المعرض دشمة..تتناثر على جدرانه وفي زواياه رصاصات ملونة؛ فالحرب هنا حرب ناعمة والاعتدة فيها مجبولة بالإبداع.
في معرض نواة للأفكار الإبداعية يتلاحم الفن والمقاومة؛ إنه عصارة المجتمع الشبابي حيث يلمع بريق إبداعهم في أعمال فنية وأدبية وعلمية لها أن تؤكد أن المقاومة هي ثقافة الحياة، عبر أكثر من 400 عمل مشارك لهذا العام (2017). وهذه المشاركة الكثيفة تدل حتماً على الحجم المدهش للطاقات الموجودة في بيئة المقاومة.
كما أن نواة تعبتر بذاتها طاقة من رحم هذه البيئة إذ بدأت بفكرة وإيمان، لتحقق حالة فريدة تحتضن أجمل ما يحويه المجتمع من إبداعات شبابية في الجامعات في لبنان والخارج كما يؤكد رئيس جمعية نواة الأستاذ محمد خفاجة في مقابلة خاصة مع موقع "شاهد نيوز" خلال مسيرة يانعة عمرها خمس سنوات.
إذاً هي مبادرة شبابية فريدة استطاعت أن تبرز القدرات في مجتمع المقاومة بدل أن تندثر هنا وهناك، كما تقدم دعما للمشاريع الفائزة من دورات للمشاركين وتسهيل لمشاركة الاعمال في معارض خارجية كما يؤكد خفاجة لتلعب بذلك صلة الوصل بين المبدع والبيئة التي ستحتضنه، فيما لم تغفل حتى عن المشاريع المرشحة إذ تخصها بالتنويه؛ ما يعطي زخماً معنوياً لكل المشاركين لمزيد من العطاء.
والواقع؛ يبدو أن المستقبل مشرق أمام هذه الجمعية إذ إن المشاريع المشاركة في ازدياد ملحوظ كل عام. وكما تنمو المشاريع تنمو معها نواة فهي اسم على مسمى لتصبح النواة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
الفيلم، الفن التشكيلي، البوستر، المقال، القصة القصيرة، الفيديو كليب، البحث العلمي، الفنون البصرية، حصاد بيئة المقاومة من فكر شبابها "خارج الصندوق" يجتمع كل عام يخضع للتحكيم من نخب هذا المجتمع لتمثر نواة بذلك حبات ونوى في كل سنة.