تحدث عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله عن رؤية حزب الله حيال مجموعة من التطورات في المنطقة، خلال لقاء مفتوح مع نخبة من المهتمين، في مركز “الامام الحكيم”. وقال “عندما تكون القدس محتلة هذا يعني اختلال الميزان لغير صالح العرب والمسلمين، والعكس يحصل، وهذا هو مثبت تاريخيا”. أضاف “القداسة في القدس للمسلمين والمسيحيين، والموقف العام حيال قرار الرئيس الاميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، أثبت موقف واحد إسلامي-مسيحي تجاه هذا القرار”.
ولفت فضل الله الى “رهان البعض بأن المواقف التي واجهت قرار ترامب سينتهي مفعولها خلال أيام، ولكن ما حدث ان أحدا لم يجار الولايات المتحدة في هذا القرار، كما حصل أيضا في عدم مجاراة أحد في موقف اميركا في مجلس الأمن حول التدخل بشؤون إيران”.
واعتبر أن “الولايات المتحدة استفادت من العنف العربي”، مشيرا الى “التأثيرات التي تركتها الجماعات التكفيرية في عالمنا العربي”، متوقفا أمام “التحذيرات من هؤلاء ومن أن مشروعهم الذي لا يخدم إلا إسرائيل وهذا ما بات واضحا، إذ نقلت هذه الجماعات الصراع الى مكان آخر ونسيان فلسطين”، آسفا “لعدم إرتقاء الرفض الاسلامي والعربي الرسمي الى مستوى خطورة الحدث”، متهما هؤلاء “بالتواطؤ الضمني وهو ما ورد على لسان الاميركيين”.
وأكد فضل الله أن “أربعة محاور عملت على هزيمة داعش، أولها في العراق حيث أثبت الشعب العراقي قدرته على تحرير بلاده من خلال قواه وتكاتف الجيش العراقي والحشد الشعبي”، منوها “بقدرات العراق المادية والعلمية والجغرافية في أساسيات قوة المنطقة، إضافة الى المحور السوري حيث تم إحباط مشاريع التكفيريين فيه”.
ولفت الى “استعادة المناطق الأساسية في سورية، وان لم يعد لداعش ودولتها أية مدينة”، مستذكرا “التحذيرات في بداية أحداث سورية من هذه الجماعات التكفيرية”، مؤكدا ان “الانتصار في سورية مهد الطريق للانتصار في لبنان حيث تم تحرير الجرود الشرقية من هؤلاء التكفيريين”.
وأعلن ان “انتصار محور المقاومة في الميدان سيعزز حضور القضية الفلسطينية، وإعادة الاعتبار لها على كل الصعد”. وشدد على أن “المؤثر الأساسي في هذه القضية سيكون الشعب الفلسطيني ومقاومته”، ملمحا الى “محاولات لتعزيز دور هذه المقاومة”، ومنوها “بالشعب الفلسطيني ونضالاته على مر التاريخ”. وذكر ان “نتيجة هذه التحولات التي جرت على امتداد العام المنصرم، صبت في صالح محور المقاومة في المنطقة”.
وعن اليمن، اعتبر فضل الله “ان الشعب اليمني مظلوم، وهو شعب ينشد السلام”. وقال “لا أفق للحرب على اليمن لإخضاع شعب. ونتائج هذه التحولات انعكست على بلدنا”.
واستعرض أزمة رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية”. وقال “إن المقاومة ادت دورا اساسيا في التحولات والانجازات التي حصلت في المنطقة، لذلك هناك محاولات لإلهاء المقاومة بمحاولة زعزعة الاوضاع السياسية، وانتهينا من هذه الازمة ولكن لا يمكن ان نفصل لبنان عن الدور الذي اداه في حماية نفسه. فهو صار له دور ريادي بفضل المقاومة”.
وعن الوضع الداخلي في لبنان، قال “ان واحد من الانجازات الاساسية التي اسهمنا فيها كان قانون الانتخاب، ولقد تغيرت المعادلة في هذه الانتخابات المقبلة لأنه لم تعد اللوائح معلبة وقادرة على ايصال من تريد الى المجلس النيابي”.
وإذ اعرب عن توقعه بحصول مجلس نيابي جديد، أوضح ان “النظام الاكثري يخدم حزب الله اكثر، ولكن مع القانون النسبي يعطي صفة تمثيلية اكثر تسمح بكتل جديدة وربما بأحزاب جديدة يتاح لها المساءلة والمحاسبة”، متوقفا “امام تشارك لبنان مع الدول العربية في مسألة عدم المحاسبة والمساءلة”.
وتوقف امام اقتراح لمكافحة الفساد، مطالبا “برفع اليد السياسية عن القضاء اللبناني”، كاشفا عن “مئات ملايين الدولارات التي تهدر، وعن المحسوبيات والرشاوى” مشددا على “ضرورة بت الملفات العالقة امام القضاء ولكن من دون تدخل سياسي”. ورأى ان “السياسة اللبنانية ستكون انتخابية حتى حصول اول انتخابات للمغتربين يوم 24 نيسان/ابريل المقبل، ثم في 6 ايار/مايو”، مشددا على “دور الشعب اللبناني”.
وردا على سؤال، استبعد فضل الله “اقدام اسرائيل على شن حرب او تهجير الفلسطينيين لأن الظروف غير مؤاتية”. واعرب عن امله “بالوصول الى المحاسبة والمساءلة”، مستغربا “كيف يضرب مجلس القضاء الاعلى من اجل عطلة في حين هناك قضايا عالقة في موضوع الفساد وهدر ولا احد يجتمع في مجلس القضاء الاعلى للبت في هذه الامور”، آسفا “لمثل هذا الاداء”، مؤكدا انه “اذا لم تحصل اجراءات رادعة فلا مجال للتغيير”. وانتقد “عدم محاسبة القضاء للناهبين الكبار”. ولفت الى “المشروع الذي يعمل عليه لتكريس العداء لإيران بدلا من اسرائيل”. ورأى ان “لبنان الطائفي لن يتغير، ولكن هناك امكانية حقيقية في الانتخابات المقبلة لاحداث اصلاح جزئي”.