هل قرّر بهاء الانتقامَ من شقيقه، رئيس الحكومة، سعد الحريري؟؟ يبدو نعم! فرجل الأعمال الذي لم يُنفِق من حصّته في مِيراث والده فِلساً في لُبنان والسّياسة، يَعدُّ العِدّة لتنفيذ “نسخة لبنانية” من انقلابِ “ابن سلمان” السَّعوديّ، يقوم على الإطاحة بسعد الحريري من الزعامة السنّية ثمَّ جلوس “بهاء” مكانه!

وبعد أنْ باتت الرؤية واضحةً وتجيز القول إنّ “بهاء” قاربَ على الانتهاء من الحفر أسفل أخيه الذي أضحى قريبَ الوقوع في حُفرةِ الرِّمال المتحرِكة، أخذ الرجل يسوِّقُ نفسه في بيروت لدى الزعمات الطبيعيّة على أنّه البديل لـ”سعد”.

وتشيرُ معلوماتٌ خاصّةٌ حصل عليها “الحدث نيوز”، أنَّ “بهاء” طلب موعداً من الزعيم الدرزي، رئيس اللّقاء الديمقراطيّ، النائب وليد جنبلاط لكن الأخير رفض.

ووضعت المصادرُ طلب بهاء تحت مُندرجاتِ “تسويق النفسِ مكان سعد”، أمّا رفض جنبلاط فيعود لتشبّثه بالشقيق، ولا يريدُ أن يُسجّل على نفسه أنّه دعم “انقلاباً حريريّاً داخل العائلة الواحدة”.

لكنّ بهاء لم يُنهِ مساعيه هنا، بل جنّد للمهمّة صديقه رجل الأعمال، صافي كيلو، مالك الجزء الأكبر من أسهم مُجمّعات ABC التجاريّة في بيروت، إذْ حجز الأخير مُؤخراً موعداً عند “بيك المُختارة” الذي استقبله بحضور الوزير السابق وائل أبو فاعور.

و “كيلو” يُعرَف في بيروت على أنّه “صاحب علاقاتٍ لصيقةٍ مع بهاء الحريري تتجاوز الأعمال والتجارة وهو بمثابةِ وكيلٍ لبهاء في لبنان”.

وسُرِّبَ لـ”الحدث نيوز” بعض تفاصيل اللّقاء، إذ “طرح صافي “بهاءً” كزعيمٍ للسُّنّة، طالباً دعم “البيك” للخطوة، مُقدِّماً شرحاً تفصيلاً عن أسباب ذلك، الذي يقود لاعتبارِ أنّ “سعد” لم يَعُد يصلح للحُكم ولا لتزعّم “أهل السُّنّة”.

لكنّ جنبلاط قابل العرض بالرفضِ ثمَّ انسحب من الجلسة ليترك “أبو فاعور” بمواجهة “صافي”، إذ أبلغه الأوّل أن “لا بديل في المُختارة عن سعد الحريري”، فعاد “صافي كيلو” خالي الوفاض من زيارته!

أوساطٌ متابِعةٌ لِمَا يجري من خلف الكواليس، استغربت الطريقة التي يتعاطى فيها “بهاء الحريري” مع شقيقه سعد، في وقتٍ يعيش الأخير حالة تعاطفٍ وطنيٍّ والتفافٍ محلّيٍّ عليه، وهو بدلَ أنْ يُساهمَ في تحصين شقيقه أو جلاء مصيره، يقوم بالبحث عن الباب المُفضّلِ لـ”سرقة” الزعامة السنّية منه والانقلابِ عليه.

وشبّهت ما يجري في كواليس عائلة الحريري بأن “الذي يَعُدُّ له بهاء الحريري يُشبهُ تماماً ما يقومُ به حاليّاً وليّ العهد السعوديّ محمّد بن سلمان بحقِّ أولادِ عمّه، من توقيفٍ وتلفيقِ تُهمِ فسادٍ فاقعة”.

وعليه يبدو بعد فيضان مُجمّع ABC في المياهِ على أبناء بيروت يسعى “صافي” إلى فيضانٍ من نوعٍ آخر…!

المصدر: الحدث نيوز