تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 12-12-2017 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها خطاب الأمين العام لحزب الله الذي ألقاه في ختام المسيرة الجماهيرية الكبرى التي نظمها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت نصرة لفلسطين والقدس..
الأخبار
نصرالله: عالقدس رايحين شهداء بالملايين
الاخبارتناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “شدّد الأمين العام لحزب الله على أهمية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة لمواجهة قرار الرئيس الأميركي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل. ودعا نصرالله إلى عزل إسرائيل ووضع استراتيجية موحدة لفصائل المقاومة لمواجهة العدوان.
وجّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رسالة قويّة أمس ردّاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، خلال تظاهرة ضخمة احتشدت في الضاحية الجنوبية لبيروت. مواقف نصرالله أمس شملت رسائل دعم وتشجيع للشعب الفلسطيني على إشعال انتفاضة ثالثة، وللشعوب العربية والإسلامية للاستمرار في الاحتجاجات ورفض خطوة ترامب، داعياً فصائل المقاومة في كلّ المنطقة لوضع استراتيجية مشتركة لقتال إسرائيل.
إلّا أن أهم ما أعلنه نصرالله، كان تأكيده أن محور المقاومة، بدوله وحركاته، وبعدما خرج منتصراً من الحروب التي خططت لها ونفذتها أميركا وحلفاؤها من العرب وغيرهم، سيكون جاهزاً لوضع قضية فلسطين والقدس على رأس سلّم أولوياته للمرحلة المقبلة.
بدأ نصرالله خطابه أمام المتظاهرين في الضاحية الجنوبية لبيروت، بتوجيه التحية إلى المشاركين من الأحزاب والتيارات والفلسطينيين في لبنان الذين يتمسكون بحق العودة ويرفضون التوطين والوطن البديل، وكذلك للفلسطينيين في الأراضي المحتلة وغزة والضفة الغربية والقدس وأراضي 48 على «وقفتهم التاريخية والحركة السريعة منذ الساعات الأولى لقرار العدوان الأميركي».
وأكد أن «ترامب تصور أنه عندما يعلن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبكل عنجهية واستكبار، سيخضع له العالم وستتسابق عواصم العالم من أوروبا الى الصين والعالمين العربي والإسلامي وكندا وأوستراليا، لتلحق به. لكنه بدا غريباً وحيداً معزولاً معه فقط إسرائيل». وقال: «يجب أن نقدر المواقف التاريخية لكل المرجعيات الدينية الإسلامية، السنية والشيعية، من السيد علي الخامنئي إلى شيخ الأزهر، إلى المرجعيات الدينية المسيحية على اختلافها وخصوصاً في مشرقنا العربي»، كما «يجب أن نقدر كل التحركات الشعبية المختلفة».
وتوجّه إلى الجماهير بالقول إن «تظاهركم اليوم على درجة عالية من الأهمية في سياق المواجهة القائمة مع العدوان، اعرفوا قيمة حضوركم في الميادين والساحات وعلى مواقع التواصل وعلى كل أشكال التعبير، لأن الرهان كان أنكم نسيتم وتعبتم»، وأن «الشعب الفلسطيني بحاجة الى هذا الحضور الجماهيري والشعبي، التظاهرات اليوم تشكل البيئة الحاضنة في مواجهة العدوان».
وانتقد الأمين العام لحزب الله زيارة الوفد التطبيعي البحريني للقدس المحتلة، مؤكّداً أن «هذا الوفد لا يمثل شعب البحرين، بل يمثل السلطة الغاشمة التي أرسلته وحملته رسالة الملك حول ما يسميه السلام والتسامح والعيش المشترك مع الذين يهوّدون القدس ومع المحتلين والذين يحطمون عظام الفلسطينيين». وتوجّه إلى الفلسطينيين والمقدسيين بالقول إن «أي وفد يأتي مطبّعاً اطروده واضربوه بالنعال وارجموه بالحجارة لأنه لا يمثل شعبه»، مطالباً السلطة الفلسطينية بالضغط السياسي لـ«عزل إسرائيل. وأهم خطوة مطلوبة من السلطة الفلسطينية قولوا لهم انتهينا من عملية التفاوض والتسوية ما لم يعد ترامب عن قراره هذا». وأشار الى أن «من فائدة القرار الأميركي أنه يميز الخبيث من الطيب على امتداد العالم العربي والإسلامي».
وحول الموقف اللبناني، أكد أنه «في لبنان اليوم نفتخر بإجماعنا الوطني حول القدس»، مذكّراً بالمواقف التي أعلنت من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ومختلف القوى السياسية، وصولاً إلى «الخطاب المميز» لوزير الخارجية في اجتماع الدول العربية في القاهرة. وذكّر بما قاله في عام 2011، إن «أميركا التي تدعم الجماعات الإرهابية، وفي مقدمها داعش، هدفها تدمير مجتمعاتنا وتصفية القضية الفلسطينية. لكن ستخيب آمالهم. وهذه الخطوة لها ما بعدها، الأميركيون سيقولون إن القدس خارج البحث ويجب إكمال التسوية في المشروع الأميركي الإسرائيلي».
وأكد أن «على الأمة جمعاء مواجهة المشروع الأميركي، والمسؤولية لا تقع فقط على الشعب الفلسطيني»، وخاطب الفلسطينيين: «إذا رفضتم الخضوع للإملاءات الأميركية وبعض العربية، وإذا لم توقّعوا على أي مشروع وأصرّيتم على القدس عاصمة أبدية لفلسطين، وإذا رفضتم ذلك، لا ترامب ولا ألف مثله ولا كل العالم، ينتزع المقدسات والقدس (…) أمّا إذا تخليتم، فسيقال لكل من يريد أن يقف من أجل القدس، هل تريد أن تكون فلسطينياً أكثر من الفلسطينيين؟ ملكياً أكثر من الملك؟ موقفكم يا شعب فلسطين هو المفتاح لكل المرحلة التاريخية المقبلة وعليكم الرهان».
واستخلص نصرالله أن «على كل أولئك الذين كانوا وما زالوا يراهنون على أميركا وعلى تدخل أميركي لمصلحة الفلسطينيين، تمّت الحجة على الذين سلكوا طريق المفاوضات العقيم… أميركا ليست راعية سلام في فلسطين والمنطقة، أميركا صانعة إسرائيل وراعية الإرهاب والاحتلال. وموقف الأمة الوحدوي يجب أن يكون الموت لأميركا».
وشدد على «أن تعلن جامعة الدول العربية وقمة التعاون الإسلامي وقف عملية السلام»، داعياً إلى أن «تتركز كل الجهود والضغوط بخط عريض على عزل الكيان الصهيوني مجدداً»، ويجب «الضغط على الحكومات لقطع العلاقات وإغلاق السفارات الإسرائيلية، ومنع أي شكل من أشكال التطبيع وتفعيل عمل المقاطعة».
إلّا أن الأهم بالنسبة إلى نصرالله، هو «إعلان انتفاضة فلسطينية ثالثة، وعلى كل العالم العربي والإسلامي أن يساند الفلسطينيين. وأنا لا أتكلم باسم حزب الله، بل باسم كل محور المقاومة، دول محور المقاومة تخرج من محنة السنوات الماضية، بالرغم من الجراح والآلام، تخرج منتصرة قوية صلبة. محور المقاومة سيعود ليكون أولوية اهتمامه للقدس وفلسطين».
ودعا «جميع فصائل المقاومة في المنطقة وكل الذين يؤمنون بالمقاومة للتواصل والتلاقي لوضع استراتيجية واحدة وخطة ميدانية وعملانية متكاملة، ونحن في حزب الله سنقوم بمسؤولياتنا كاملة في هذا المجال».
وتوجّه إلى المحتشدين وللفلسطينيين بالقول: «ثقوا بحركات المقاومة وبمحور المقاومة»، فهم «أرادوا لهذا القرار أن يكون بداية النهاية للقدس وللقضية الفلسطينية، فلنجعل القرار الأميركي الأحمق الغاشم بداية النهاية لهذا الكيان الغاصب الى الأبد، وليكن شعارنا الموت لإسرائيل»، قبل أن يستعيد الشعار الشهير الذي كان يردده الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات: «عالقدس رايحين… شهداء بالملايين».
الجمهورية
«الستاتيكو» يترسّخ مع اقتراب الإنتخابات.. ونصرالله: قرار ترامب بداية نهاية اسرائيل
الجمهوريةوتناولت الجمهورية الشأن الداخلي وكتبت تقول “تزاحمت الأحداث المحلية والاقليمية والدولية دفعة واحدة في الساعات الماضية، بدءاً بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئة لقاعدة حميميم الروسية في سوريا ولقائه خلالها الرئيس السوري بشار الاسد وقراره بسحب جزء كبير من القوات الروسية من سوريا، مروراً بمطالبة زعيم «التيار الصدري» العراقي السيّد مقتدى الصدر عناصر «سرايا السلام» التابعة له بتسليم أسلحتهم إلى الحكومة العراقية وإغلاق مقارّهم «إلّا المركزي منها»، وصولاً الى استمرار الغليان في العالم والمواجهات في الاراضي الفلسطينية المحتلة، رفضاً للقرار الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والذي اعتبره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «خطأ كبيراً يجب تصحيحه بالعدول عنه»، في وقت قال الامين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله إنّ هذا القرار الاميركي «سيكون بداية النهاية لإسرائيل»، داعياً الى انتفاضة فلسطينية ثالثة في كل الاراضي الفلسطينية المحتلة.
مضى الوضع الداخلي أمس الى «ستاتيكو» سيترسّخ أكثر فأكثر مع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي، إذ انّ أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري انتهت الى تجديد لسيبة السلطة القائمة، بحيث انها ستبقى حتى الانتخابات النيابية التي يبدو أنها ستُجرى وفق تحالف كبير.
الحريري: سأبقّ البحصة
وفي هذه الاثناء قال الحريري: «انّ الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية بالنسبة إلينا كما هي بالنسبة الى البلد ككل». وأضاف: «لقد كنت واضحاً في كل مواقفي السياسية، وقلت إنّ هناك رَبط نزاع بيننا وبين «حزب الله»، فلا هم سيوافقوننا على سياستنا الإقليمية والدولية، ولا نحن على استعداد لأن نتوافق معه على مواقفه الإقليمية والدولية.
لذلك، فإنّ كل قرار نتخذه هو لمصلحة البلد والناس ولكي لا يدفع الشعب اللبناني ثمن التصادم السياسي والذي لا جدوى منه، في ظل ما يجري حولنا من حروب وحرائق».
وقال: «لقد مررنا في أزمة صعبة، هناك من أراد أن يستغلّ علاقاتنا المميزة مع المملكة العربية السعودية للإساءة إلي شخصياً. هناك أحزاب سياسية حاولت أن تجد مكاناً لها في هذه الأزمة من خلال الطعن بالظهر، وأنا سأتعامل مع هذه الحالات، كل حالة على حِدة، ولكني بالطبع لا أحقد على أحد، لأنني مقتنع بأنّ الوطن بحاجة لكل أبنائه لكي ينهض ويتطور.
على كل حال سأسمّي الأشياء بأسمائها في برنامج «كلام الناس» مع مرسال غانم وسأبقّ البحصة، وهي بحصة كبيرة بالطبع. جميعكم تعرفون من حاول طعننا في الظهر، وهم وحين كانوا يرددون مواقف تَحدٍ لـ«حزب الله» وسياسة إيران ظاهرياً، وجدنا في النهاية أنّ كل ما أرادوه هو الطعن بسعد الحريري.
فهم كانوا يَتهجّمون مرّة على «الحزب» وعشرين مرة على سعد الحريري، وكانوا يدّعون أنهم يستكملون مسيرة رفيق الحريري، كلّ ذلك كان بمثابة أكبر عملية احتيال علينا جميعاً».
الحكومة والنأي
وعلى وَقع ارتدادات زيارة الامين العام لـ«عصائب أهل الحق» العراقية قيس الخزعلي للجنوب وخرق مبدأ النأي بالنفس، وأصداء أعمال الشغب والاعتداء على القوى الأمنية والممتلكات العامة التي رافقت تظاهرة الأحد عند السفارة الأميركية في عوكر، تستعد الحكومة لانطلاقة عملها مجدداً، و«أمامها عمل كبير» كما أعلن الحريري، معتبراً «انّ ظهور عناصر مسلحة أمر مُسيء للدولة ويجب على القوى الامنية ان تتصرف بشكل حازم في هذا الموضوع، وعلى اي شخص يرفع سلاحه ان يدفع الثمن فنحن لسنا في «جمهورية الموز»، نحن دولة ومن يخرق فيها القانون يدفع ثمن ذلك، وهذا موضوع حاسم بالنسبة إلي».
وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ بيان «النأي بالنفس» الذي أقرّه مجلس الوزراء الثلثاء الماضي «يُلزم كل القوى السياسية التي وافقت عليه بالاجماع ولم يعترض احد لكي نقول انّ من اعترض يمكن ان لا يلتزم.
وما دام الجميع وافقوا، فمعناه انهم يتحمّلون مسؤولية معنوية للالتزام بمضمونه. وبالتالي، بعد إنجاز هذا التفاهم السياسي ستعاود الحكومة جلساتها هذا الأسبوع لتقارب ملفّات أساسية كالنفط والكهرباء وموازنة 2018 والانماء في المناطق وملف الانتخابات النيابية.
وما دامت الحكومة ستعاود اجتماعاتها فمِن الطبيعي ان تعاود لجنة قانون الانتخاب اجتماعاتها لوَضع صيَغ تطبيقه. واكدت المصادر «انّ التباعد السياسي بين بعض التيارات السياسية لن يؤثر في سير عمل الحكومة، فعندما كانت الحكومة تنتج كانت هذه الاختلافات موجودة بين بعض القوى السياسية ولم تؤثر في إنتاجية الحكومة التي نجحت في معالجة ملفات كبيرة وأساسية».
وأكدت المصادر «انّ التعديل الوزاري لم يعد مطروحاً لأنه لم تعد هناك مسافة زمنية طويلة تفصل عن الانتخابات النيابية، فأيّ وزير سيأتي ويمسك بملف في ثلاثة أشهر ويبدأ بتنفيذه؟ فالتعرّف الى الملف يَستلزم 6 أشهر». ولفتت الى انّ القوى السياسية «ما تزال مُصرّة اكثر من اي وقت على إنجاز الانتخابات في مواعيدها».
قانصو
وقال الوزير علي قانصو لـ«الجمهورية»: «تبيّن انّ زيارة الخزعلي حصلت قبل بيان الحكومة، وقد تمّ تضخيمها بمقدار كبير جداً، فلا يتذرعَنّ أحد ببعض حوادث تَمّت خارج الموضوع». وشدّد على انّ التظاهر «حق كَفله الدستور في اي بقعة من بقاع لبنان لكن تحت سقف القوانين دائماً، فلا يجوز الخروج عن القوانين في أي تظاهرة او تجمّع او اعتصام».
وأكد انّ «ما جرى مع قوى الامن والتعديات على ممتلكات، خصوصاً منازل المدنيين، ما كان يجب ان يحصل»، آملاً في ان تتجَنّب أيّ تظاهرة مُقبلة أيّ إخلال بالأمن وأي تَطاول على الاجهزة الامنية والعسكرية، فهي في النهاية تسهر على استقرارنا وأمننا، والمشكلة هي بيننا وبين العدو الاسرائيلي والادارة الاميركية وليس بيننا وبين القوى الامنية والعسكرية».
نصرالله
في غضون ذلك، إعتبر السيد نصرالله انّ «أهم رَد على قرار ترامب هو إعلان انتفاضة فلسطينية ثالثة». ودعا في ختام مسيرة تضامنية مع القدس في الضاحية الجنوبية لبيروت «جميع فصائل المقاومة في المنطقة وكل الذين يؤمنون بالمقاومة إلى التواصل والتلاقي لوَضع استراتيجية موحدة لمواجهة العدوان، ووضع خطة ميدانية وعملانية متكاملة تتوزّع فيها الأدوار وتتكامل الجهود في هذه المواجهة الكبرى».
وقال: «من أهم الردود على قرار ترامب هو العودة الى عزل الكيان الصهيوني بالكامل والضغط الشعبي والجماهيري والسياسي وقطع العلاقات العربية مع اسرائيل».
ورَدّ على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو، قائلاً: «لن أردّ عليه. والمسار يجب أن يبقى للقدس، العاصمة الأبدية التي لن نتخلى عنها. ونردّد جميعاً للقدس رايحين شهداء بالملايين».
الملف الإنتخابي
إنتخابياً، كَرّر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تأكيد الجهوزية الكاملة لإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها، وأطلق شعار «2018 لبنان ينتخب» الذي سيرافق الانتخابات النيابية المقبلة في كافة مراحلها.
وقد ترأس المشنوق الاجتماع الدوري لكبار الموظفين المعنيين بالتحضيرات للانتخابات، وجرت مناقشة مختلف القضايا اللوجستية والادارية والتقنية والقانونية المتعلقة بالعملية الانتخابية في لبنان وفي دول الانتشار.
ووافق المجتمعون على اعتماد العازل الانتخابي الجديد الذي صُمّم وفق المعايير الدولية الحديثة التي تعزّز سرية الاقتراع يوم الانتخاب، كما انّ هذا العازل يتميّز بمواصفات عملانية تسهل تركيبه وكلفته مُتدنية، وسيأخذ «برنامج الامم المتحدة الانمائي» على عاتقه تَحمّل تكاليف تأمين آلاف العوازل الضرورية لإجراء العملية الانتخابية.
