انطلقت القوى السياسية في بحث مصلحتها في الانتخابات النيابية، وبناءً عليه ستُحدد تحالفاتها. نجيب ميقاتي هو أحد هؤلاء. لم يحسم قراره بعد، رغم أنّه قد يكون أقرب إلى تشكيل لائحة منفردة

رئيس الحكومة السابق، النائب نجيب ميقاتي، هو إحدى القوى الرئيسية في دائرة طرابلس ــ المنية ــ الضنية الانتخابية، وحتى الساعة لم يُحدّد خياراته على مستوى التحالفات. يُجري حسابات دقيقة للواقع السياسي والشعبي والانتخابي في منطقته وفي دوائر انتخابية أخرى أيضاً كعكار وبيروت الثانية، مُتريثاً في الإفصاح عن خطواته المستقبلية.
إلى متى؟ مصادره تقول إنّ رئيس تيار العزم «هو من يُقرّر الوقت الذي سيُعلن فيه موقفه»، مؤكدةً أنّه غير معنيّ بكل التسريبات التي تُنشر «لأنّه حتى يوم أمس لم يكن قد حسم أي أمر بعد، إن كان في ما خصّ طرابلس أو أي منطقة أخرى». الهدف هو أن يكون له كتلة نيابية يدخل بها إلى البرلمان، تمهيداً لتحقيق «الغاية الأسمى»، هي الحصول على رئاسة الحكومة. إلا أنّ مصادر ميقاتي الرسمية تُسارع إلى النفي: «أكيد أنّ عنوان معركتنا ليس رئاسة الحكومة. فنحن نتنافس في الأصل من أجل طرابلس والإنماء فيها، لا عليها».
على طاولة رئيس الحكومة السابق، أربعة سيناريوهات للانتخابات النيابية، بحسب مطلعين على الوضع، نابعة من واقع القوى في طرابلس. الحديث يتركز حول أربعة أطراف رئيسية في الفيحاء: ميقاتي، تيار المستقبل، الوزير السابق أشرف ريفي، الوزير السابق فيصل كرامي وقوى 8 آذار.

خيار تحالف ميقاتي مع تيار المستقبل «شبه مستحيل»، ولن يُقدم عليه، «أولاً لأنّه لا مصلحة للطرفين في التحالف، في ظلّ القانون النسبي والصوت التفضيلي. وثانياً، لأنّ تيار رئيس الحكومة سعد الحريري، سيظل يُمنّن ميقاتي بأنّه هو الذي حقّق له الفوز في الانتخابات»، الأمر الذي لن يرضى به نائب طرابلس. التحالف مُستبعدٌ أيضاً مع ريفي. لن يستطيع ميقاتي «أن يحمل تبعات خطاب اللواء المتقاعد الشعبوي. كذلك فأنّه إذا قرّر التحالف مع ريفي، يكون قد وضع نفسه في موقع معادٍ لأغلبية القوى السياسية الرئيسية في البلد». أما بالنسبة إلى فريق 8 آذار، فالأمر بحاجةٍ إلى دراسةٍ متأنية. تشكيل لائحةٍ تضم إلى جانب ميقاتي وكرامي وتيار المردة والحزب العربي الديمقراطي والنائب السابق جهاد الصمد، «سيؤدي إلى استعداء السعودية، من دون مقابل يحصل عليه من الفريق الآخر. فميقاتي يعرف أنّ الاتفاق الرئاسي يتضمن أن يبقى الحريري رئيساً للحكومة طوال عهد الرئيس ميشال عون». هناك احتمال بأن تفوز هذه اللائحة بمقعدين سُنّيين، والمقعدين الماروني والعلوي، بيد أنّ ذلك «لا يعني أنّ ميقاتي سيُشكل كتلة نيابية خاصة به، لكون ثلاثة من المقاعد الأربعة حلفاء له». المعلومات تشير إلى أنّه في ظلّ التقارب بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، سيتحالف تيار المردة مع ميقاتي. تنفي المصادر ذلك، موضحةً أنّ نائب طرابلس «سأل المردة عن المقاعد التي يريد الحصول عليها في حال تحالفهما.

الجواب كان المقعدين الأرثوذوكسي والعلوي. ولكن، لم يحسم التحالف بينهما». كذلك الأمر بالنسبة إلى كرامي، «الذي يعتبره ميقاتي جزءاً من 8 آذار، وسيجري التعامل مع التحالف معه بناءً على ذلك». وكان كرامي قد قال في حديث سابق مع «الأخبار» (الأربعاء ١٠ كانون الثاني 2017) إنّ هناك «تفاهماً وتعاوناً بيننا وبين ميقاتي، سواء تحالفنا انتخابياً وكنّا في لائحة واحدة، أو توزعنا على لائحتين».
انطلاقاً من هذه القراءة، يقول المطلعون على أجواء ميقاتي إنّ «مصلحته تكمن في تشكيل لائحة لوحده، فيكون بذلك غير مُحرجٍ مع 8 آذار ولا مع السعودية». وبالمناسبة، سمع ميقاتي من الدبلوماسية السعودية أنّ المملكة «لا تحسبه حليفاً ولا عدواً، وبالتالي ليس لديها موقف سلبي منه». مع التأكيد أنّ «الخطة السعودية للتعامل مع الواقع السياسي الجديد في لبنان لم تجهز بعد».
الخصم الأول لميقاتي هو تيار المستقبل. لذلك، من مصلحته «أن لا يترك مجالاً له حتى يكون مرتاحاً في المناطق». سيُحاربه في طرابلس «التي يعتبرها ملعبه». كذلك فإنّه يدرس جدّياً أن يُقارعه في بيروت، «إذا تمكّن من تحقيق هدفه، يكون ذلك مكسباً له، وإذا لم يفعل فلا يكون قد خسر شيئاً».

المصدر: جريدة الأخبار - ليا قزي