حتى الأمس القريب، كانت تسمية آل سعود تنطبق على عائلة متحدة على الفساد والقتل والتدمير والاتجار بالبشر وكثير من الصفات القذرة التي تصح في  كل من ينتمي إلى تلك السلالة الملعونة، وعلى نطاق أوسع تنطبق أيضا على من، لسبب أو لآخر، رهن نفسه للولاء إلى هذه العائلة التي قامت على الدم وبالدم ستغرق وتزول. 

تسارعت الأحداث في البلاط الملكي. مجنون بمسمى "ولي العهد" باع نفسه، كأسلافه إلى أحمق واشنطن، في اتحاد يشبه المثل القائل "لمة المتعوس على خايب الرجا". باشر المتعوس تنفيذ التعليمات التي وصلته عبر صهر الأحمق، والصهر ابن.. لا سيما إذا تخطت العلاقة صلة النسب إلى التشابه والاشتراك في صفات كثيرة، ومصالح أكثر. أطاح بأقاربه من الامراء، الفاسدين مثله.. قتل، اعتقل، صادر.. في مشهد بدا أشبه بفيلم متسارع المشاهد والأحداث. وعموما، ذاك شأن داخلي سعودي، بل شأن عائلي لن نتدخل فيه إلا كمتفرجين على قبيلة مسعورة يأكل أفرادها بعضهم بعضا. وبالنسبة إلى دورهم في استقالة رئيس الحكومة اللبنانية، المواطن السعودي، سعد الدين رفيق الحريري، فهذا أيضا شأن يخص الجهات الرسمية اللبنانية التي تتجه إلى إعلانه مخطوفا بحسب مصادر رئاسة الجمهورية. ولا يمكن أن نزيد على موقف هذه الجهات التي حتما ستتصرف بما تراه مناسبا. وكلنا ثقة بذلك. لا سيما أن مصير  سعد الحريري، كرئيس للحكومة اللبنانية يلزمنا بالتضامن والمطالبة بعودته حرا إلى لبنان. والجهات الرسمية هنا هي رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، وليست تيار الحريري السياسي الذي بدا افراده خائفين من المطالبة بحريته ومروجين للرواية السعودية، (كي لا يؤولوا ربما إلى نفس مصير سعد الدين، أو لأن الأجير لا يملك حق الاستفهام من ولي النعمة).

ومع تسارع الأحداث، يحاول بن سلمان وحاشيته، أو ما بقي منها خارج الاعتقال والإقامة الجبرية، التهويل على المقاومة وإطلاق التهديدات عبر وسائل الإعلام التي يمتلكها محليا وعربيا. فشهدنا مثلا هواء قناتي ال بي سي و ام تي ڤي ينفتح على مصراعيه لزعطوط اسمه السبهان كي يهدد ويتوعد ويقيّمنا بين شرفاء وغير شرفاء. 
والسبهان هذا، كبن سلمان، لم يتسن له أن يقرأ تاريخنا الحديث. ولم يتسن له أيضا، متابعة مجريات الأحداث التي صنعها سلاحنا ومن ضمنها "بلّ خارطة الشرق الأوسط الجديد" واسالة مائها في مجاري الصرف الصحي.

لم يقرأ ربما، كمعلمه، عن أشبال عماد مغنية الذين صاروا أسودا تصون العرين من العراق إلى جبل عامل.. ولم يسمع عن خطوات أقدام رجالنا التي ارتكبت الف الف مجزرة بأعصاب الكيان الصهيوني.. لم يشاهد كيف أن مرتزقته ومرتزقة معلميه يهربون كقطعان خائفة أمام زئير رجال الشمس، ولم يطالع، ولو بسرعة التقارير الصهيونية عن فشل كيانهم وهزيمته أمام بطولة أبناء هذه الأرض.

والآن، تكتمل حفلة التهويل بأن يطلب الكيان السعوري من رعاياه مغادرة لبنان على وجه السرعة. هذا الخبر الذي ورد على وسائل الإعلام والتواصل تكفّل بأن يكون "نكتة اليوم". فالتهديد المبطن هذا لا يخيف احدا هنا، لا سيما وأن التهديد المباشر لم يقدم ولم يؤخر في يومياتنا.
"الحرب.. بالحرب يهددون".. من قال اننا أبناء رفاهية قصور وسلم ودلال؟. ومن قال اننا مثلهم اضعنا البوصلة؟ نحن الذين وجهتنا فلسطين، نخاف الحرب وبها نُهدد؟ نحن الذين زينتنا كلاشنيكوف، ومعيار الإنسانية لدينا وجهة الزناد، انخاف مرتزقة آل سعود وجيشهم الذي من دمى وقوادين؟

ورد الخبر، وتمنينا لو أضاف كاتبه إلى السطرين دعوة إلى محبي ال سعود واجرائهم ومرتزقتهم إلى المغادرة مع الرعايا.. اوليسوا هم رعايا أيضا بالهوى وقد يفوقون أولئك الذين بالهوية ولاء وانتماء وارتهانا إلى ولي العهد المسعور ذاك! الا يستحق ذاك الذي تجرأ على رفع صورة "ولي العهد المسعور" أن يعامله صاحب الصورة وكأنه أحد رعاياه، وان يدعوه إلى مغادرة أرضنا المطهرة بدماء شهدائنا.. وذاك الذي "بشّر به النبي" فخرج مدافعا عن اقذر أهل الأرض، الا تكفي قذارته أن يعيش في كنف ولي العهد وولي نعمته، وان يترك هذه البلاد التي لا تشبهه ولا يشبهها؟

حسنا، لآل سعود معاييرهم في اختيار رعاياهم، وموظفيهم، واجرائهم.. ولنا، نحن أبناء المقاومة التي انتصرت على الأصيل وما همها الوكيل، مهما كان دمويا، لنا شرف العداء لآل سعود، ولنا شرف المجاهرة بالكرامة والعلانية بالوطنية والطواعية ببذل الروح في سبيل عالم خال من الصهاينة، ومن ضمنهم ال سعود.
 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع