عقد النائب خالد الضاهر مؤتمرا صحافيا في منزله في طرابلس، تناول فيه الأوضاع في لبنان والمنطقة في ضوء استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري.
واستهل حديثه قائلا: "لتوضيح الصورة للرأي العام اللبناني عن استقالة الرئيس سعد الحريري وتداعياتها على لبنان والمنطقة، أحب أن أذكر من لم يقرأ ولم يستقرىء الواقع بأنني يوم الخميس في 12 تشرين الأول كان لي موقف صدر بعنوان "أرجح سقوط الحكومة وإنطلاق الحرب السياسية على "حزب الله" من قبل المملكة العربية السعودية"، وأعلنت يومها أن ممارسات "حزب الله" وأتباعه في لبنان ستؤدي بالرئيس سعد الحريري حتما إلى الإستقالة، لأن الرئيس سعد الحريري يمثل قوى الحرية والسيادة والإستقلال، وبالتالي لن يرضى أن يكون في خدمة المشروع الفارسي الإيراني ولا داعما للحرب التي أعلنها "حزب الله" وأدوات إيران في المنطقة على المملكة العربية السعودية وعلى الخليج العربي".
أضاف: "السعودية كما جاء في كلامي المشار إليه، قد تأخرت كثيرا وصبرت كثيرا، لكنها في النهاية أمام استهداف أمنها واستهداف أمن الخليج وإصرار إيران على مشروعها التوسعي الذي يعتدي على الأمة ويريد الهيمنة عليها، كان لا بد من موقف حازم ينسجم مع عاصفة الحزم التي أطلقت في اليمن. أنا أقول لأمين عام "حزب الله"، ليست السعودية من أعلنت الحرب على "حزب الله" ولبنان، أنتم وميليشيات إيران في المنطقة وبدفع مباشر من إيران أعلنتم الحرب على الأمة، أعلنتم الحرب من خلال الخلايا الإرهابية التي تنتشر في كل عواصم الدول العربية، في الكويت، في البحرين، في اليمن، وسوريا والعراق ولبنان وحتى مصر والمغرب وصولا إلى أفريقيا وإلى أوروبا، أنتم جزء من المشروع الفارسي الإيراني تخدمون هذا المشروع وتريدون من الرئيس سعد الحريري أن يأتي إلى لبنان، والحقيقة أن شر البلية ما يضحك، كل "براكيل" السياسة في لبنان، براكيل الأفاعي السامة بحق لبنان، كلها اليوم تطالب بعودة الرئيس الحريري، ليس من أجل السيادة والحرية والإستقلال، أبدا، وإنما من أجل مساعدة وتغطية مشروع إيران في لبنان".
وتابع: "لذلك أقول لكم، أن الرئيس سعد الحريري لن يعود إلى لبنان في هذه المرحلة، لن يعود إلا عندما يتبدل التباكي وذرف دموع التماسيح في محاولة حرف القضية عن مسارها الصحيح، لأن الرئيس سعد الحريري يطالب بالحرية والسيادة والإستقلال وحماية لبنان وتحسين علاقات لبنان بالعرب والعالم، وليس فتح الحروب بين لبنان وبين الدول العربية وفي مقدمتها السعودية، انتم أعلنتم الحرب من خلال مصانع المخدرات ومصانع الكبتاغون ومن خلال الحشيشة التي ترسلونها إلى السعودية والخليج، انتم أعلنتم الحرب عندما جعلتم لبنان مركزا لتدريب العصابات الإرهابية وإرسالها إلى الدول العربية، أنتم جعلتم لبنان مركزا للاعتداء على الدول العربية، خلية العبدلي في الكويت والخلايا التابعة لإيران وبتدريب من "حزب الله" في الكويت كانت تمتلك عشرة آلاف بذلة عسكرية، أليس ذلك إعلان حرب على الكويت وعلى دول الخليج لزعزعة إستقرارها وإضعافها لمصلحة إيران ؟ ام أن هذه الدول أعلنت الحرب على لبنان؟"
وسأل: "أنتم تريدون حقا عودة الرئيس سعد الحريري وقد أهنتم موقع رئاسة الحكومة أكثر من مرة بإعلان الوزراء بكل وقاحة بأنهم سيذهبون لملاقاة وعقد لقاءات مع وزراء النظام السوري رغما عن الحكومة، وتجاوزا لصلاحيات الحكومة التي يفترض بكم أن تأخذوا موافقتها على هذه الزيارات؟ هل أنتم مع عودة الرئيس الحريري لتطبيق القرارات الدولية 1559 و1701 التي تؤكد سيادة لبنان ومنع أي سلاح ميليشيوي غير سلاح الدولة؟ هل أنتم تريدون حقا أن يعود الرئيس سعد الحريري لأجل لبنان أم لأجل كونكم تريدون عودة الرئيس سعد الحريري إلى حكومة تقف معكم في حربكم على الدول العربية وتجعلون لبنان في الحرب مع هذه الدول العربية؟ لا يا سادة، لن يعود الرئيس الحريري ليساند مشروعكم وحربكم على الدول العربية، لن يعود الرئيس سعد الحريري إلا على الثوابت والمبادىء التي يحتاجها الوطن وهي مطلب كل الوطنيين الشرفاء في هذا البلد".
