منذ ثلاثة أيام، دخل حيّز التنفيذ قرار بلدية الغبيري بإقفال المقاهي عند الثانية عشرة بعد منتصف الليل. وتبلّغ أكثر من 60 مقهى القرار الذي تبدو البلدية حاسمة في تنفيذه بعدما نسّقت مع الاحزاب في المنطقة. رئيس البلدية معن الخليل لفت الى وجود توجه لدى بقية بلديات الضاحية لاتخاذ قرار مماثل لمواجهة التداعيات الاجتماعية التي يثيرها فتح المقاهي بعد منتصف الليل لجهة السماح للقاصرين بتناول النراجيل و«غيرها من الممارسات». علماً أن مواجهة «التداعيات الإجتماعية» ليست محكومة بتوقيت وأن «الممارسات» يمكن أن تحدث في أي وقت قبل منتصف الليل.
الخليل أكّد أن نسبة الالتزام بالإقفال ليل السبت الماضي كانت 100%، فيما سُجل 12 خرقا ليل الأحد، «وقد وُجهت انذارات الى المخالفين». ولفت الى أن القرار اتخذ منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بسبب تفاقم الإزعاج الذي يثيره رواد المقاهي بعد منتصف الليل، «فالأحياء السكنية ضيقة والاهالي باتوا يشتكون من الأصوات الصاخبة الناتجة عن تجمعات الشبان». وأضاف: «تأخرنا في المباشرة بالتنفيذ لازالة العوائق، واعتبرنا هذه المدة بمثابة تمهيد لأصحاب المقاهي لتقبّل القرار والالتزام به». القرار أثار استياء عدد كبير من شبان المنطقة الذين اعتبروا أنه «يستهدف وسيلة الترفيه الوحيدة» في المنطقة.
ونظّم بعضهم «مسيرات» على الدراجات النارية بعد منتصف الليل، فيما اعتبر آخرون أن قرار الإقفال لا يشكل تضييقاً على رواد المقاهي فقط، بل وعلى أصحابها في ظل وضع اقتصادي صعب.
قانوناً، يحق للبلديات إصدار الأنظمة ضمن النطاق الجغرافي التابع لها، «وذلك تحت اطار الأنظمة العامة».
ويوضح مصدر قانوني لـ«الأخبار» أن قانون البلديات (المرسوم الاشتراعي 118/77) أعطى البلديات هذا الحق، لافتاً إلى أن هذه القرارات «تنسجم وقرارات مماثلة صادرة عن وزارة الداخلية والبلديات التي حددت مواقيت لاقفال الملاهي بعد الثانية عشرة ليلاً».
ولكن، اذا كانت البلدية قادرة، بقوة القانون، على إقفال مقاه تتسبب بازعاج، فإنها، من باب أولى، قادرة على منع الازعاج عبر الزام اصحاب المقاهي بشروط ومعايير معينة كمنع «تمدد» بعضها على الأرصفة وإلزام بعضها الآخر بتركيب عوازل للصوت وغيرها من الوسائل. الخليل يلفت الى أن تجارب
المجالس البلدية السابقة في هذا السياق فشلت في وقف الازعاج إذ أن «أكثر من 90% من المقاهي لا تستوفي الشروط المطلوبة للاستحصال على الرخص التي تنص عليها وزارة السياحة. وبعضها لا يملك أدنى المعايير كوجود حمامات، فكيف سنفرض عليها معايير كهذه؟». ألا يعني ذلك أن الأولوية يجب أن تعطى لالتزام المقاهي بالشروط بدلا من تحديد التوقيت؟ يجيب خليل أن «الخطوة الأولى تكمن في اقفال المقاهي بعد منتصف الليل على أن نتخذ الخطوات المقبلة في ما بعد».