أكد النائب هادي حبيش أن “الرئيس سعد الحريري قبل الأزمة التي حصلت عند ذهابه إلى المملكة العربية السعودية يختلف عن سعد الحريري بعد عودته”، موضحا “أن الأمور التي كانت تحصل من قبل، إن كان داخل كتلة المستقبل أو داخل الحزب، والمواقف التي كانت تصدر بخلاف الآراء السياسية المتفق عليها لن تحصل بعد اليوم”. وعن العلاقة التي تربط تيار المستقبل ب “القوات اللبنانية” قال في مداخلة تلفزيونية: “إنها مبنية على ثوابت وطنية منذ العام 2005 حتى اليوم”، مضيفا أن هناك “ثوابت تجمعنا بنينا عليها حلفا سياسيا كبيرا هو 14 آذار”. ولم ينف حبيش أن “العلاقة اليوم تمر ببعض من الضبابية، ولها أسبابها، وفي طليعتها التصاريح الإعلامية التي لا تخدم العلاقة بين المستقبل والقوات”.
وفي ما يتعلق بمسألة النأي بالنفس، قال حبيش “إن هناك إجماعا وطنيا حول معالجة الأزمة التي حصلت في المملكة العربية السعودية”. وأشار إلى أن “كل اللبنانيين مدركون لحجم خطورة الوضع في حال لم يتم التوصل إلى إقرار التسوية”، معلنا أن “لبنان لا يتحمل الدخول في أزمة مع الدول العربية”. وبشر اللبنانيين “أن التسوية تذهب في الطريق الصحيح والجميع يعرف ذلك”. أضاف: “أعتقد ان الجميع يدرك أن لبنان لا يتحمل الدخول في أزمة مع الدول العربية، وإذا أرادوا أن يحققوا مصلحة لبنان ومصلحة شعبه وأبنائه، يتفقون على صيغة بيان واضح ينطلق من البيان الوزاري من تطبيق اتفاق الطائف والمحافظة على العلاقات الوثيقة مع الدول العربية”. وقال “إذا تمكنا من إقرار هذا البيان الذي ما زال النقاش حول كيفية إقراره قائما، هل إقرار البيان سيحصل في جلسة لمجلس الوزراء أو سيتم إقراره في طاولة حوار يدعو إليها رئيس الجمهورية أو في جلسة لمجلس النواب؟ الأرجح أن الاتجاه ذاهب لعقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار البيان الذي لم توضع اللمسات الأخيرة عليه، هذا البيان الذي سيصدر لن يكون حبرا على ورق بل قولا وفعلا وإلا لا نصل إلى حل للأزمة المستجدة على لبنان”.
من جهة أخرى، قال حبيش “إن الحريري التقى مسؤولين كبارا في السعودية واطلع منهم على فحوى زيارات المسؤولين اللبنانيين إليها، وعلى ضوء معطياته سيتم التعاطي مع الأفرقاء كافة”، مضيفاً “لم نسمع من الحريري شخصيا أي كلام ضد “القوات اللبنانية” أو أي طرف آخر”، وقال: “سمعنا كلاما من الرئيس الحريري في مجالسنا الداخلية واجتماعاتنا، مفاده أنه سيكون هناك محاسبة للفرقاء أو الأشخاص الذين توجهوا بكلام ضد مصلحة رئيس الحكومة سعد الحريري أو تيار المستقبل”. وشدد على أن “مسألة المحاسبة متروكة لرئيس الحكومة”. وعن الكلام الذي قيل في ما يخص إبعاد بعض الأسماء القيادية في تيار المستقبل، قال: “إن مسألة المحاسبة داخل أي كتلة حزبية روتينية ولها أصول متبعة”.