اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الازمة الاخيرة باتت وراءنا وان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سيواصل مسيرة قيادة لبنان. واعتبر ان مستقبل الشرق الاوسط سيكون انطلاقا من بيروت التي تشكل نموذجا للعيش معاً في المنطقة.

 

ورأى رئيس الجمهورية ان مختلف الطوائف اللبنانية عاشت معا بصورة متواصلة منذ قرون وهذا امر سيستمر، مؤكدا ان المسيحيين سيعودون الى كل من سوريا والعراق وان الارهاب جعلنا ندرك كما انه كلما كانت اوروبا وحوض البحر الابيض المتوسط قريبين من بعضهما البعض، فان دول هذا البحر ستعود تشكل اولوية للعالم.

 

ووصف الرئيس عون ما هو قائم بين لبنان وايطاليا منذ قرون بانه صداقة وثيقة.

 

كلام الرئيس عون جاء في خلال مقابلة صحافية اجرتها معه صحيفة "لاستمابا" الايطالية الواسعة الانتشار في مستهل الزيارة الرسمية التي يقوم بها الى ايطاليا.

 

واشار الصحافي جوردانو ستابيلي الذي اجرى الحوار مع الرئيس عون الى ان رئيس الجمهورية ادار بحنكة عسكرية احدى اصعب الازمات التي تعرض لها لبنان منذ قرابة عقد من الزمن، والتي تمثلت بــ " احتجاز" الرئيس الحريري في الرياض، مشيرا الى ان الامر اتى على خلفية ازمة اكبر، تصاعدت بين المملكة العربية السعودية وايران.

 

واوضح رئيس الجمهورية، ردا على سؤال حول ما آلت اليه الازمة الاخيرة، الى ان هذه الازمة سوف تجد لها حلاً نهائيا في بضعة ايام، موضحا ان كافة الافرقاء اللبنانيين منحوه ملء ثقتهم لاجل ذلك، مقدرا وقوف العالم بأجمعه الى جانب لبنان، وكاشفا ان الدول الخمسة الاعضاء في مجلس الامن وكذلك ايطاليا والمانيا والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية والامين العام للامم المتحدة تضامنوا بشكل كامل مع لبنان في هذا الامر.

 

وسئل الرئيس عون ما اذا كان الرئيس الحريري سيبقى رئيسا للحكومة؟

فأجاب: " بكل تأكيد. لقد انتهينا للتو من الاستشارات التي قمنا بها مع مختلف القوى السياسية داخل وخارج الحكومة وهناك ملء الثقة به".

 

وردا على سؤال آخر حول الموقف من حزب الله وانخراطه في ازمات المنطقة في الوقت الذي يتمسك فيه الرئيس الحريري بحياد لبنان، اجاب رئيس الجمهورية ان حزب الله حارب ارهابيي "داعش" في لبنان وخارجه، وعندما تنتهي الحرب ضد الارهاب،سيعود مقاتلوه الى البلاد.

 

واشار كذلك الى انه سبق له ان قاد مقاومة ضد الاحتلال السوري، ولكن خرجت سوريا من لبنان، لافتا الى انه كان من الضروري ان نقوم بما قامت به كل من فرنسا والمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، اي المصالحة.

 

وقال الرئيس عون ان لبنان وسوريا دولتان مجاورتان لبعضهما البعض، ومن هنا عليهما ان يتعاونا، مشيرا الى ان التفاهم مع سوريا سمح بتأمين حدود لبنان ومحاربة "داعش".

 

ورداً على سؤال حول ان الغرب لا يفهم التعايش مع حزب الله،اجاب رئيس الجمهورية "من الواجب علينا ان ندرك ان حزب الله يشكل قوة مقاومة لبنانية نشأت بوجه الاعتداءات الاسرائيلية وهي مقاومة شعبية"، موضحا ان لبنان لم يبدأ الحرب ضد احد ابدا وان اللبنانيين يعتبرون حزب الله قوة دفاع وليس حزبا ارهابيا.

 

وتحدث رئيس الجمهورية عن مستقبل الوضع في سوريا،فاشار الى الى انها تتجه نحو اتفاق سياسي وان تغييرا سيحدث في النظام ولكن ليس للاشخاص الذين ربحوا الحرب. وكشف انه "سيحصل تطور في التركيبة السياسية للبلاد باتجاه اكثر ديموقراطية وفي خدمة عيش مشترك افضل بين مختلف الطوائف".

 

وقال ان العراق كذلك سيسلك الطريق عينها، موضحا ان السلام في سوريا هو في غاية الاهمية بالنسبة للبنان حيث انه لدينا 1600000 نازح سوري ولبنان ليس قادرا على تقديم ما يستلزمه هذا العدد الكبير من اللجوء" فنحن نريد ان يعودوا باسرع وقت ممكن".

وتحدث رئيس الجمهورية عن الانجازات التي حققها الجيش اللبناني في محاربة الاهارب وعن القاء القبض على الارهابيين الذين يحاولون التسلل باتجاه البلاد.

 

وختم كلامه بالتشديد على اهمية العلاقة التاريخية بين لبنان وايطاليا التي تعود لقرون" فأول مدرسة مارونية انشأت في الخارج كانت في ايطاليا في العام 1584، كما ان الامير فخر الدين المعني الثاني الكبير عاش في القرن السادس عشر لفترة طويلة في توسكانا وقد نقل الكثير من طرق العيش التي شاهدها الى لبنان".

 

وذكر الرئيس عون ان هناك نحو 1200 جندي ايطالي يشاركون ضمن قوة الامم المتحدة العاملة في الجنوب اللبناني اضافة الى ان ايطاليا تشكل بالنسبة الينا الشريك التجاري الثاني ونحن وقعنا للتو اتفاقا تقنيا مع شركة ايطالية واخرى فرنسية وثالثة روسية للتنقيب عن الغاز في لبنان.

وردا على سؤال حول تقييمه للاصلاحات التي اطلقها ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في المملكة، قال الرئيس عون: "ان سياستنا تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى".