يكاد التيار الوطني الحر يتحول بكامله إلى ماكينة انتخابية تحضيراً للانتخابات النيابية. الاجتماعات تُعقد بشكل دائم، تحضيراً لتحديد المُرشحين والتحالفات الانتخابية. مع توقع مصادر في «التيار» أن تُحسم الأمور بداية شباط المقبل
أول ما يشتكي منه قسمٌ من السياسيين لدى سؤالهم عن الانتخابات النيابية، هو غياب الحماسة بين الناخبين لهذا الاستحقاق. يقولون إنّ قسماً من الناس ما زال غير مُصدّق أنّ الانتخابات ستُنظّم في 6 أيار المقبل. وهناك القسم الثاني الذي لم يفهم بعد كيفية الاقتراع في ظلّ القانون الجديد. «أحد الأساتذة الجامعيين يعتقد أنّه يحق له منح صوته التفضيلي لمُرشحَين»، يُخبر سياسي شمالي.
بيد أن «البرودة» تجاه الانتخابات، التي تُصيب جزءاً من الرأي العام، لا تشمل ماكينات غالبية الأحزاب والقوى السياسية، التي أطلقت النفير العام. التيار الوطني الحر، هو واحد من هذه القوى. بداية الشهر الجاري، أطلق رسمياً اجتماعاته تحضيراً للمرحلة الأخيرة من الورشة الانتخابية. وقد رجّح في حينه، نائب زحلة السابق سليم عون، أنّ «الصورة قد تتضح خلال 10 أيّام». كان ذلك الاجتماع العام الوحيد، «وفي غضون أيام سنعقد الاجتماع الثاني من أجل متابعة النقاش»، بحسب مصادر عونية، ولكنّ الاجتماعات المناطقية «مفتوحة لدراسة كلّ دائرة قبل أن يُقدّمَ تقرير مُفصّل بوضعها ويُناقش مع رئيس الحزب» الوزير جبران باسيل. كذلك سيُستَعان بالمُرشحين المُحتملين في الدوائر، «لتقديم رؤيتهم للانتخابات في منطقتهم إلى باسيل ومسؤول الماكينة الانتخابية نسيب حاتم». وتتوقع المصادر أن «تتضح الصورة بداية شباط المقبل».
في اجتماع 2 كانون الثاني، بحث المسؤولون في «التيار» في معظم النقاط المتعلقة بالانتخابات: المرشحون، طبيعة المعركة، السيناريوهات المحتملة للتحالفات وكيفية التعامل مع بقية القوى السياسية، الإعلانات والتواصل مع الإعلام، ميزانية الانتخابات... العديد من النقاط لم تُحسم بعد، «ولا سيّما ما يتعلّق بالتحالفات، لأنّ الأمر لا يتعلّق بنا حصراً». ولكن بحسب المصادر، قال باسيل ما معناه إنّه «سيجري التعامل مع كلّ منطقة على حدة، وفقاً لخصوصيات كلّ دائرة، من دون أن تكون التحالفات واحدة على صعيد لبنان». وخيارات التيار العوني مفتوحة على كلّ الاحتمالات، بما فيها إمكان فتح صفحة جديدة مع تيار المردة. فبحسب المصادر، «يعتبر باسيل أن لا مانع من التحالف مع النائب سليمان فرنجية إذا كان هناك احتمالٌ ذلك». عدم الحسم في ما خصّ التحالفات «يشمل أيضاً حزب الله». فالانتخابات، بحسب مسؤولين عونيين، «ترتبط هذه المرة بالأحجام لا بالخيارات السياسية. ولا يوجد أي انقسام سياسي عمودي كما في السابق بين تكتلي 8و14 آذار. وإذا تبيّن لنا أن مصلحتنا ومصلحة حلفائنا في ألّا نترشّح معاً، فلا مانع من الاتفاق معهم على خوض المعركة في لوائح منفصلة. وهذا الأمر ينطبق على حزب الله وعلى غيره من الحلفاء».
