أليس هادي محتجزا في السعودية قبل الحريري؟ أليس رهينة ضالعا في العدوان على شعبه؟ أليست دعوة فرنسا الحريري وعائلته موجة جديدة من تظهير سلوك إرهاب الدولة السعودي؟ كل هذه أسئلة بديهية ومعروفة ومطروحة على الدوام. ولكن السؤال الملح هو التالي: لماذا لا ينزل زعماء أوروبا الأبطال الذين ظهروا هذه الأيام بمظهر المناهض للسلوك السعودي الشاذ عن كل شيء، لماذا لا ينزلون لقضاء ليلة واحدة في صنعاء ولقاء القوى اليمنية المواجهة للعدوان؟ لماذا لا يرسلون قوافلهم لفك الحصار عن اليمن؟ لماذا لا يقررون مقاطعة السعودية إلى حين خروجها من اليمن؟ ولماذا لا تجمد الأمم المتحدة عضوية السعودية لنفس السبب ومن أجل نفس الهدف، وكذا مجلس الأمن؟ ولماذا لا تقرر الجامعة العربية طرد السعودية من مجلسها؟ كل هذه الأسئلة تبدو ساذجة جدا، ولكنها توضح إلى أي درجة يشكل اليمن المقاوم الحر السيد الموحد تهديدا استراتيجيا للقوى العظمى التي تشارك في العدوان على اليمن بالأسلحة والغارات وبالصمت والتوظيف مقابل أموال الدماء.
كان واضحا عندنا منذ البداية، ضمن ما نشرناه، ان السعودية تريد تدفيع لبنان ثمن وقوفه مع اليمن وان اليمن هو مفتاح كل حرب وكل سلم في المنطقة وان عقدة اليمن تعبر عن لعبة العروش وإرادة تقطيع الإرادات في محور المقاومة، وان قضية الحريري تتجه إلى التدويل في معرض المأزق السعودي وفي معرض غسل الهزائم السعودية. ما عززته تصريحات الرئيس الصماد وقيادة أركان الجيش اليمني. هذا علاوة على ما اعترف به الكيان الصهيوني على القناة العاشرة العبرية وعن الرغبة في تشكيل ناتو عربي وكذلك الوثيقة السرية السعودية-الإسرائيلية عن التطبيع الشامل في إطار ما يسمى صفقة القرن.
وعلى كل ذلك، وفي سياق بيانات الهيئات الدولية المتتابعة ومتابعة العالم لتفاعل قضية الحريري التي تطفو على السطح وفي عمقها قضية اليمن وقضية محور المقاومة بشكل عام، نعتقد أن اللحظة المناسبة الحاسمة قد تهيأت موضوعيا وذاتيا ومحليا ودوليا لتقرير مصير اليمن ومستقبل العدوان الهمجي الغاشم والفاضح على اليمن إنسانا وارضا ومصيرا.
ومن أجل ذلك نوجه الرسائل التالية إلى من يعنيهم الأمر:
1- تصعيد المواجهة هجوميا
2- إقرار الحسم يمنيا
3- إقرار فك الحصار عن اليمن إنسانيا وإن كلف ذلك الشهداء
4- ربط كل قضايا المنطقة بحل ملف اليمن دون شروط
غدا تدفع السعودية في داخلها ثمن الاعتداء على اليمن وتنتهي سطوتها السياسية والاقتصادية على كل مع شاركها طوعيا العدوان، ويظل هؤلاء جميعا متخبطين في معتقل محور الارهاب الصهيوني والاستعمار الغربي. وان غدا لناظره.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع