مرّت شهور طويلة على بدء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن. شهور خاض فيها شرفاء اليمن وأحراره كل أشكال المقاومة والصمود. فشل العدوان في تحقيق أهداف أميركا وال سعود، فحوّل أطفالنا في اليمن إلى بنك أهداف. وهي عادة الصهاينة حين يصابون بجنون الهزيمة.
مرت شهور طويلة وما عادت أخبار اليمن تحتل عناوين النشرات الإخبارية ولا مانشيتات الصحف. ما عاد الموضوع يجتذب كما الشائعات والاضاليل مستمعين وقراء. بدا الأمر وكأن كل ما يجري فى اليمن هو حدث في كوكب آخر، كوكب فتكت الكوليرا بأجساد أطفاله، ومن نجا منهم تكفلت باغتياله طائرات العدوان، ومن لم يلفظ آخر أنفاسه تحت ركام بيته، مضى شهيدا من مجاعة فرضها الحصار السعودي. كل ذلك في محاولة لتطويع الخنجر الحر في اليمن. ولا الخنجر قابل لأن يصبح أداة اميريكية، ولا حاملوه قابلون لأن يكونوا نسخا مزورة عن خونة كبار. ذنب اليمن انه ولد عزيزا وحرا، وذنب أطفاله انهم أبناء العز وحزنه.

#انقذوا_اطفال_اليمن شعار وجب أن يكون قبل ان تصل الحال بأطفال اليمن إلى هذا الكم من الوجع. لم يكن ليمنع عنهم ربما خطر الكوليرا، لكنه كان سيكون أقل واجب نقوم به تجاههم إن كنا ارتضينا مواقع التواصل ساحة حرب افتراضية موازية للواقع. وما كان سيشكل درعا مضادا للصواريخ التي تنهمر فوق رؤوسهم، لكنه كان سيكتب للتاريخ أن أطفالنا كانوا هناك، تحت الركام وفوقه، وحوله وبقربه، وكنا نتفرج لكن ليس بصمت، وما كان سيؤمن لهم الحد الأدنى من الغذاء، أقله الكافي للبقاء على قيد الحياة، لكنه كان سيجعلنا أكثر حركة حيال هذا الكم وهذا النوع من الظلم. تأخرنا، أو ماطلنا عبر تمرير أخبار اليمن من حين إلى آخر كمن يحاول إسكات ضميره. 
عمليا، نحن عاجزون عن إنقاذ أطفال اليمن. فما يجري عليهم وعلى كل الأحرار اليمنيين ليس هجوما كلاميا، ليس مناظرة تلفزيونية، ليس معركة افتراضية. الشيء الوحيد الذي سينقذ أطفال اليمن هو ما يفعله اباؤهم الابطال هناك.  القتال، القتال الذي يخوضونه ببسالة من لا خيار لديه سوى النصر، بعظمة من لا يكسره الوجع الذي يأكل سنين عمر أطفاله، بقوة من يعرف ان الحق سلاحه وساحته. بحب، بحب من يعرف ان أرضه إباء وعز، ويعي انه يوم يترك لآل سعود حرية تدنيسها لن يستحق أن ينتسب لاسمها، لترابها وللدم الهاطل فوق أعتاب بيوتها، كسيل من حريق وكرامة.

من جهة أخرى، يخوض أطفال اليمن بطولة الصمود ربما لأنهم أبناء الأصل الجميل أبناء الذين بالفطرة يتمتعون بكرامة يفتقدها الكثير من الراشدين في عالمنا. فهم أكثر إدراكا لمعنى الصمود والصبر والمقاومة من ساسة وإعلاميين يدّعون الإنسانية ويبكونها من أجل صاروخ مبارك أطلقه الأحرار على الرياض، عاصمة الارهاب. أطفال اليمن هم من ينقذ أطفالنا عبر تلقينهم مرتزقة ال سعود درسا في عدم جدوى القصف ضد شعب يجرى في عروقه العز مع الدم، وهم من يرفعون عيونهم المفتوحة ملء الوجع في وجه كل العالم، ويدينونه، ويحاكمونه ويكشفون حجم هشاشة ال سعود واربابهم، في عجزهم عن مواجهة اليمنيين رجلا لرجل، في ساحة معركة أو عند نقطة قتال.
إذاً، في اليمن لنا فلذات اكباد يعيث فيهم ال سعود إيلاما وتجويعا وقتلا. ولنا قطع من أرواحنا تصغي إلى صوت الهبوب القادم من هناك، وتحاول أن تتلقف الصوت بآذان القلوب. وأما نحن، فلا نملك إلا أن نكتب لهم، وعنهم، ولم يبق لنا من قدرة على خوض الحرب مع اليمنيين الا بمؤازرتهم افتراضيا، لنخبرهم ونخبر أطفالنا، أن وجعهم الساكن في قلوبنا وعد بالنصر بعد صمود وصبر، وبعد حين، لنؤكد لهم أن لعنة دمهم المسفوك هو دمنا، وأنه سيطارد ال سعود، الذين اقترب زوالهم، وما هستيريا السعار التي إصابتهم الا بداية نهايتهم.

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع