تغريدتان للرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، السبت الماضي، أشعلتا «حرباً» بين مناصريهما على وسائل التواصل الاجتماعي، وأعطتا إشارة الانطلاق لبدء التنافس الانتخابي بينهما، قبل سبعة أشهر من استحقاق أيار 2018.
التغريدة الأولى أطلقها الحريري من الفاتيكان، حيث قال فيها إن «الرئيس الميقاتي نازل إنتقادات بقراراتنا. لما إرجع على بيروت حا ردّ عليه أو لما إعمل مجلس وزرا بطرابلس.Have a nice Weekend»، ما دفع ميقاتي إلى الردّ عليه سريعاً: «أهلاً وسهلاً بدولتكم وبمجلس الوزراء في طرابلس. Enjoy Rome».
تغريدة الحريري جاءت إثر حملة قادها ميقاتي، بعد تعيين أعضاء المجلس الاقتصادي ــــ الاجتماعي، منتقداً ضعف التمثيل الطرابلسي في المجلس، وغامزاً من قرار عقد جلسة لمجلس الوزراء في طرابلس بالقول إن «من ينوي اتخاذ أي قرار، بوسعه اتخاذه من أي مكان».
تصويب رئيس الحكومة الحالي على الرئيس السابق، دون سواه من خصومه السياسيين في الطائفة مثل الوزير السابق أشرف ريفي، ردّته مصادر سياسية إلى أن ميقاتي «يعتبر المنافس الأول على موقع رئاسة الحكومة، فيما لا يملك ريفي أي حظوظ بالوصول إلى كرسي الرئاسة الثالثة». وبحسب المصادر نفسها، فإن الحريري وميقاتي ينظران إلى الانتخابات النيابية في دائرة الشمال الثانية (طرابلس والضنية والمنية) على أنها «معركة أحجام داخل الطائفة، ومعركة على رئاسة حكومة ما بعد الانتخابات». كما يدرك رئيس مجلس الوزراء أن هذه الدائرة، وتحديداً مدينة طرابلس، تضم أكثر من مرشح محتمل لرئاسة الحكومة، إلى جانب ميقاتي، كالنائب محمد الصفدي، الذي دشّن السبت الماضي «جادة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في المدينة»، ليؤكد إلى جانب حضوره الشعبي العلاقة الجيدة التي تربطه بالمملكة؛ إضافة إلى الوزير السابق فيصل كرامي الذي يرتكز على إرث سياسي يؤهله لهذا الدور، وهو بدأ حملته الانتخابية مبكراً بجولات في الضنية.
إلا أن الحريري، الذي تصله نتائج استطلاعات الرأي التي تجرى في طرابلس دورياً، يلمس أن الخطر المحدق به يأتيه أولاً من قبل ميقاتي، صاحب الحظ الأوفر في ترؤس أي حكومة مقبلة بعد الانتخابات إذا تعذر لسبب ما تكليف الحريري، إذ يتصدر ميقاتي وريفي لائحة هذه الاستطلاعات، متقدمين على التيار الأزرق، الذي يرى زعيمه، وفق المصادر، أن «التقارب الأخير بين ميقاتي وريفي، ولو كان بغلاف إنمائي، لن يهدد موقعه في رئاسة الحكومة فحسب، بل سيجعل مصير تيار المستقبل في المدينة على المحك».