أيها المواطن اللبناني المسكين. لا تصدق كل ما يقال. ولا تحضر شاشات الفتن الداعشية. الجميع يكذبون عليك. مصالح كل طرف تمنعه من قول الحقيقة فيصمت أو يكذب أو يخترع. واليك الأسباب:
· إذا كان الرئيس سعد الحريري فعلا حرا طليقا ويتمتع بحرية الحركة. فليظهر اليوم قبل الغد على شاشة تلفزيونه" المستقبل" أو أي شاشة أخرى في حوار يشارك فيه اعلاميون من غير فريقه... لأن الوطن بحاجة لمعرفة حقيقة ما حصل، ولأن الحريري حصل على تعاطف شعبي قل نظيره حتى من غير المؤيدين له ولسياسته.
· لماذا لم يقل الحريري سابقا أن علاقته بالسعودية متدهورة، وكان يطمئن الناس على العكس، بينما كنا نرى على الشاشة السعودية نفسها ومع اعلامي كبير ومهم مثل داوود الشريان اتهامات مباشرة حول الوضع المالي لرئيس حكومتنا. هل كان يأمل بتحسين الوضع دون ضجيج؟ ربما.
· لماذا ظهر اعلاميون في اليوم الأول للاستقالة، ليقولوا ان الحريري في وضع ممتاز، وانهم تواصلوا معه، وانه صاحب قرار الاستقالة. وهذا غير صحيح. من سيصدق بعد اليوم إعلاميا لو ظهر على الشاشة ليقول أي شيء؟ نعم نحن الاعلاميون نساهم بسقوط المهنة الى الحضيض. تماما كما ساهم بالتضليل جهابذة " التحليل السياسي" و" الخبراء الاستراتيجيون" المزعومون الذين ينتشرون كالطحالب الفارغة على كل الفضائيات المسكونة بالفتن.
· لماذا لم يبادر الرئيس اللبناني المحبوب والوطني ميشال عون الى مصارحة اللبنانيين بحقيقة ما جرى؟ ماذا ينتظر ولبنان كله على بركان القلق وعلى كف عفريت؟ أهذا الرئيس عون الذي عودنا على الصراحة ؟
· حسنا فعل الرئيس نبيه بري بذهابه الى مصر الدولة العربية الأكبر، يبحث عن مخارج تنقذ الحريري وتقي لبنان شرا مستطيرا. أعتقد جازما أن زيارته تلك والعلاقات الروسية المصرية لعبت دورا مفصليا في تشجيع الرئيس عبد الفتاح السيسي على التصريح جهارا بان " مصر لا تنظر في اتخاذ أي إجراءات ضد حزب الله ". مصر كانت وستبقى حصنا للبنانيين لو استعادت دورها الكبير مع كل اللبنانيين .
· لماذا لن يبادر نائب شجاع أو مسؤول سياسي من تيار " المستقبل" الى مصارحة الناس بالحقيقة الكاملة. لو فعل فان اللبنانيين جميعا سيحفظون له هذا الجميل الى أبد الآبدين. وليغضب من يريد أن يغضب. أليس من المبكر والمعيب فعلا أن يفكر البعض داخل التيار بوراثة الحريري وهو في عز الشباب السياسي؟
· لماذا هذا الصمت المريب عند بعض المسؤولين السياسيين الذين درجوا على قبض الأموال من المملكة العربية السعودية، فتراهم مختبئون، خائفون، يغردون بكلام فارغ على " وسائل التباغض الاجتماعي".
· حين اغتيل الرئيس رفيق الحريري، سارعت جوقة معروفة الى اتهام سوريا باغتياله. ولمّأ سئلوا عن الدلائل، قالوا :" ان هذا اتهام سياسي" . لا بأس ان يخربوا البلد. لكن هذا اتهام سياسي. فضاعت الحقيقة حتى اليوم. لكن سعد الحريري قرر طي الصفحة. اثبت أنه رجل التسويات. ذهب الى دمشق وصافح الرئيس بشار الأسد. كرر الأمر الآن مع حزب الله لأن مصلحته ومصلحة البلد تقتضي التسويات لا الحروب والفتن. كفانا في لبنان حروبا وفتنا لم تخدم الا الخارج.
· خضع الكثير من ساسة لبنان عبر التاريخ لكل غاز ومستعمر ومنتدب. بعضهم خدم السفارات الغربية. بعضهم انبطح أمام سوريا. بعضهم والى السعودية . بعضهم والى ايران.... منذ الاستقلال حتى اليوم، كل طرف يوالي جهة خارجية.... الم يحن الوقت بعد للقول ان الخارج يريد مصلحة الخارج وان علينا أن نبحث عن مصالحنا....... من مصلحتنا العليا اليوم لكرامة الوطن وكرامة موقع رئاسة الحكومة (السني، وعذرا على الوصف المذهبي) وكرامة رئيسي الجمهورية (الماروني) ومجلس النواب (الشيعي)، أن نقول جميعا نريد معرفة مصير الرئيس الحريري واعادته.
غير ذلك سيكون نفاقا، يشبه كل النفاق الذي مارسه المنبطحون أمام سوريا حين كانت في لبنان، فصاروا حين خرجت أشرس اعدائها...
كفانا نفاقا... الرئيس الحريري قضية كل لبناني اليوم ..... واذا كان هو فعلا من يريد اتهام حزب الله وايران، لا بأس، ولكن ليظهر ويقل ذلك بحرية.. كي نصدق.