من جهة أخرى، ينعقد مجلس الوزراء بعد غد في السراي الحكومي بجدول أعمال حافل يَتصَدّره ملف النفط. وعلمت «الجمهورية» انّ جلسات المجلس الخاصة بموازنة 2018 لن تكون بعيدة، وسينعقد اليوم اجتماع تحضيري لها ولملفات مالية أخرى بين الحريري ووزير المال علي حسن خليل.
اللواء
حزب الله يمهّد لفتح الحدود و إسقاط الـ1701
عون يتجه لإستدعاء السفيرة الأميركية.. والحريري «يبقّ البحصة» الخميس
اللواءبدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “مَنْ يدفع لبنان ليكون ساحة مقاومة، أو جبهة الجنوب هي بوابة المواجهة مجدداً؟
بعد الرسالة الأولى التي وجهها السيّد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بعيد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبدء الإجراءات لنقل السفارة الأميركية إليها.
وضع في خطابه امام التظاهرة الحاشدة التي نظمها الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية خطة للمواجهة على المستويات كافة، داعياً الفلسطينيين لتوفير الغطاء بإجراءات تبدأ بوقف التفاوض مع الإسرائيليين برعاية أميركية، واشتراط والذهاب إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة على كامل الأراضي الفلسطينية، وقال: هذا هو الرد الكبير والحقيقي، وهذا من مسؤولية الفلسطينيين بالدرجة الأولى وعلى كل العالم العربي والإسلامي ان يقف إلى جانبهم وأن يساندهم.
ودعا السيّد نصر الله «السلطة الفلسطينية» ودولاً عربية وإسلامية إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، وإلى وقف عملية التفاوض ما لم يرجع ترامب عن قراره. وذهب السيّد نصر الله أبعد من ذلك، عندما اعتبر في التظاهرة ان «قرار الرئيس الأميركي هو بداية النهاية لإسرائيل».
وقال ان ما سماه «محور المقاومة» «يكاد ينهي معاركه في الإقليم، وبالتالي سيعود ليعطي وقته للقدس وفلسطين والشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، بكل فصائلها.. وأن حزب الله سيقوم بمسؤولياته كاملة». وأكد: القدس التي لن نتخلى عنها، القدس التي يقول عنها الشعب الفلسطيني، ويجب ان تردّد كل الشعوب معه «على القدس راحين شهداء بالملايين»..
ما قيمة هذه المواقف، في هذه اللحظة البالغة التعقيد في المنطقة، في ظل الإعلان الروسي عن بدء الانسحاب من سوريا، ودعوة الأميركيين لحذو حذوهم بالانسحاب، وتعهد الفصائل المسلحة العراقية بطرد الأميركيين من العراق؟ الأوساط السياسية والدبلوماسية تنظر بقلق لمسار التطورات المقبلة، ولا تخفي خشيتها من تحويل الجنوب مرّة جديدة لساحة مواجهة مفتوحة مع إسرائيل..
وما يعزّز هذه المخاوف ما يجري تداوله في «الغرف الحزبية المغلقة» من ان قرار الحزب لا رجوع عنه «قدر الله ان فلسطي سوف تتحرر». وهذا يعني الايذان ببدء المواجهة أو «الحرب المفتوحة» مع إسرائيل، وعلى لبنان، أو حكومة استعادة الثقة «ترتيب الوضع على هذا الأساس».
ويحزم مصدر مقرّب من الحزب (منال زعيتر، ص3)، ان الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي «موافقان على كل ما يراه السيّد مناسباً لاستعادتها». ويصف المصدر عينه خطاب السيّد نصر الله بأنه «علم وخبر» للدولة اللبنانية بأن الحزب ذاهب «الى مواجهة مفتوحة مع العدو الإسرائيلي».
ووفقاً للمصدر عينه فإن «حزب الله» بالتعاون مع كل محور المقاومة سوف يموّل حركات المقاومة في فلسطين مادياً وعسكرياً عبر كل المنافذ الحدودية العربية مع فلسطين المحتلة بما فيها الجنوب اللبناني».
وإذا كان الرئيس عون، وفقاً للمصدر القيادي في حزب الله، يستدعي السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيث ريتشارد لتسجيل اعتراض لبنان الرسمي على قرار ترامب الاعتراف بالقدس، فإن من تداعيات التوجه إلى «الانخراط بالمواجهة المفتوحة» سقوط القرار 1701 والنأي بالنفس، العودة إلى مفاعيل قرار مجلس الوزراء في 5 ك1 الجاري حول التزام الحزب مع سائر مكونات الحكومة السير بالابتعاد عن الخلافات العربية وأزمات المنطقة.
الحريري يبق البحصة
من المتوقع أن يتناول الرئيس الحريري هذه المواقع في المقابلة التي سيجريها في برنامج «كلام الناس» الخميس المقبل، وتوعد «ببق البحصة» حيث يفترض أن يسمي الأشياء بأسمائها للذين طعنوه بالظهر خلال الأزمة الحكومية الأخيرة، مشيراً إلى أن هناك من أراد ان يستغل علاقاتنا المميزة مع المملكة العربية السعودية للإساءة اليه شخصياً، وأن هناك احزاباً سياسية حاولت أن تجد مكاناً لها في هذه الأزمة من خلال الطعن بالظهر، لكنه قال انه سيتعامل مع هذه الحالات كل حالة على حدة، بما يعني ان هناك اكثر من حالة واحدة، في إشارة ربما يكون المقصود بها حزب «القوات اللبنانية» وجهات أخرى معروفة بالاسم أيضاً.
