عهد التميمي الفتاة القاصر ووردة فلسطين الجميلة البالغة من العمر 17 عاماً، اسم لا يريد بنو سعود أو عرب الردَّة من الحكَّام الطغاة أنَّ يسمعوا به وببطولات هذه المناضلة الصغيرة التي أدهشت العالم وهي تجابه أدوات القمع والإرهاب والاحتلال بشجاعة لم يملكها حتَّى بعض الرجال ومن دون سلاح إلا سلاح الجسد والموقف. الفتاة التي لم تبلغ سن الرشد، شسع نعلها يساوي تيجان وعروش الملوك وثلاثة أرباع "الأبوات" الفلسطينيين من أبو مازن وجر.
لقد وصلت أخبار قيام قوات الاحتلال باعتقال الطفلة المناضلة عهد إلى أقصى أنحاء العالم حتَّى زعيم حزب العمَّال البريطاني جيريمي كوربين استنكر ودعا إلى اطلاق سراحها ولكن لم يسمع ابن سلمان بعهد لأنَّه ليس على الوعد ولا على العهد في شيء ولأنَّه مشغول هذه الأيام بنضال من نوع آخر، فخزمتشية الوهَّابية الداعشية من مفتي البلاط إلى شيخ الحرم المكي إلى ما يُسمَّى بالمفكرين والإعلاميين السعوديين صمتوا صمت القبور حيال القدس الشريف كالعريفي وآل الشيخ وباقي حاشية البلاط بعد أنْ كان صوتهم يلعلع في سبيل الفتنة والإفتاء بقتل المسلمين في سوريا وسبي الروافض وشن الحرب الهمجية على شعب اليمن وتدمير بلده وحضارته، وبعضهم الآخر من الدعائيين المسعودين يقوم حالياً بإسعاف المحتل الاسرائيلي على طمس قضية القدس عبر "الاعتراف" بأن لليهود حقا مقدسا في القدس كما للمسلمين (أي بني سعود فقط) حق مقدس في مكة! ليس هذا غريباً عليهم لأن كبيرهم الذي علَّمهم السحر، عبد العزيز بن سعود، باع فلسطين لبريطانيا الاستعمارية المجرمة واليوم يقوم أحفاده الموبوؤون بوأد القدس الشريف من دون أنَّ يرف لهم جفن. أين أصبح زعم مليكهم فيصل الذي كان يصر على الصلاة في القدس؟!  
وبينما كانت عهد التميمي وعائلتها المباركة تتصدى لجنود الاحتلال باللحم العاري مع باقي الشرفاء من الشعب الفلسطيني ومن بينهم مُقعَد مبتور الساقين قتله قناص إسرائيلي، كان زبانية بني سعود يستقبلون الممثل جون تراڤولتا الآتي ليدشن أول سينما في السعودية، ولعله يرقص أمام الملك رقصاته الجديدة من فيلم "حمى ليلة الخميس (لا السبت)" من إنتاج سعودي!
وعلى سيرة الأفلام، طرق بنو سعود الكوميديا الهزلية من بابها العريض فكانوا أضحوكة العالم بأسره، عندما أصدروا فيلماً كرتونياً مثّل مبادئهم الرسومية المتحركة بعنوان "فيلم الردع السعودي". ويتضمَّن هذا الفيلم الذي يضاهي "حرب النجوم" (ستار وورز) بتقنياته وحبكته البوليسية، قيام قوات مسعودة برد هجوم من قبل إيران ضد "فرقاطة" سعودية كانت تقوم بمهمة"إنسانية" ولكن ليس في اليمن طبعاً حيث يقوم تحالف الدواعش بقتل الأطفال والتسبب بوباء الكوليرا. المهم تقوم قوات بني سعود بالرد على الإيرانيين ثم تدمر المراكز النووية في إيران بالصواريخ وتحتل طهران بالدبابات وسط تأييد شعبي عارم وترحيب من قبل الإيرانيين الذين كانوا يحملون رايات بني سعود!
فيلم "متعوب" عليه فعلاً ويفرِّط من الضحك خصوصاً بحق إيران التي خاضت حرباً مع العراق ومن ورائه دول الخليج ثماني سنوات ثم تحدت حصار العالم. والمضحك أكثر إذا استرجعنا ذكر المعارك التي خاضها "الجيش" السعودي ضد اليمنيين الأبطال والتي كانوا يفرون فيها كالأرانب بعد سماع المقاومين اليمنيين ينادون "سلَّم نفسك يا سعودي"! فهذا الجيش الوهَّابي الذي جله من المرتزقة، غير قادر على استعادة مواقعه في جيزان ونجران وعسير حيث يمرح ويسرح المقاومون اليمنيون الصامدون رغم الحصار ويطلقون الصواريخ الباليستية وآخرها على قصر اليمامة في الرياض والذي أثار الذعر في نفس سلمان وتسبب له بخضة استدعت "طاسة رعبة" اتصال من ترامب!
