كتب طارق ترشيشي في صحيفة "الجمهورية": لبنان والمنطقة ما بعد القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل سيكونان غيرَ ما قبله، فالمخاوف من انفجار حروب جديدة تزايدت، والعين باتت على الربيع المقبل الذي يُخشى أن يكون ساخناً، على رغم أنّ البعض ما زال يؤكّد أنّ إسرائيل ما تزال غيرَ قادرة على شنّ الحرب التي تستعدّ لها منذ العام 2006. يقول قطبٌ سياسي إنّ الخطورة ليست فقط في قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقلِ مقرّ السفارة الاميركية من تل أبيب اليها، بل في في المرحلة التي ستلي هذا القرار، حيث إنّها ستكون مفتوحة على مواجهات وحروب بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وبين الشعب الفلسطيني وكلّ الدول والقوى العربية والإسلامية التي تُعارض هذا القرار الأميركي بشدّة وتتمسّك بالقدس عاصمةً أبدية لفلسطين.
فالحروب باتت متوقَّعة في أيّ وقت منذ لحظة صدور القرار الاميركي الذي لا يمكن الإدارة الاميركية الحالية وأي إدارة أخرى لاحقة ان تتراجع عنه إلّا مرغَمة وتحت وطأةِ معارضة شديدة جداً فلسطينية وعربية وإسلامية وعالمية، في اعتبار أنّ القدس تحتضن المقدّسات الاسلامية والمسيحية، وهذه المعارضة لن تُمكّن إسرائيل ولا الولايات المتحدة من الاستقرار على قرار تهويدِ القدس وسحبِها من طاولة التفاوض بين الفلسطينيين وإسرائيل على أيّ حلّ للقضية الفلسطينية.
لكنّ سياسياً مخضرماً وخبيراً في الشؤون الاقليمية والدولية تسنّى له الاطّلاع على خلفيات ما تشهَده المنطقة من تطوّرات، ينظر الى مستقبل الاوضاع في لبنان والمنطقة نظرةً متشائمة جداً في ضوء قرار ترامب، بل إنّه ينظر الى مستقبل العالم كلّه نظرةً أكثر تشاؤماً في ظلّ ما سمّاه "السياسة غير المتّزِنة" التي ينتهجها الرئيس الاميركي، والتهديدات التي يُطلقها الرئيس الكوري كيم جونغ اون ضد الولايات المتحدة الاميركية.
ويُدرج هذا السياسي الاعترافَ الاميركي بالقدس عاصمةً لاسرائيل في إطار خط عريض اسمُه المواجهة بين الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل من جهة وإيران وحلفائها وضِمنَهم "حزب الله" من جهة ثانية، ويؤكّد في هذا السياق انّ المنطقة باتت تقفُ على فوّهةِ بركان يتوقّع انفجارُه في أيّ وقتٍ من الآن، وأفضلُ ساحتين للانفجار هما الجبهة اللبنانية ـ السورية عموماََ، وجنوب لبنان تحديداً، ومنطقة الخليج، فضلاً عن احتمال استعار حرب اليمن أكثرَ فأكثر، ولكن لا أحد يَعلم متى ستنفجر الحرب على الجبهة اللبنانية تحديداً.
فالقرار الاميركي، يقول هذا السياسي، جاء بمثابة "شَحمة على فطيرة" لاندلاعِ الحرب التي تُخطط لها إسرائيل منذ ما بعد حرب 2006 لهدفِ القضاء على قوة "حزب الله" التي تراها تتعاظم، وباتت تجد فيها خطراً يهدّد وجودها".