وأضاف، خلال استقباله مساء أمس في «بيت الوسط» حشداً كبيراً من منسقية بيروت في تيّار «المستقبل»: «هؤلاء حين كانوا يرددون مواقف تحد لـ«حزب الله» وسياسة إيران ظاهرياً، فهم كانوا يتهجمون مرّة على الحزب وعشرين مرّة على سعد الحريري، وكانوا يدعون انهم يستكملون مسيرة رفيق الحريري، وكان ذلك بمثابة اكبر عملية احتيال علينا جميعاً».
وشدّد الحريري على أن الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية بالنسبة إلينا، كما هي بالنسبة الى البلد ككل، ولذلك علينا أن نعمل بجهد كفريق واحد ومتماسك لاستكمال مسيرة رفيق الحريري التي هي مسيرة البناء والنهوض والتطور بالبلد».
وبالنسبة لعلاقته بـ«حزب الله»، أشار الحريري إلى انه كان واضحاً في كل مواقفه السياسية، لقد قلت أن هناك ربط نزاع بيننا وبين «حزب الله»، فلا هم سيوافقوننا على سياستنا الإقليمية والدولية، ولا نحن على استعداد لأن نتوافق معهم بمواقفهم الإقليمية والدولية، لذلك، فان كل قرار نتخذه هو لمصلحة البلد والناس، ولكي لا يدفع الشعب اللبناني ثمن التصادم السياسي والذي لا جدوى منه، في ظل ما يجري حولنا من حروب وحرائق.
مجلس الوزراء
وكان الرئيس الحريري الذي عاد لمزاولة نشاطه العادي في السراي الحكومي، أمس، والتي غاب عنها منذ الثالث من الشهر الماضي، قد انكب على تسيير شؤون البلاد والعباد، والتحضير لجدول أعمال جلسة مجلس الوزراء.
وعلمت «اللواء» أن جدول أعمال الجلسة الذي سيوزع على الوزراء اليوم تجاوزت بنوده الـ160 بنداً، مع إمكانية إضافة العديد من البنود المتراكمة منذ آخر جلسة انعقدت في 2 تشرين الثاني الماضي. وأشارت مصادر في رئاسة الحكومة، إلى أن الجدول الجاري تحضيره هو جدول دسم بكل بنوده دون استثناء.
خصوصاً تلك المتعلقة بمواضيع تتصل بهبات ومساعدات لبعض المدن والقرى والتي تعتبر ضرورية لانمائها، والتي قد يصبح من الصعب الاستفادة منها في العام المقبل، ويحضر النفط على جدول أعمال الجلسة التي لم يحددها موعد إلى بعد .
جولة «العصائب»
ولم تستبعد المصادر الوزارية، ان يثير الرئيس الحريري وعدد من الوزراء خلال الجلسة، والتي يبدو انها ستكون حافلة، ما حدث من خرق على الحدود الجنوبية من خلال جولة الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» العراقية على الخزعلي، والتي اعتبرها الرئيس الحريري بأنها «خرق فاضح للقوانين اللبنانية من خلال التدخل بشؤون لبنانية داخلية، ولا تخدم لا الدولة اللبنانية ولا البيان الوزاري الذي صدر عن الأخيرة لمجلس الوزراء والمتعلق بموضوع النأي بالنفس.
واعتبر الحريري، في دردشة مع الصحافيين، لدى مغادرته مقر المجلس الاقتصادي – الاجتماعي، ان ظهور عناصر مسلحة أمر مسيء للدولة، ويجب على القوى الأمنية ان تتصرف بشكل حازم في هذا الموضوع. وقال: «نحن لسنا في «جمهورية الموز»، نحن دولة، ومن يخرق فيها القانون عليه ان يدفع ثمن ذلك».
ومن جهته، أبلغ نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسّان حاصباني «اللواء» ان وزراء «القوات اللبنانية» سيثيرون في الجلسة موضوع زيارة الخزعلي للحدود الجنوبية، باعتبارها سابقة قد تفتح الباب أمام ميليشيات أخرى غير لبنانية للقدوم إلى لبنان بذريعة مواجهة إسرائيل، خاصة بعد قرار الرئيس الأميركي حول القدس، معتبراً ان هذا الأمر يفتح على لبنان مشكلات كبيرة لا يحتملها في هذه الظروف.
البناء
بوتين بين دمشق والقاهرة وأنقرة لتسوية سورية… وقمة إسلامية للقدس في تركيا غداً
نصرالله: باسم محور المقاومة جاهزون بعد حروبنا المنتصرة لأولويّتنا… فلسطين
الحريري: سأبقّ البحصة وهي كبيرة عن الذين كانوا يهاجمون حزب الله للطعن بنا
البناءصحيفة البناء كتبت تقول “لن يغيّر وصول الوفد السوري الرسمي برئاسة السفير بشار الجعفري إلى جنيف، من خريطة الطريق التي رسمها تفاهم الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد في قمة سوتشي قبل أسبوعين، وليس فيها مكان حاسم لجنيف في ظلّ تركيبة وخطاب وفد المعارضة ورعاته. وخريطة الطريق هذه تجدّدت مع زيارة الرئيس الروسي لقاعدة حميميم العسكرية الروسية للإعلان عن ترتيبات تخفيض الوجود العسكري الروسي في سورية، ضمن احتفالية الشكر للقوات المسلحة التي أصرّ الرئيس الروسي كقائد عام للقوات المسلحة الروسية على مشاركة قواته تحية النصر التي شاركه فيها الرئيس السوري، بتوجيه التحية للقوات الروسية على تضحياتها ومنجزاتها في الحرب على الإرهاب، لتشكل الرسالة الروسية السورية المشتركة إعلاناً ببدء طرح مصير القوات الأميركية على بساط البحث، كما أوضح تصريح السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين الذي دعا إلى انسحاب القوات الأميركية من سورية كقوات غير شرعية بينما القوات الحليفة لسورية يتمّ انسحابها ببرمجة مع الحكومة السورية. والحركة الروسية المتصلة بالتسوية في سورية تحت عنوان التحضير لمؤتمر سوتشي، أكد عليها الرئيس الروسي من حميميم ثم من أنقرة بعد لقائه الرئيس التركي منوّهاً بحضوره بتفاهماته مع الرئيس السوري بشار الأسد، وبضرورة ترجمة التفاهمات الروسية التركية الإيرانية، مشيراً إلى أنّه «تمّ تحرير الأراضي السورية كافّة من الإرهابيين، والتسوية السورية وصلت إلى مراحل متقدّمة، والتحضيرات مستمرّة لمؤتمر الحوار السوري في سوتشي «، مركّزاً على أنّه «يجب تطبيق الاتفاقات كافّة بين روسيا وتركيا و إيران بشأن سورية «، مشدّداً على أنّه «يجب وضع دستور جديد لسورية وتنظيم الانتخابات بإشراف الأمم المتحدة» .
