نقل سياسي قريب من الرياض، عن أحد الديبلوماسيين السعوديين لصحيفة "الأخبار" أن الرئيس سعد الحريري حين عاد إلى بيروت بدأ يتصرف ويتحدث "وكأنه كان محتجزاً فعلاً"، وهو الأمر ذاته الذي كان قد سُجِّل عليه أثناء المقابلة التلفزيونية.
واضافت الصحيفة لا يمرّ أسلوب الحريري في بيروت والأداء الذي يظهر به عبر وسائل الإعلام وعباراته لبنانياً وغربياً، مرور الكرام في الرياض. يبدو رئيس الحكومة وكأنه تحت المراقبة في بيروت أكثر مما كان في السعودية. ومعه تظهر المراجعة الشاملة، على طريقة يمهل ولا يهمل. لأن ما يحصل على خط "المستقبل" يظهر وكأن السعودية تُستهدف من البيئة التي كانت حاضنة لها لسنوات.
وتابعت الصحيفة انه لم تقم السعودية، بما قامت به سوريا ضد عائلة الحريري، والحريري نفسه زار دمشق مبتسماً (حين كان التفاهم السوري ــ السعودي قائماً) ونام في قصر الرئيس السوري بشار الأسد. إلا أنّ ردة الفعل الحريرية على السعودية لا يمكن بعد فهمها بمعناها الواسع.
في الرياض أيضاً لا يزال الكلام على حزب الله أولوية. قيل لأحد زوار المملكة: نريد الحزب خارج العراق واليمن وسوريا. أما وجوده في لبنان، فهذا شأنكم، ومن الآن وصاعداً فليتحمل لبنان (وضمناً الحريري) وحده تبعات ما قد يتعرض له، حين يصبح تفرد حزب الله بتغطية من عون، موضع انتقاد دولي، وحين تصدر العقوبات الأميركية المتوقعة، لأن الحشد الدولي اليوم والأوروبي تحديداً، لا يتخطى القلق من تبعات الاهتزاز الأمني ارتباطاً بوجود مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان، لا أكثر ولا اقل.