وقال: "لذلك أنا لا استغرب مطالبات قوى 8 آذار والذين أسميتهم ببراكيل السياسة، الأفاعي السامة التي تطالب بعودة الرئيس الحريري وهم متهمون بقتل والده وبقتل النواب والوزراء والإعلاميين وصولا إلى اللواء الشهيد وسام الحسن، هؤلاء غير مستغرب أن يذرفوا دموع التماسيح وأن نسمع فحيح هذه الأفاعي السامة، ويظن من يسمعها أنها تريد الخير للبنان، وهي لا تريد إلا الشر بلبنان، والإطباق على لبنان وخنق لبنان وأن تجعل من لبنان منصة للحروب ولخدمة المشاريع الخارجية، ويريدون من اللبنانيين أن يكونوا مرتزقة في المشروع الفارسي كما كان يفعل قورش ملك الفرس القديم الذي كان يعتمد على المرتزقة في خدمة مشروع فارس في ذلك الوقت، كما هو النظام الإيراني اليوم الذي لا يعتمد على قوة إيران العسكرية وإدخال جيوشها في الحروب، فالمرتزقة اللبنانيين والمرتزقة الأفغان والباكستانيين والمرتزقة السوريين والعراقيين والكوريين ومن شتى أصقاع الأرض من عصابات ومرتزقة كلها لضرب استقرار العالم العربي والإسلامي وخدمة المشروع الفارسي الصفوي في هذه المنطقة".
أضاف: "أنا لا أستغرب أن يكون هؤلاء يطالبون بعودة الرئيس الحريري لخدمة مصالحهم وتغطية جرائمهم ولتشريع وجودهم وسلاحهم في لبنان وخارج لبنان، وليقوم الرئيس الحريري بعد أن يقوموا بمغامراتهم بالذهاب إلى الدول الشقيقة والصديقة ليحمي لبنان ويدافع عن لبنان ويغطي على جرائمكم وأعمالكم القذرة، لذلك أنا أطالب وأستنكر ما يصدر عن من هم مع الرئيس سعد الحريري الذين يطالبون بعودته، لا تطالبوا بعودته فهو في أحضان أمينة في مملكة الخير، في الدولة التي قدمت للبنان كل خير، هو بين أهله، ولكن طالبوا بالتمسك بالمبادىء وبأسباب الإستقالة التي قالها. لا تنجروا مع دعايات 8 آذار، مع جماعة البراميل وجماعة المتفجرات، ميشال سماحة وعلي المملوك وبشار الأسد وعصابات إيران في المنطقة".
وتابع: "من يحب الرئيس سعد الحريري عليه أن يقف معه في مطالبه التي أعلنها وكانت سببا للاستقالة، هل أنتم تريدون الرئيس الحريري ليعود لكي يغطي على جرائم "حزب الله" أم أنكم يجب أن تقفوا موقفا قويا برفض عودة الرئيس سعد الحريري لترؤس الحكومة لتخدم مشروع إيران في المنطقة؟ لذلك نطالب بتطبيق كل ما قاله الرئيس سعد الحريري في بيان الإستقالة، فالإستقالة هي إستجابة لمصلحة الوطن أولا، ولمصلحة الشعب اللبناني ثانيا، وهي مصلحة للرئيس سعد الحريري بالذات. هل تريدون عودة الرئيس سعد الحريري لتكون شعبيته منخفضة؟ ليكون وضعه السياسي غير مريح؟ هل تريدون إغتياله سياسيا؟ هل تريدونه أن ينضم إلى محوركم كما طالب علي أكبر ولايتي؟ بأنهم إنتصروا وأن محورهم إنتصر؟ وعلى لبنان والرئيس سعد الحريري ان يكون في هذا المحور؟ في معاداة العرب ومعاداة الأشقاء والأخوة والاصدقاء الحريصين على لبنان؟"
وقال: "أعتقد ان على الفريق الذي يؤيد الرئيس سعد الحريري في مبادىء الحرية والسيادة والإستقلال أن يقف إلى جانبه في هذه الإستقالة الرافضة لهيمنة حزب إيران وميليشيات إيران على القرار اللبناني، على الحكومة اللبنانية وعلى الدولة اللبنانية. كما أطالب فخامة الرئيس بأن القضية ليست قضية عودة الرئيس سعد الحريري، بل عودة الحرية والسيادة والإستقلال إلى هذا البلد، نريد موقفا يحافظ على الدستور برفض السلاح غير الشرعي، نريد موقفا مطالبا بتطبيق القرارات الدولية 1701 وما سبقه. نريد موقفا يحمي حرية وسيادة هذا البلد ويمنع المعتدين على الأمن العربي. ميليشيات لبنانية يا فخامة الرئيس تعتدي على السعودية والكويت والبحرين والسوريين، ثم القضية تتحول إلى معرفة مصير الرئيس سعد الحريري؟ الرئيس سعد الحريري يلتقي وزراء أوروبيين، وسفراء دول كبرى، يلتقي مع سفير المملكة العربية السعودية في لبنان، ويطير إلى الإمارات والبحرين، هو بين أهله ومع الأمة ويرفض أن يكون جزءا من الحرب على الأمة وعلى السعودية".
