الأسبوع الماضي أعلن قائد فيلق القدس قاسم سليماني انتهاء داعش بنسختها الراهنة, انتصر محور المقاومة إذاً على التنظيم التكفيري. خلال المعارك الأخيرة مع التنظيم في جبهات العراق وسورية، سارع الأمريكي بتغطية إسرائيلية وعربية رسمية لإنقاذ من يمكن إنقاذه من العناصر الداعشية الفارة من البلدين، والهدف: إعادة إنتاجهم وتشغيلهم في بؤر جديدة بما يخدم التحالف المتنامي الخارج من السر إلى العلن بين آل سعود و"إسرائيل". 

وبالأمس ضرب الإرهاب الوهابي في سيناء الشهيدة، ميعاد موسى بن عمران - سلام الله عليه-, تكفيريون يهاجمون مسجدا يجتمع فيه أبناء الطرق الصوفية، مئات الشهداء والجرحى، وحتى كتابة هذه الكلمات لم يدن النظام السعودي الجريمة، بينما سارعت أطراف محور المقاومة إلى الادانة بأشد العبارات, حزب الله قال في بيانه: إن عملية سيناء هي نتاج الفكر الوهابي التكفيري, لم لا؟ فابن تيمية الحراني شيخ الإسلام لدى السلفيين، ومصنفات محمد بن عبد الوهاب، وهيئة العلماء الوهابية في المملكة السعودية  تنص بصريح العبارة على جواز قتل الاشاعرة، والمتصوفة والمعتزلة، باعتبارهم خلفا لسلف المشركين! انهم الآباء المؤسسون لتنظيمات الإرهاب السلفية، وأفكارهم دين الإرهاب المتأسلم, أسس له الأمويون قديما بقتل أهل البيت عليهم السلام وخيرة الأنصار والمهاجرين. هذا المنهج الذي تفوح منه رائحة البترودولار لا يزال يدرس في المدارس السعودية والسلفية في العالم الإسلامي.


لا جديد في السياسة السعودية وليس الأمر متعلقا بمحمد بن سلمان ويده الممدودة في العلن إلى الصهاينة لكن تداعيات هزيمة النظام السعودي المصطنع بالحجاز على يد محور المقاومة في ساحات الصراع جميعا ستجعل أدوات هذا النظام تضرب في كل الأماكن الرخوة، خاصة إذا اتفق أن لإسرائيل مصلحة ما في هذه الأماكن. مصادر أمنية مصرية كشفت اليوم أن المهاجمين استخدموا شرائح هاتفية إسرائيلية ويرفض الإسرائيليون تزويد المصريين بالمعلومات حول ذلك. 

هل نفهم أن مصر تتعرض للعقاب؟ الرئيس السيسي تلكأ مؤخرا في مجاراة حماس السعودية ضد لبنان ومقاومته، واعتذر عن عدم المشاركة المصرية في الحرب على اليمن، كما أن عشرات الدواعش المصريين بحسب بعض التقارير الصحفية قد عادوا إلى ديارهم عبر الأراضي الفلسطينية المحتلة بتسهيل وحماية اسرائيلية، فهل أعطي هؤلاء الضوء الأخضر بالفعل لتنفيذ هجمات وإحداث فوضى في الداخل المصري؟

 ما الحل؟ الأجواء الحالية في المنطقة وبالتوازنات الجديدة تمنح النظام المصري فرصة نصف استدارة وانفتاح على محور المقاومة الذي لوحده هزم دولة الخلافة الداعشية المزعومة، وفرمل تمددهم في بقية المشرق العربي. 
على المصريين أن يتعلموا الدرس فكل من يشترك مع السعوديين في نعت المقاومة ومحورها بالإرهاب فإن الدوائر ستدور عليه (قطر نموذجا). وبخصوص مصر فإن العقدة أزلية في السعودية منها ومن ودورها, ولن يسمح لها بالنهوض, فهل يتدارك نظام السيسي إنقاذ بلده قبل فوات الأوان؟

*كاتب فلسطيني
 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع