قد يرى البعض أن مسألة معاداة آل سعود هي مجرد مسألة سياسية. وهي حتما كذلك في جانب اساسي منها. لكنها أيضا تتخطى السياسة لتصبح مسألة أخلاق، لتصبح مسألة أن تكون إنسانا أو أن تفقد إنسانيتك. اليوم، الآن، معاداة ال سعود هي حتما معيار لانسانيتنا، إذ لا يمكن، تحت أي منظومة فكرية أو دينية أو أخلاقية أن تكون غير معاد لآل سعود وان تستمر بالادعاء انك انسان.

إذاً، المسألة ليست شعارا تقتضيه المرحلة، ولا خلافا ينتهي بجلسة عتاب. 
وهنا، يطرح السؤال نفسه، لماذا؟ بجمل قصيرة، بسيطة، حقيقية، لا بأس من التذكير لِمَاذا "ضد آل سعود":
- ال سعود، سلالة قامت على القتل. وهنا يتوجب التمييز بين " أهل بلاد نجد والحجاز" الذين نسبتهم هذه العائلة زورا لنفسها، فسموا الأرض باسمهم، ونسبوا ناسها لسلالتهم التي الف الف لعنة ترافقها من الميلاد إلى الزوال.
- قامت هذه العائلة، بالإضافة إلى القتل، على السلب والنهب والاتجار بالبشر، فعادت بمجتمعها إلى ما قبل الجاهلية.. ولا سيما في ما يتعلق بحياة النساء.
- علاقة ال سعود بالصهاينة ليست علاقة مستجدة، بل هي بدأت منذ نشأة الكيان الصهيوني، ليصبح الكيان السعودي رديفا له، ووكيلا مساعدا حيث يعجز الاصيل.
- ان التحوّل السعودي إلى أداة صهيونية غربية، وان كان ليس جديدا، الا انه اتخذ شكله الأكثر وقاحة منذ بدء العدوان على اليمن العزيز. لا سيما أن ال سعود استنسخوا نفس الأساليب الصهيونية في القتل والتدمير الممنهج، وارتكاب المجازر، وتجنب المواجهة "رجلا لرجل" لأنهم، كما الصهاينة، مهزومون في هذه المواجهة.
- الدور السعودي الأساسي في معاقبة سوريا على دعمها للمقاومة، عبر تمويل وتأسيس وتحريك مجموعات إرهابية تحت مسميات مختلفة، ليس خافيا على احد. هذا الدور المستمر والذي يواجه الفشل المستمر هو خلفية السعار الذي أصابهم لا سيما بعد صمود سوريا وتماسك النظام العربي السوري في مواجهة الإرهاب والترهيب السعودي.

- استخدم ال سعود كل ما يملكونه من أدوات وأساليب لتحويل العالم العربي إلى حديقة آمنة يسرح فيها الصهاينة، فجاهروا بالتطبيع وكانوا من المشاركين في خذلان فلسطين.

- تعامل ال سعود وحاشيتهم دوما مع محيطهم العربي على طريقة حديث النعمة فنهبوا ما نهبوه من اليمن والبحرين. ووظفوا ملوكا ورؤساء يعملون وفق التعليمات السعودية، ومولوا كل ما يمكن أن يكسر إرادة الشعوب العربية في محاربة الصهاينة.
- تصرف هؤلاء ومن معهم دوما مع شعوب دول المنطقة ولا سيما في لبنان والأردن ومصر، وكأنهم مجرد قطعان من جوارٍ وعبيد. فتحولوا الى السائحين الذين يحاولون شراء كل ما يمكن ولا يمكن بيعه، فارتبط اسم السائح السعودي دائما بصورة الغني الباحث عن النساء والكحول وحتى المخدرات، في بلادنا. حتى أصبح قطاع السياحة بمعظمه قطاع "خدمات" بعيدا كل البعد عن الآثار والثقافة والتعرف إلى بلاد أو منطقة.
- حاول ال سعود شيطنة كل الرموز التي قاومت ودعت إلى مقاومة الصهاينة منذ عبد الناصر إلى السيد نصر الله، ولذلك وظفوا ومولوا مؤسسات إعلامية وبحثية ومدوا على أعتاب سفاراتهم طوابير من المستكتبين والاجراء والمخبرين. وجنونهم اليوم ضد لبنان يعود إلى فشلهم الذريع في اختراق بيئة المقاومة، التي كلما حاولوا كسرها زادت صلابة، وان كانت مشكلتهم في المرحلة السابقة هي حزب الله، فمصيبتهم اليوم هي في دولة لبنان المتمثلة برئيس جمهورية برتبة مقاوم شريف.

- اختطف ال سعود رئيس حكومة لبنان، حليفهم وربيبهم، واجبروه على تلاوة بيان الاستقالة بسبب فشله في تحجيم حزب الله بالدرجة الأولى، وفي سياق غرورهم الذي صوّر لهم أنهم بذلك سيشعلون فتنة في لبنان، وبعد أن ظنوا أن الخصوم السياسيين لرئيس الحكومة سيتخلون عن المطالبة به. فأصيبوا بصدمة من التفاف الدولة بكل مكوناتها حول السيادة والكرامة الوطنية، فبحثوا عن مخرج من ورطتهم عبر ما سمي "بالدعوة الفرنسية"  لسعد الحريري.

اما بالنسبة لسعارهم في ما بينهم، وقيام بن سلمان باحتجاز وربما "تعذيب" أقاربه من الأمراء فذلك، كما نقول دائما، شأن لا يعنينا، ولا نضيع وقتنا بالحديث عنه. فمن عادة الكثير من الكائنات الحية أن تتنافس في ما بينها حد الفناء من أجل السلطة والبقاء.

لهذا، ولأسباب لا مجال لذكرها الان، نحن ضد ال سعود.. ضدهم بكل ما اوتينا من إنسانية كتبها شهداؤنا بدمهم الذي سقى الأرض من فلسطين إلى اليمن، ومن سوريا إلى العراق، ومن البحرين إلى لبنان. ضدهم بكل ما اوتينا من أخلاق زرعتها فينا بيئتنا المقاومة.. بكل ما أوتينا من يقين بالحق، وبحرية أرضنا الخيرة التي لن تصبح حرة كما نستحق وتستحق، الا بزوال الصهاينة، الذين بعضهم ال سعود.

المصدر: شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع