«كنتُ في طريقي إلى أبوظبي برحلة عمل خاصة لا شأن لها في الإعلام، وحين وصلت، وجدتُ أنّ الرئيس الحريري كان قد حاول الاتصال بي، فعادوتُ الاتصال ليُخبرني قائلاً: «صرلك فترة بدك مقابلة، تفضّلي»، فأجبته:«بالطبع» وهكذا تمّ الأمر».
بهذه العبارات، شرحت الإعلامية بولا يعقوبيان (الصورة)، اليوم، لصحيفة «النهار»، تفاصيل إستدعائها الى الرياض لإجراء مقابلة مع سعد الحريري. هكذا، على وجه السرعة، تم إستدعاء يعقوبيان، لتنفيذ هذه المهمة، يرافقها مدير الأخبار في قناة «المستقبل» نديم قطيش، على متن طائرة خاصة. جاء ذلك بعدما بعد إستنفدت السلطات السعودية حيلها بخصوص حركة ووضع الحريري في الرياض، لجهة سفره الى أبوظبي، أو استقباله سفراء غربيين، أو حتى أمس، ملاقاته للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، إثر عودته من المدينة المنورة. يبدو أن كل هذه «التخريجات» لم تلق صداها في الداخل اللبناني، المجمع على ضرورة عودة الرئيس المستقيل، الى بلاده، وخروجه من الإقامة الجبرية التي تفرضها المملكة عليه. لجأت الأخيرة الى خروج الحريري بمقابلة تلفزيونية، أعلنت عنها حصراً أمس، قناة mtv، وحدّد بعدها في ساعات المساء إسم المحاور للحريري، فوقع الإختيار على بولا يعقوبيان.
المقابلة التي ستبثها قناة «المستقبل»، وتعيد بثها قنوات لبنانية أخرى، لم يجر الجزم بموعد ثابت لها، بدت كأحجية ضمن سيناريو من التشويق والإثارة: «لا أؤكد بعد إن كانت ستُبثّ الليلة أم لا، لكنّني متوجّهة إلى الرياض اليوم مع فريق البرنامج بغرض إجرائها». كلام ليعقوبيان أيضاً، يظهر التخبط في تحضير وتوقيت هذه الإطلالة المنتظرة. ومن الطبيعي اليوم، إعادة الإعتبار لهذه القناة التي يملكها الحريري، بعد الضربة التي تقلتها الأسبوع الماضي، بخروج الأخير من على شاشة «العربية»، لإعلان إستقالته، بدل «المستقبل».
الأمر لم يقف هنا، بل انتشرت في الساعات الماضية، أخبار مفادها أن فريق القناة التقني لن يرافق يعقوبيان وقطيش، وقد منع من المجيء الى الرياض. فرضية جائزة في وضع الحريري الحالي، بتولي فريق تقني سعودي مهمة تنفيذ هذه الحلقة. طبعاً، الإعلامية اللبنانية، عزت هذا الأمر الى ضيق الوقت، وعدم جهوزية الفريق «لوجستياً»، واصفة ما حدث بـ «الطبيعي».
كثر من الناشطين/ات، على المنصات الإجتماعية، شبهوا ملابسات هذه المقابلة، بما حدث مع مخطوفي «إعزاز»، عندما اضطروا لمديح جلادهم «أبو إبراهيم» ومعاملته الجيدة لهم، وهم واقعون تحت الأسر والإحتجاز. هذه الحادثة تتقاطع مع الحريري المحتجز اليوم على الأراضي السعودية، ومع ما سيقوله في الإطلالة المنتظرة، لكن ماذا عن الأسئلة؟ هل وضعت أيضاً على وجه السرعة، أم كانت جاهزة من هناك «نظراً لضيق الوقت»؟