وأعرب عن أمله في «تفعيل التسوية السياسية في سورية في إطار جنيف وأستانة»، منوّهاً بـ «أنّني تحدّثت مع الرئيس السوري بشار الأسد للوصول إلى تسوية سياسية في الأزمة السورية».
عن القرار الأميركي حول القدس قال بوتين إنه يصبّ الزيت على النار في منطقة ملتهبة أصلاً، ورفعت تركيا من لهجتها ضدّ القرار عشية استضافتها للقمة الإسلامية المخصّصة لمواجهة القرار الأميركي، بعد فشل اجتماع وزراء الخارجية العرب في إصدار مواقف واتخاذ قرارات ترضي الشارع الغاضب في العواصم العربية والإسلامية، فيما تواصل فلسطين انتفاضتها وتقدّم الشهداء والجرحى في المواجهات مع الاحتلال.
تنعقد قمة اسطنبول على إيقاع مضامين الكلمة التي ألقاها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في تظاهرة شعبية حاشدة تضامناً مع القدس، حدّد فيها المطلوب من الحكومات العربية والإسلامية بقطع أية علاقات بـ «إسرائيل»، كردّ واقعي له قيمة في المواجهة مع القرار الأميركي والأخطار التي يرتبها على القدس والمنطقة، ويقع في طليعة المعنيين مباشرة بهذا العنوان كلٌّ من تركيا ومصر والأردن التي تتبادل العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل» من بين المشاركين في مؤتمر القدس في اسطنبول، حيث يتهيأ الشارع للحكم على قرارات القمة بمدى التزامها بهذا العنوان أو اكتفائها بالخطابات النارية الفارغة من أيّ خطوات عملية.
كلمة السيد نصرالله التي تناولت حركة الشارع وركزت على أهمية ألا تهدأ الساحات الداعمة لفلسطين والقدس طرحت ما أوحى بقرار كبير على مستوى محور المقاومة، بدوله وحكوماته وقواه السياسية وحركات المقاومة من ضمنها، فقد تحدّث السيد نصرالله بوضوح للمرة الأولى عن كونه يتحدّث بلسان المحور كله حكوماته وقواه ومقاوماته، ليس من باب المعرفة والتوقع بأنّ كلامه يمثل رأي الجميع فحسب، بل لأنه ينقل حاصل مشاورات أطراف هذا الحلف. وهذا يعني أنّ السيد نصرالله يتولى بالنيابة عن حلفائه إدارة هذه المعركة بكلّ تفاصيلها ويجب أخذ مواقفه على هذا الأساس من الصديق كما من العدو. والإشارة الثانية التي صدرت عن السيد نصرالله كانت إعلانه لمهمّتين راهنتين على جدول أعمال محور المقاومة، يقولهما من موقعه كقائد يتولّى مهمة قيادة حرب: الأولى هي جهوزية محور المقاومة الخارج لتوّه من جراحات الحروب منتصراً للتفرّغ لأولويّته الأصلية التي تمثلها فلسطين والقدس، والثانية السعي الفوري لتضميد جراحات العلاقات بين أطراف الحلف بفعل ما حملته الحروب من انقسامات أصابت قواه. وفي هذا إشارة واضحة لمسعى مصالحة بين سورية وحركة حماس سيتولاها السيد نصرالله مباشرة.
في مقابل استعداد السيد نصرالله لحربه المقبلة بهدوء، لكن بحسم، كان رئيس الحكومة سعد الحريري يتحدّث لجمهوره عن معاناته مع حلفائه الذين طعنوه في الظهر، مشيراً إلى أنه سيقول كلّ شيء علناً وسيبق البحصة وهي كبيرة جداً، قائلاً: «إنّنا مررنا بأزمة صعبة، هناك مَن أراد أن يستغلّ علاقاتنا المميّزة مع السعودية ، للإساءة لي شخصيّاً. هناك أحزاب سياسية حاولت أن تجد مكاناً لها في هذه الأزمة من خلال الطعن بالظهر، وأنا سأتعامل مع هذه الحالات، كلّ حالة على حدة، ولكنّني بالطبع لا أحقد على أحد، لأنّني على قناعة بأنّ الوطن بحاجة لكلّ أبنائه لكي ينهض ويتطوّر»، موضحاً «على كلّ حال سأسّمي الأشياء بأسمائها وسأبقّ البحصة، وهي بحصة كبيرة بالطبع»، مشيراً إلى أنّ «جميعكم تعرفون من حاول طعننا في الظهر، وهم وحين كانوا يردّدون مواقف تحدّ لحزب الله و سياسة إيران ظاهريّاً، وجدنا في النهاية أنّ كلّ ما أرادوه هو الطعن بسعد الحريري. فهم كانوا يتهجّمون مرّة على الحزب وعشرين مرّة على سعد الحريري، وكانوا يدّعون أنّهم يستكملون مسيرة رفيق الحريري، كلّ ذلك كان بمثابة أكبر عملية احتيال علينا جميعاً».
نصرالله: قرار ترامب بداية النهاية لـ«اسرائيل»
بخطابٍ وُصِفَ بالتاريخي رسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رؤية استراتيجية للمرحلة المقبلة لمواجهة أخطار ومفاعيل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان القدس عاصمة للكيان الغاصب، مقدماً إجراءات عملية وواقعية لإفراغ القرار الأميركي من مضمونه التنفيذي داعياً الى تضييق الخناق والحصار على الكيان الصهيوني وعزله.
وللمرة الأولى أعلن السيد نصرالله، أنه يتحدث باسم محور المقاومة وأن كل قادة ودول المحور وحركات وفصائل المقاومة المنضوين، تحت هذا المحور يشاركونه الرأي، وهو العليم بمواقفهم وشريكهم في الميدان على مدى الأعوام الستة الماضية، بعد أن أنجز هذا المحور أو يكاد معركته ضد الإرهاب ولم يؤثر كل ما جرى على قوّته وتماسكه، بل يعود أكثر قوة الى ميدان القضية الفلسطينية ليأخذ دوره وتأثيره في ميزان الصراع العربي «الإسرائيلي». وقال نصرالله: «محور المقاومة الذي شارف على إنهاء معاركه في الإقليم، سيعود لتكون القدس وفلسطين والمقاومة الفلسطينية في رأس أولوياته».
من الضاحية كرمز للمقاومة والتضحيات الجسام كان الموقف من قامة وطنية وقومية تمثل الرمزية الأكثر التصاقاً بفلسطين من خارج الواقع الفلسطيني، لا سيما بعد فترة المواجهة في اليمن وفي سورية الذي لعب حزب الله دوراً رئيسياً وطليعياً في المعركتين على المستويات العسكرية والإعلامية والسياسية، ولما يختزنه السيد نصرالله من وزنٍ وصدى وتأثير.
وقدّم السيد نصرالله خطين متوازين للمواجهة: الأول هو المعنوي التحشيدي التعبوي لتحضير معركة إعلامية.
الثاني هو العملياتي القابل لإقران القول بالفعل عبر إعلان جهوزية محور المقاومة لتوفير الدعم والاحتضان لإطلاق انتفاضة ثالثة توزّع الأدوار بين قوى المقاومة وتحويل خطوة ترامب من تحدٍ الى فرصة ومناسبة لبداية نهاية الكيان الصهيوني. فمن يُطلِق هذا الكلام يملك الإمكانات والإرادة والإيمان والتاريخ لقيادة مواجهة ميدانية إعلامية سياسية على مستوى المنطقة. ودعا السيد نصرالله إلى «التئام صفوف المقاومين جميعاً لوضع استراتيجية موحّدة للمواجهة ولوضع خطة ميدانية تتوزّع فيها الأدوار وتتكامل في هذه المواجهة الكبرى».
ولم يُحمِّل السيد نصرالله الحكومات العربية أكثر مما يحتمل واقعها في ظل انخراطها في المشروع الأميركي «الإسرائيلي» ولا السلطة الفلسطينية أكثر من طاقتها، بل ذهب معها حتى النهاية بأن تهدد فقط بهذه الورقة التي تملكها وتعلن الانسحاب من عملية السلام، ولو من باب التكتيك التفاوضي لا كخيار استراتيجي، وأن لا تكون جزءاً من المؤامرة، بل أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض، وإذا ما اتخذوا قرارهم بالثبات والمواجهة، فلا أحد في العالم قادر على الوقوف في وجههم أو فرض أي خيار عليهم، وموقف السيد نصرالله هذا نابع من تجربة المقاومة منذ العام 1982، في الميدان «الاسرائيلي» والميدان التكفيري، حيث لم يذهب الى حربٍ إلا وخرج منها منتصراً وهذا يحمل في طياته دعوة للفلسطينيين للاستفادة من تجربة المقاومة وخيارها.
ورأى السيد نصرالله أنه «يجب العمل على عزل «إسرائيل» مجدداً عبر الضغط الجماهيري ومطالبة الحكومات بقطع علاقاتها معها، والضغط لمنع أي شكل من أشكال الاتصالات والتطبيع مع هذا الكيان، معتبراً أن أقل ردّ على قرار ترامب هو إعلان انتفاضة فلسطينية ثالثة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقف «مبادرة السلام» لحين رجوع أميركا عن هذا القرار، وإن كان حزب الله لا يؤمن بمسار المفاوضات على الإطلاق».
وربط السيد نصرالله بين خطوة ترامب بالأحداث الجارية في المنطقة على الأقل في العقد الماضي داعياً الى الترقب والاستعداد لما بعدها وتجب قراءة المشهد الكلي وليس الجزئي، والهدف من قرار ترامب كان الإجهاز على القضية الأم وما الحرب على سورية ونشر التنظيمات الإرهابية في المنطقة إلا لثني محور المقاومة من الدفاع عن فلسطين المشروع والدولة والشعب، وهذا يحمل دعوة أيضاً الى قوى المقاومة الفلسطينية أن تنخرط في الانتفاضة، ولم يغب عن السيد توجيه رسالة شكر للرئيس الأميركي بأنه أعاد البوصلة الى فلسطين.
وقال: «أميركا التي تدعم الجماعات التكفيرية، وفي مقدمتها «داعش»، هدفها تصفية القضية الفلسطينية ولا يجوز الثقة بها أو الركون إليها. فهي ليست راعية للسلام بل صانعة الإرهاب و»داعش» والتهجير والفتن ويجب أن يكون موقف الأمة الوحيد منها تلخّصه كلمتان: «الموت لأميركا».