أما بالنسبة إلى تيار المستقبل، فعلى الرغم من تقدّم الحديث عن اتفاق انتخابي سيُعقد بينه وبين التيار العوني، في عددٍ من الدوائر أهمّها صيدا ــ جزين، البقاع الأوسط، والشمال الثالثة (بشرّي ــ زغرتا ــ الكورة ــ البترون)، «لا يزال النقاش معه بشكل عامٍ من دون الغوص بالتفاصيل. صحيح أنّ وقفتنا مع رئيس الحكومة سعد الحريري خلال أزمة استقالته قرّبت في ما بيننا، ولكن بصراحة نبحث أين تكمن مصلحتنا بالدرجة الأولى». التنسيق بين باسيل ومدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري، والتقدّم في العلاقة بين الطرفين، فَرَضا أن ينتقل التواصل «إلى مستوى الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، ونائب رئيس التيار الوطني الحر للشؤون الإدارية رومل صابر». عقد الرجلان، حتى الساعة، ثلاثة اجتماعات كان آخرها في مركزية التيار العوني في ميرنا الشالوحي، بين عيدي الميلاد ورأس السنة. الهدف الأساسي من ذلك، «تقريب القواعد الحزبية والشعبية، ولا سيّما تلك التي لديها تساؤلات حول التقارب بين التيارين». بعد ذلك، سيُصبح التنسيق أيضاً على مستوى منسقي الأقضية، والهيئات المحلية. ومن المفترض، بحسب المصادر، أن يُعقد اجتماع قريباً يضم إضافةً إلى الحريري وصابر، «مسؤولي النقابات، والطلاب، والمناطق. وتشكيل لجنة من 10 أو 12 شخصاً، لوضع برنامج عمل مشترك، وتفعيل التنسيق».
تحديد أسماء المُرشحين العونيين إلى الانتخابات النيابية، ينتظر التحالفات السياسية. خلال الورشة الانتخابية في 2 كانون الثاني، جرى تقسيم المرشحين المُلتزمين إلى ثلاث فئات، كلّ فئة عقدت في ذلك التاريخ، اجتماعاً مع باسيل ونسيب حاتم. الفئة الأولى تضم المُرشحين الثابتين، «وهم الذين حلّوا بالمراكز الأولى في الاستطلاع الداخلي، وبفارق كبير عن زملائهم». من بين هؤلاء هناك: أسعد درغام وجيمي جبور في عكار، باسيل في البترون، وبيار رفول في زغرتا، وجورج عطالله في الكورة، سيمون أبي رميا في جبيل، إبراهيم كنعان والياس بو صعب وإدي معلوف في المتن، آلان عون في بعبدا، سيزار أبي خليل في عاليه وماريو عون وطارق الخطيب في الشوف، نقولا الصحناوي في بيروت الأولى، زياد أسود وأمل أبو زيد في جزين.
في المجموعة الثانية المُرشحون المحتملون، وهم: طوني عطالله (كسروان) وناجي حايك (جبيل)، طوني ماروني في طرابلس، إبراهيم الملاح في المتن، خليل حمادة وغياث البستاني في الشوف، سليم الخوري في جزين، ناجي غاريوس وحكمت ديب في بعبدا، ميشال الضاهر في بعلبك ــ الهرمل (وهو غير رجل الأعمال ميشال الضاهر المرشح المحتمل في زحلة).
أما المجموعة الثالثة، فالمرشحون فيها حظوظهم شبه معدومة، ولكن يبقى اعتمادهم رهناً بالتحالفات وحاجة اللوائح إليهم، ومنهم: خليل شمعون في بعلبك ــ الهرمل، كاتيا كيوان في الشوف ــ عاليه، إيلي زوين وميشال عواد في كسروان، عمر طالب في الشمال الثالثة.