 
لقد جاهد بن سلمان حق جهاده، فقد كافح الفساد عبر شراء أغلى منزل في العالم وأفخم يخت في الكون وأثمن لوحة للفنان ليوناردو ديڤنشي، في الكرة الأرضية، وعبر سجن أكبر أغنياء الكون من أبناء عمه لابتزازهم والاستيلاء على ثرواتهم لكي يضمن عدم قدرتهم على محاربته عندما يتولى العرش، لا بسبب الفضائح والرشوات والفساد بدليل أنَّه زاد الضرائب على كاهل المواطن السعودي الساكن ولم يحقق للمواطن أي شيء يُذكَر. كذلك بن سلمان اليوم مضطر لكي يأتي بالمزيد من المال لكي يرضي جشع دونالد ترامب الذي بعث بفاتورة جديدة ثمن الموقف من اليمن وعدم كشفه لجرائم بني سعود. وهكذا ما زال يجاهد بن سلمان في رمال اليمن المتحركة ويرسل بجنوده للموت هناك من دون نتيجة بعد ألف يوم من العدوان الغاشم.
بن سلمان مرعوب من أبناء عمه فهو يعرف أنهم سينتقمون لكرامتهم بعد أنْ أذلهم وترك "بلاك ووتر" تقوم بتعذيبهم وتعليقهم من السقوف وضرب الفلقة (وربَّما هذا ما تعرض له الحريري الذي قرر بلع البحصة) فهو لا يثق بالجيش ولا الحرس الوطني السعودي. والمقبل من الأيام سيشهد تنفيذ "صفقة العصر" مع ترامب-كوشنر بإعلان التحالف مع إسرائيل ضد إيران ومحور المقاومة ذلك لأن الظرف مؤاتٍ جدَّاً رغم الهبة الشعبية على قرار ترامب حول القدس.
فنظام السيسي الذي قدم مشروع قرار أمام مجلس الأمن نيابةً عن فلسطين، قام بذلك بتثاقل ومن أجل رفع العتب فقط ولحفظ ماء وجهه ووجه عبَّاس الأسود. المشروع الذي نقضته الولايات المتَّحدة والذي مر لدى الجمعية العامَّة للامم المتَّحدة، هو أسوأ من قرار ترامب بسبب اعترافه الضمني، كما جاء في مؤتمر الدول الإسلامية في تركيا، بسيادة فلسطين على القدس الشرقية فقط ومنح إسرائيل القسم الغربي. هذا المؤتمر المعقود لنصرة القدس، والذي أرعد فيه وأزبد عنتر أردوغان من دون تنفيذ وعوده، حضره للأسف 17 زعيماً فقط، بينما استدعي إلى المؤتمر، الذي دعا اليه سلمان من أجل ترامب، 58 منهم!
لكن رغم قتامة الموقف والزمن الإسرائيلي، إلا أنَّ العصر هو عصر المقاومة التي سبقت عهد التميمي. فمحور المقاومة اليوم هو في أفضل حالاته وأقصى استعداداته، من جبل صعدة في اليمن إلى القائم بالعراق إلى البوكمال في سوريا، وقريباً جدَّاً على هذه الشاشة، إدلب ودير الزور، إلى قرى ودساكر جبل عامل والجرود بعد تطهيرها من تكفيريِّي بني سعود. المحور في جهوزية كاملة لأي طارئء ومستجد.
يبقى على شعوب العالم العربي المبتلية بأنظمة وحكام طواغيت مأفونين، أنْ تهب لنصرة الطفلة الناضجة عهد التميمي وعائلتها المكافحة والضغط بكل الأساليب لتحريرها وإبلاغها أنَّ كل شرفاء العالم معها لتعزيز معنوياتها، لأنَّه طالما وجدت شخصية قوية كعهد سبقت عصرها بأشواط وداست على تواريخ الحكَّام العرب وصكوك استسلام وخيانة محمود عبَّاس وأشكاله، فلا خوف على مستقبل الأمة التي لا بد أنْ تستيقظ يوماً ما ولو أنَّ ذلك الصهيوني الخبيث الذي استضافه فيصل القاسم في برنامجه وأفسح له المجال برحابة صدر، قال اننا شر أمةٍ أُخرِجَتْ للناس! بوجود أبناء المقاومة العظيمة وشرفاء فلسطين مثل عهد التميمي سيبقى الأمل بالنصر مرفرفاً لدى خير أمة وشعب بمسلميه ومسيحييه. لذلك كله هؤلاء هم شخصيات العام رغماً عن أنف مجلة "تايم"!  أعياد مجيدة..

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع