عندما أعلن الأمين العام لحزب الله اللبنانيّ، السيّد حسن نصر الله، بأنّ إسرائيل من شمالها وحتى جنوبها، بما في ذلك مفاعل ديمونا النوويّ، باتت في مرمى صواريخ المُقاومة، وطالب اليهود مُغادرة فلسطين المُحتلّة، والعودة إلى البلاد التي جاءوا منها، لأنّهم سيكونون وقودها، وربّما لن يَجدوا الوقت والفرصة للنّجاة بجلدهم، في حال اشتعالها من قِبل نتنياهو المَأزوم، كانت الدولة العبريّة تواصل استعداداتها للمواجهة القادمة في الشمال ضدّ حزب الله أو سوريّة أوْ حماس في الجنوب، أو شنّ عدوانٍ على الجبهتين سويةً، إلى جانب احتمالات شنّ حرب ضد إيران.
فبالإضافة إلى لغة التهديد بتصريحات قادة إسرائيل من المستويين السياسيّ والأمنيّ والتوعد بسحق لبنان في حال اندلاع الحرب، يُلاحظ أنّ الحكومة الإسرائيليّة تقوم بعدّة خطوات تؤكّد على أنّها تعكف على تحضير الجبهة الداخلية لمواجهة حرب غير تقليدية، وذلك لأوّل مرّة في تاريخها.
وأشار موقع “يديعوت أحرونوت” العبري، إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ أقام مستشفى ميدانيا تحت الأرض وعرض لأول مرة المعدات التي سيستخدمها في أي حرب مقبلة في الشمال: الآليات المسيرة عن بعد، ومظلة ذكية، وآلية من شأنها إجلاء الجرحى والروبوتات التي تحمل معدات جنبًا إلى جنب مع المقاتلين.
ونقل الموقع عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله، إنّ السائقين ليسوا ماهرين في القتال ونريد إنقاذ رجالنا من القتل في الحرب المقبلة، تم تنشيط العربات غير المأهولة التي تتقدم جنبًا إلى جنب مع قوّة المشاة وتحمل معدات القتال، وتصل إلى 500 كجم لكل عربة روبوت، وأضاف: سنُحاول أنْ نبقي وحداتنا خارج الحدود وسنعمل بطريقة متنقلة وبطريقة اقل استقرارًا بسبب صواريخ البركان وسرايا الرضوان التابعة لحزب الله.
وأضاف الموقع بأنّه هذا العام، تمّ تصنيف هذا المستشفى الميدانيّ على أنّه الأفضل في العالم من قبل منظمة الصحّة العالمية، ولكنّه لم يستخدم أبدًا في الحرب، بل شارك في بعثات الإغاثة في حالات الكوارث في هايتي والفلبين ونيبال.
وحتى من قبل عامين تقريبًا كان يعمل جزئيًا في مرتفعات الجولان العربيّ-السوريّ المُحتّل على مساعدة جرحى عناصر المعارضة السوريين.
في نفس السياق، كُشف النقاب عن بناء أكبر مستشفى تحت الأرض في العالم في حيفا لخدمة احتياجات حالات الطوارئ وكواحدة من عبر حرب لبنان الثانية. وأوضح مستشفى (رمبام) في حيفا، كما أفاد التلفزيون الإسرائيليّ الرسميّ في تقريرٍ أعدّه عن هذا الحدث، أنّه تمّ الانتهاء من وضع أسس المستشفى في عملية دامت 36 ساعة متواصلة تمّ خلالها صب 7 آلاف متر مكعب من الإسمنت المسلح.
ويمتد البناء الجديد على مساحة 20 دونما وبعمق 20 مترا بمحاذاة شاطئ البحر، وهو بتمويل حكوميّ وتبرعات أثرياء يهود. ولفت المستشفى إلى أنّ المبنى سيُستخدم في الأيام العاديّة موقفًا ضخمًا للسيارات بمساحة 60 ألف مترًا مربعًا، وفي حالات الطوارئ ستُخلى المراكب منه، ويتحول لمستشفى طوارئ ويتسّع لألفي سرير، وقد تمّ الانتهاء من بناء المستشفي مؤخرًا.
ونشر مستشفي (رمبام) على موقعه الالكترونيّ أنّه بسبب ما تعرّضت له إسرائيل في الحروب الماضية، فقد تمّت إقامة أكبر مستشفى مُحصّن في العالم، مُشدّدًا على أنّه خلال 48 ساعة يُمكن للطاقم تحويل المستشفى إلى مستشفى لمُواجهة الحرب غير التقليديّة، حيث يوجد أكثر من ألفي سرير، في حين أنّ أكبر مستشفي في سنغافورة يتسّع لـ400 سرير فقط.
في نفس السياق يجري العمل على قدمٍ وساقٍ لتجهيز وتوسيع مستشفى الجليل الغربي، الواقع في مدينة نهاريا الشماليّة، ومن المقرر أنْ ينتهي العمل المكثف في المستشفى في غضون بضعة أشهر، بحيث سيكون جاهزًا، بحسب المصادر الإسرائيليّة، لمواجهة الحرب غير التقليدية.
مضافًا إلى ذلك، وفي خطوةٍ غير مسبوقة، قامت وزارة الصحة الإسرائيلية، المسؤولة عن جميع المستشفيات في الدولة العبرية، بتوزيع استمارة على جميع أفراد الطاقم الطبي والموظفين والعمال في شتى الفروع، حيث طُلب منهم التصريح كتابيًا ماذا سيفعلون في حال اندلعت الحرب: هل يريدون اصطحاب أفراد عائلاتهم إلى العمل، أم لا؟.
كما أكّدت تقارير إسرائيليّة أنّ قيادة الجبهة الداخليّة قامت بتوزيع الأكياس السوداء على السلطات المحلية، بما في ذلك، الواقعة في الشمال، وبحسب المعلومات المتوفرة فإنّ هذه الأكياس ستُستعمل خلال الحرب، في حال اندلاعها، للف الجثث، لأنّه حسب التوقعات الإسرائيليّة الرسمية، فإنّ عددًا كبيرًا من المواطنين في العمق سيُصابون خلال الحرب، بين قتيل وجريح.
بالإضافة إلى ذلك، كُشف النقاب عن خطة حكوميّة إسرائيليّة لبناء مُجمع في القدس الغربيّة تحت الأرض، يلجأ إليه رئيس الوزراء وباقي أعضاء وزارته، في حال اندلاع حرب، علمًا بأنّ التخطيط يأخذ بعين الاعتبار تعرض القدس لقصف بأسلحة غير تقليدية، وبالتالي فإنّ المبنى المخطط له، سيكون عصيًا حتى على الأسلحة غير التقليدية، بحسب المصادر في تل أبيب.