هل تتلقف رام الله رسائل نصرالله؟
خطاب الأمين العام لحزب الله حقق مراده ومراميه لا سيما على مستوى الشارع الفلسطيني. تقول مصادر فلسطينية في المقاومة الفلسطينية في لبنان، واصفة الخطاب بالاستراتيجي وأنه يحمل مضموناً غنياً بالرسائل في أكثر من اتجاه، في ما يتعلق بوحدة الموقف الفلسطيني والاستمرار في الانتفاضة وتأكيد أن الشعب الفلسطيني هو رأس الحربة في جبهة المواجهة التي دعا اليها السيد نصرالله لمواجهة المخطط الأميركي «الاسرائيلي» لتهويد القدس وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدة أن كلام السيد نصرالله في الضاحية كان يتردّد صداه الإيجابي بقوة في فلسطين على صعيد تعزيز صمود الشعب في غزة والقدس والضفة وكافة المدن الفلسطينية. ولفتت المصادر إلى استحضار السيد لشعار الرئيس ياسر عرفات «للقدس رايحين شهداء بالملايين»، وتذكيره بأن الفلسطينيين سباقون في المقاومة والنضال ضد الاحتلال تحمل رسائل إيجابية الى رام الله لوحدة الموقف والهدف وإعادة توجيه البوصلة نحو فلسطين والقدس وبأن الطريق الأقصر الى القدس هو المقاومة لا خيار التفاوض الذي سقط مع قرار ترامب بالضربة القاضية.
ولفتت المصادر إلى أن «ما يجري في فلسطين انتفاضة متدحرجة ستكبر كل يوم ككرة الثلج، لكنّها تتطلب حاضنة شعبية ودعماً من قوى المقاومة الذي تحدث السيد نصرالله عن تكامل بين أركان وفصائل محور المقاومة لدعم الانتفاضة».
وأوضحت المصادر أن «السلطة الفلسطينة يجب أن تتلقف كلام السيد نصرالله، لأن لا خيار أمامها للمناورة أو التأجيل، وعليها تجميد المفاوضات على الأقل وإيقاف التنسيق الأمني مع كيان العدو ورفض استقبال أي موفد أميركي والانخراط في خيار المقاومة».
عون إلى اسطنبول
وفي موازاة ذلك، تواصلت المواقف الرسمية في لبنان المستنكرة لقرار ترامب، وفي حين يشارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على رأس وفد يضمّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وفريق من المستشارين، في القمة الإسلامية التي ستعقد في اسطنبول الأربعاء المقبل لبحث مسألة القدس وقرار ترامب، تسلم الرئيس عون، رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس نقلها إليه سفير دولة فلسطين أشرف دبور يشكره فيها على دعمه للقضية الفلسطينية.
وأكد الرئيس عون أن «القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي، خطأ كبير يجب تصحيحه بالعدول عنه، لا سيما أنه يخالف كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة». ولفت الى انه سيطالب «رؤساء الدول الإسلامية بضرورة اتخاذ القرارات اللازمة للحفاظ على عروبة القدس مدينة الأديان السماوية كافة، كما ان على الأمم المتحدة ان تقوم بواجبها لجهة احترام قراراتها، وإلا فإنها ستلغي دورها في العالم». وقال «من غير الجائز أن يطرد شعب من وطنه وأرضه لحل مشكلة شعب آخر».
الحريري لـ «القوات»: لقد طعنتم في ظهري…
وفي ما خطفت المستجدات في الاراضي المحتلة الأضواء عن الملفات الداخلية، عادت مفاعيل وترددات أزمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري تظهر في المشهد من بوابة تورّط أطراف سياسية داخلية للانقلاب على الحريري، الذي اتهمها أمس، بشكل مباشر بطعنه في الظهر، في اشارة الى بقايا 14 آذار وعلى رأسهم «القوات اللبنانية»، واعتبر رئيس الحكومة في تصريح أن «هناك أحزاباً سياسية حاولت أن تجد مكاناً لها في الأزمة من خلال الطعن بالظهر، وأنا سأتعامل مع هذه الحالات كل على حدة».
وأضاف الحريري: «جميعكم تعرفون من حاول طعننا في الظهر، وحين كانوا يرددون مواقف تحدٍ لحزب الله وسياسة إيران ظاهرياً وجدنا في النهاية أن كل ما أرادوه هو الطعن بسعد الحريري».
واذ تترقّب الساحة الداخلية الاختبار الاول في جلسة مجلس الوزراء المتوقعة الخميس المقبل لجهة كيفية تعامل الحريري والتيار الوطني الحر مع «القوات» التي حاولت الانقلاب على العهد والحريري معاً، تؤكد مصادر في تيارَيْ المستقبل والوطني الحر لـ»البناء» أن «العلاقة متوترة مع القوات ولن تعود الى سابق عهدها بعد افتضاح أمر القوات وموقفها المشبوه في الأزمة الأخيرة»، لكنها أشارت الى ضرورة استقرار الوضع الحكومي في الوقت الراهن للتفرغ لمعالجة الملفات الداهمة كالاستحقاق الانتخابي وأزمة النفايات والكهرباء وإنجاز ملف النفط».
في حين أوضح نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني أن «لا خطة مواجهة لعرقلة قد تعترضنا داخل مجلس الوزراء على خلفية مواقفنا من استقالة الرئيس الحريري»، وقال: «التوتر في علاقاتنا مع التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل لن يُغيّر شيئاً في أدائنا الحكومي».
«أبو ريان» في قبضة أمن الدولة
على صعيد آخر، أوقفت المديرية العامة لأمن الدولة السوري خ.أ. في بلدة قب الياس – قضاء زحلة، بجرم الانتماء الى تنظيم داعش الإرهابي، حيث اعترف بأنه كان يتولّى منصب مساعد رئيس المكتب الإعلامي في الرقّة ، الملقب بـ «أبو ريان».
وفي بيان لمديرية أمن الدولة أوضحت أنه «تبيّن أنّ مهامه تَشمل تغطية كافة أشكال تنفيذ إقامة الحدّ الشرعي من إعدامات وغيرها التي كان ينفذها التنظيم الإرهابي، فضلاً عن تزويد الإذاعة التابعة لداعش بأخبار الأحداث الأمنيّة ونشرها أيضاً على موقع «يوتيوب». وتمّ تسليم الموقوف الى القضاء العسكري بواسطة فرع مخابرات الجيش في البقاع، بناءً الى إشارته».