كشفت "الجمهورية" انه تتوافر معلومات عن جملة وقائع اساسية برزت خلال مواكبة الحراك المصري لعملية انتاج "تسوية بيان ​النأي بالنفس​"، ويفيد ابرزها أنّ مصر تدخّلت لمعالجة أزمة ​استقالة الحريري​ ليس من باب طرح نفسها بديلاً إقليمياً عربياً للدور السعودي في لبنان، بل هي تتصدّى لمهمة ذات شقّين: الشقّ الأول يتصل بدعم الاستقرار في لبنان الذي ترى مصر انه يتّصل مباشرة بأمنها ​القومي​، خصوصاً وأنّ معلومات استخباراتها تتابع وجود صلات بين ما يحدث في ​سيناء​ وبين حراك الجماعات الارهابية المعولمة في مخميات فلسطينية في لبنان. 
أما الشق الثاني فيتّصل برغبة مصر في تحصين التسوية التي ادّت الى عودة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ عن استقالته، أي المساعدة على ضمان حسن تنفيذ روحيّة بيان النأي بالنفس، وبالتالي إنهاء كل ذيول المشهد الأول والحاد من الإشتباك السعودي - اللبناني. والثاني، ويبدو أنه الأهم، يتمثل بالقيام بدور المساعد، ايضاً، في تحصين موقع الحريري بعد عودته عن الاستقالة، أي مساعدته على تجاوز التبعات الكثيرة التي طاولت خلال ازمة الاستقالة حيثيّته السياسية، سواءٌ ببعدِها السعودي ـ الخليجي، او ببعدها الداخلي في لبنان.
وكشفت المعلومات أنّ الحريري تلقّى نصائح عربية وداخلية بضروة أن لا يستمرّ في ​سياسة​ "إهمال" أو "إدارة الظهر" لحلفائه في ​14 آذار​، ولا سيما منهم أولئك الذين أخذوا عليه في الفترة الماضية أنه استبدلهم بعلاقة قوية نسجها مع "​التيار الوطني الحر​".