أضاف: "لذلك نحن نطالب فخامة الرئيس بالإستشارات النيابية وفق الدستور، وكل التفسيرات المغلوطة هي لذر الرماد في العيون وحرف القضية الأساسية عن مسارها بأنها وكأن الرئيس سعد الحريري محتجز في السعودية، ومعتقل في السعودية، المعتقل يستقبله خادم الحرمين الشريفين؟ المعتقل يطير إلى خارج السعودية ويعود ويلتقي بمسؤولين فرنسيين وسفراء أوروبيين وغيرهم؟ المطلوب أن نحافظ على سيادة هذا البلد وأن نلتزم بدستور هذا البلد وبالقانون في هذا البلد، وأن يلتزم كل ابناء البلد بما إتفق عليه اللبنانيون. نطالب فخامة الرئيس بأن يلتزم حزب لبناني بإعلان بعبدا وان يلتزم الحزب الذي يدعي بأنه لبناني وهو حزب إيراني، أن يلتزم بالنأي بالنفس بسياسات الحكومة، أن يلتزم بالمصلحة العربية المشتركة، ان يلتزم بمصلحة لبنان ولذلك كل الكلام الذي يستجيب لبروباغندا الحزب الإيراني ولمشروع إيران بالمنطقة بتحويل القضية عن مسارها الطبيعي هو أمر مرفوض".
وتابع: "ان إستقالة الرئيس سعد الحريري منعت هيمنة "حزب الله" على لبنان، وهي مصلحة للبنان ولشعبية تيارالمستقبل ولمصلحة الرئيس سعد الحريري شخصيا بعد أن مارس كل أنواع التنازلات والتعاطي مع هذا الحزب بمسؤولية وحرص على لبنان، وما قدم على حسابه الشخصي وحساب تياره وعلى حساب أهل السنة والبلد كله، ولكن هؤلاء لا ينفع معهم إلا المواجهة، لذلك نحن نعتبر أننا في مواجهة سياسية مع هذا الحزب الذي يريد الهيمنة على لبنان، ولن نسلم له هذا الأمر أبدا، وإذا كانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت الحرب على أدوات واذرع إيران في المنطقة، فنحن إلى جانب المملكة العربية السعودية، نحن جنود في المشروع العربي الذي يدافع عن الأمة ويدافع عن السيادة وعن المصالح المشتركة ويخدم لبنان ولا يخدم أعداء لبنان".
وقال: "أطالب فخامة الرئيس وكل الغيورين في لبنان بحماية دولية للبنان لأن الميليشيات في لبنان وسلاحها الغادر قد إغتال شخصيات وهدد الحياة الديموقراطية ، وضرب السيادة اللبنانية واعتدى على العلاقات العربية، ولبنان أصبح اليوم منصة ومركزا لتدريب العصابات ضد العرب، ضد السعودية، ضد الخليج، ضد الاشقاء العرب لخدمة إيران ومشروعها، وأعتقد أن السعودية كما قلت منذ أكثر من شهر أنها أعلنت المواجهة مع إيران وليست القضية لعبة، وأقول لمن لا يتبصر بحقيقة الأمور أن السعودية أعلنت المواجهة والحرب في عاصفة الحزم عسكريا وأعلنت الحرب على لبنان وعلى حكومة لبنانية تغطي الحزب الإرهابي في لبنان، ونحن لن نقبل أن نكون في حلف مع حزب إرهابي ومع مشروع إرهابي فارسي ضد العرب وضد مصالح لبنان وضد إستقلال لبنان".
وختم الضاهر: "لذلك نطالب بحماية دولية للبنان، ونطالب الأمم المتحدة بمنع جعل لبنان ساحة للصراعات ولخدمة المشاريع الأجنبية، كما أطالب تيار المستقبل وكتلة المستقبل بتحقيق الأهداف التي أعلنها الرئيس الحريري بكل وضوح، وألا ينجروا وينساقوا إلى ما يطالب به حزب إيران وبراكيل السياسة أعداء لبنان وحريته وسيادته واستقلاله، أمر غريب لم يعد أمام الذين تضرروا من استقالة الرئيس سعد الحريري إلا أن يطالبوا بشدة بعودة الرئيس سعد الحريري ويقولوا لبيك سعد الدين لبيك سعد الدين، نحن بانتظارك في لبنان لتخدمنا ولتغطي على عيوبنا ومساوئنا وإرتكاباتنا في الدول العربية وفي العالم كله وخدمة لمشروع إيران في المنطقة".