتحفظنا وتضع القوانين. نريد بناء الدولة مع كل اللبنانيين، ونقاتل من لا يريد الدولة، نقاتل بالسياسة، بالانتخابات، الذين يريدون ان يعيشوا بالفساد، نريد بناء دولة تعطي عكار حقوقها وانماءها وتزيح الحرمان عنها. حرمان عكار سببه الفساد، اذا نفذنا المشاريع التي وضعناها، تكون هناك انجازات كبيرة، ولكن هناك من يضع العصي لوقف هذه المشاريع".
وأشار باسيل الى "قرب الانتهاء من مشروع توليد 200 ميغاواط من الطاقة الهوائية، قيمته 400 مليون دولار، والكيلو واط الواحد كلفته بين 10-11 سنس، وهي طاقة نظيفة بدون تلوث، ويمكن تأمين الطاقة الكهربائية لكل لبنان والتي تقدر ب 1700 ميغاواط من الطاقة الهوائية".
وانتقد "الهبة التي حصلت للدفاع عن أصحاب الجيوب الكبيرة، فالدولة لها الحق في أخذ الضريبة منهم، ونحن الآن امام انجاز كبير في موضوع السلسلة والقانون الضريبي وايرادات نوعية للدولة واملاك بحرية، ولا تزال الضريبة في لبنان منخفضة جدا بالنسبة الى الضرائب في البلدان الأخرى. اين المشكلة في ان تفرض الدولة الضرائب على الأملاك البحرية؟ نحن لسنا ضد الجيوب الكبيرة، ومن حق الناس ان تملك المال، لكن يجب ان تدفع الضريبة، يجب ان نضع خطة اقتصادية وموزانة سليمة العام المقبل، كفى عرقلة ومحاولات اعادتنا الى الوراء، لا يمكنهم ذلك لا بخلافاتنا ولا بفتنة".