قبيل قرار دولة الكاوبوي الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس اعتبر قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي أن هذه الخطوة ناتجة عن العجز والفشل، فأياديهم مغلولة إزاء القضية الفلسطينية، مضيفا لضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران بأن الأمريكيين لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم في فلسطين، وأن النصر على الكيان الاحتلالي الغاصب حليف الأمة، وستتحرر فلسطين من دنس المحتل، وسينتصر الشعب الفلسطيني.
الأمريكيون اليوم والصهاينة طفح بهم الكيل في المنطقة، عملاؤهم من الأنظمة الرسمية، وأدوات الفوضى الخلاقة التابعة لهم من تكفيريين وغيرهم، لم يعد باستطاعتهم انجاز المهام الموكلة إليهم وحدهم؛ بسبب الحضور الفعّال لمحور المقاومة في كل الجبهات، ولذلك يعلن ترامب هذا القرار حول القدس متجاوزا تحفظات كل الإدارات الأمريكية السابقة، وتقصف إسرائيل في سورية، إلى غير ذلك من التدخلات الإجرامية المباشرة، فضلا عن نهب ما يمكن نهبه من قوت الشعوب المغلوب على أمرها، بتسهيل أمراء الخزي والعمالة.
تتكشف الأقنعة وتتجلى حقيقة الوجوه يوما بعد يوم، لا سيما الدور الخياني لآل سعود، وما يقال عن صفقة القرن لبيع فلسطين، وعذابات شعبها لأعدائه دون مقابل، ليتمايز الفسطاطان، محور مقاومة يواجه إسرائيل، والسياسات الأمريكية، ويتهيأ بكل ما تحمل الكلمة من معنى على مستوى التسليح، والاستعداد للمواجهة التي لا شك آتية، بعد هزيمة معظم الأدوات، والفسطاط الآخر كيانات عربية تعلن امتعاضها الكاذب ببيانات لا تغني ولا تسمن من جوع، منبطحة للصهاينة وتتآمر بدعم إسرائيل، وتطالب بنزع سلاح المقاومات، ما سهل للبلطجي في واشنطن تحدي العالم بهذا القرار.
ما يحصل هو اختبار لنا جميعا، مع من وفي أي فسطاط نقف، والفلسطينيون خصوصا مدعوون لمعرفة الصديق من الأخ الغادر الذي يطعن في الظهر، وإلا فإن فعلنا المقاوم المستمر سيبقى دون جدوى، ولكي لا يتمكن الأمريكي بدعم مليارات آل سعود من تمرير كارثة القرن؛ لا خيار أمام أحرار الشعوب إلا الانطلاق بحركة احتجاج واسعة على كل صعيد، لكن الزخم والتأثير الحقيقي لن يكون إلا بالفعل الفلسطيني المقاوم وبأسلوب مبتكر، هدفه الثابت ما كان يقوله الشهيد عماد مغنية: "إزالة إسرائيل من الوجود". وللمتاجرين بشعبنا الفلسطيني، لن تحموا عروشكم على حساب عاصمة الأرض والسماء، وسكين مقاوم في القدس أغلى من كل نفط الحجاز، وستصدمون كما في كل مرة بسواعد المقاومين (المغامرين) الذين ينظرون إلى أقصى مكركم وتآمركم.
نقل الوكر الأمريكي من هذه البقعة المغتصبة الى تلك لن يغير في جوهر الصراع وعظم المظلومية، والمقاوم الذي وصل بصواريخه إلى تل أبيب سيصل بها إلى القدس، فما رأيك يا ترامب إلا فند، وأيامك أنت والصهاينة وآل سلول إلا عدد، وما جمعكم إلا بدد, يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين, سنشهد نحن قبل أبنائنا زوالكم المدوي بعون الله، يرونه بعيدا ونراه قريبا.
- كاتب فلسطيني
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع