نظم، اليوم الأحد 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 سباق ماراثون بيروت، انطلاقاً من واجهة العاصمة البحرية (وسط) بمشاركة أكثر من 48 ألف رياضي من لبنان ودول عربية وأجنبية، موجهين تحية وفاء لرئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، الذي يغيب عن المسابقة لأول مرة.
إدارة المهرجان الذي تنظمه "جمعية بيروت ماراثون" قررت إهداء الدورة الخامسة عشرة من المسابقة إلى الحريري كتحيّة وفاء له.
ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون، السبت، المشاركين في "ماراثون بيروت" إلى أن يركضوا تحت شعار "عودة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى لبنان"، لتأكيد التضامن معه وجلاء الغموض الذي يكتنف وجوده خارج لبنان، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية.
وتحول الماراثون المقرر منذ فترة، إلى حدثٍ سياسي رفع خلاله اللبنانيون لافتاتٍ تُطالب بعودة الحريري، وارتدوا قبّعات كُتب عليها "نريد استعادة رئيس حكومتنا".
وانتشرت صور الحريري على الطرقات وعلى قمصان العدائين والمشاركين، الذين بلغ عددهم بحسب رئيسة جمعية "بيروت ماراثون" مي الخليل 48 ألفاً، فيما توزع العدّاؤون الأجانب على 110 جنسيات مختلفة.
وفي حديث للأناضول، أكدت مي الخليل، مديرة الجمعية المنظّمة، أن "هنالك مشتركين من 110 جنسيات (إفريقية وأوروبية وعربية وآسيوية) وهذا رقم كبير جداً قياساً للظروف الراهنة التي يمرّ بها لبنان".
وأضافت أن "هنالك 3500 شخص أتوا إلى بيروت للمشاركة في المسابقة وتمضية عطلة نهاية الأسبوع، بالتالي هذا الأمر ساهم في تحريك عجلة السياحة في ظل مخاوف من المجيء إلى..".
واعتبرت الخليل أن "الحركة السياحية الرياضية أضافت إلى لبنان الكثير، فيما وصلت مصاريف المسابقة نحو 1.3 مليون دولار أميركي".
وتابعت "لكن مردود هذه المسابقة وصل نحو 13 مليون دولار أميركي ما يعني أنه كان إيجابياً جداً على القطاع الاقتصادي السياحي في هذه المرحلة الصعبة".
ولفتت إلى أن هذه الدورة "كانت مخصصة لدعم السلام في المنطقة، أضيف إليها تحية خاصة إلى الرئيس الحريري الذي غاب لأول مرة عن المسابقة التي كان يشارك فيها بالركض".
من جانبه اعتبر جمال عيتاني، رئيس بلدية بيروت، في حديثه مع "الأناضول "أن هذه المسابقة التي تزداد نجاحاً سنة بعد سنة انطلقت في 2002 مع 6 آلاف مشترك، واليوم وصل عدد المشاركين 48 ألفاً و500 شخص من لبنان والعالم".
وعبّر عيتاني عن حزنه لغياب الحريري، مستدركاً أن "وجوده المعنوي كان طاغياً من خلال الإهداء الخاص المصحوب بلافتات كبيرة وصور للحريري على مدخل وسط بيروت التجاري".
وأكّد أن اقتصاد بلاده "سيكون ممتازاً كون إرادة الشعب اللبناني قوية جداً ولا يتعب ولا يملّ من أي ضغوطات تصيب بلده وأكبر دليل هذا المهرجان الذي شارك فيه من عمر 10 سنوات حتى الستين".
تجدر الإشارة أن معظم المؤسسات المصرفية والمدارس والجامعات الوطنية شاركت في المسابقة.
كما كان لافتاً تخصيص مسار لذوي الاحتياجات الخاصة الذين شارك منهم نحو 300.
كما شارك عناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ضمن فئة السباق الأطول (48 كم)، إضافة إلى (28 كم و8 كم و5 كم).
إلى ذلك، قالت نهلا الرفاعي، مسؤولة الطاقم الطبي المشارك من مستشفى الجامعة الأميركية، أن مجموعة من الأطباء والممرضين قرروا المشاركة وتقديم فوزهم (حال تحققه) إلى جمعيات تهتم بمعالجة سرطان الثدي الذي باتت أرقامه تثير المخاوف في لبنان.
وضمن اللافتات المنتشرة كانت هناك لافتة عملاقة كتب عليها كلنا ناطرينك (كلنا منتظرينك)
وتفاعل اللبنانيون على شبكات التواصل الاجتماعي مع الحدث مطالبين بعودة الحريري الذي يقول مسؤولون لبنانيون إنه محتجز في السعودية وأعلن استقالته من هناك على غير رغبته، فيما تقول الرياض إنه موجود بكامل حريته.