في 1891 جمع ويليام يوجين بلاكستون تواقيع قدمها كعريضة سميت بـ"عريضة بلاكستون" للتأثير على الرئيس الأميركي حينها بنجامين هاريسون للضغط على السلطان العثماني لتسليم فلسطين لليهود. هذه كانت الحادثة الأولى العلنية لتأثير اللوبي اليهودي في السياسات الخارجية الأمريكية وخاصة في ما يخص الشرق الأوسط وذلك لانتزاع اعتراف اممي بحق اليهود بالحصول على دولة فلسطين ومن ثم المحافظة على أمن واستقرار ما يسمى بدولة "إسرائيل". 
يختلف المحللون السياسيون حول قدرة تأثير هذا اللوبي على صناعة القرار الأميركي ولكن معظمهم يتفق أن اليهود، وهم من أكثر الأقليات ثراء في العالم، يسيطرون على نحو 15% من الاقتصاد الأميركي ولديهم مؤيدون في مراكز القرار السياسي لبلاد العم سام. أضف إلى ذلك أن يهود أميركا يتمتعون بقدرة عالية على التنظيم وتكوين مجموعات الضغط في السياسات الأميركية من خلال مؤسسات وهيئات ناشطة وفعالة وقد استطاعوا فهم العقلية الأميركية بالكامل وطرق التعامل معها. 
من أبرز منظمات اللوبي الصهيوني لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (ايباك) التي تم تأسيسها عام 1954 وتضم نحو 5200 من كبار الشخصيات اليهودية في المجتمع الأميركي وهي أكبر منظمة تجمع تبرعات لإسرائيل في العالم. ومن أهم أسلحة الضغط اللوبي الصهيوني في أميركا وقد سيطرت من خلال هذا اللوبي على مفاصل الإعلام الأميركي سواء من خلال ملكيتها أو إدارتها مما جعلها قادرة على التأثير في الرأي الأميركي بشكل كبير. أما سبب عدم قدرتهم على السيطرة على جميع مفاصل الحكم في أميركا على الرغم من نفوذهم الكبير فيرجع ذلك إلى أنهم منقسمون بين فئات اثنية وإصلاحية ومحافظة ومتدينة. فكثير من أعضاء هذا اللوبي يؤمنون بعودة اليهود إلى الأرض المقدسة فسطين وبناء دولة "إسرائيل" للتمهيد لظهور السيد المسيح. وحسب ما جاء في كتاب "وادي الرؤى" لأستاذ العبرية بجامعة نيويورك، جورج بوش سنة 1860 فإن بعضهم يؤمن أن الدين هو أساس 70% من الحروب في العالم. هذه الصراعات جعلت أعضاء المنظمات يتصارعون في اختيار الرؤساء الأميركيين، فمنهم من كان يدعم باراك أوباما وهو عضو في جمعية Illuminati السرية بينما آخرون كانوا يعارضون وصوله إلى سدة الرئاسة. ظلت الأمور مقبولة بين اللوبي الصهيوني وأوباما من فترة انتخابه حتى تموز 2009 حين التقى الرئيس اوباما في غرفة روزفلت بالبيت الابيض مع قادة من منظمات اللوبي الصهيوني وكان اللقاء غير ودي على الاطلاق. منذ ذلك الحين وحتى نهاية عهد اوباما كان الخلاف بينه وبين اللوبي الصهيوني على اوجه وكانوا يتهمونه بالعداء لدولة "اسرائيل". 
عندما انتخب دونالد ترامب في 2016 احتفل قادة "ايباك" بانتخابه رئيسا لبلاد العم سام. وهو يصنف كصديق لاسرائيل. بالعودة الى تاريخ دونالد ترامب فانه تم التحضير له ليكون رئيس الولايات المتحده الامريكيه منذ 1988 عندما انقذه جاكوب روتشفيلد، وهو رئيس منظمة Illuminati كما يعتقد، من الافلاس وبدأ ظهور نجم رجل الاعمال هذا في سماء الاعمال الاميركية. 
بعد مرور عام على تسلم ترامب الرئاسة الأميركية فإن اعضاء اللوبي الصهيوني بدأوا يتمنون العودة إلى أيام أوباما. فبمقارنه العهدين يرى أصحاب القرار أن أوباما أوقف بعض القرارات المتهورة لبنيامين نتنياهو وفي وقتها كانت الأمور تبدو سلبية أما الآن ومع المواقف المتساهلة من ترامب نحو نتنياهو فإنه يتسبب بنتائج عكسية على دولة إسرائيل لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي متورط بقضايا فساد وهو يحاول تعويم نفسه سياسياً اكثر من اهتمامه بالقضايا الاساسية لاسرائيل. لذلك فان أكثر الداعمين لدونالد ترامب مثل الملياردير اليهودي شلدون ادلسون بدأوا بالتراجع عن دعم هذا المعتوه الذي بسياساته الحمقاء يؤذي مصالح إسرائيل العليا. وقد تحدثت تقارير استخباراتية أنه خلال شهر كانون الأول2017 اجتمع قادة المنظمات اليهودية وعلى رأسها "ايباك" في نيويورك لدراسة الخطوات اللازمة لخلع الرئيس الحالي واستبداله بنائب الرئيس مايك بنس. وقد تحدثت بعض التقارير ان كتاب النار والغضب الذي فضح دونالد ترامب هو اولى هذه الخطوات وتظهر ايادي مايك بنس جلية من خلال تسريب امور غاية في السرية.
 فهل ستستطيع هذه المنظمات الوصول إلى غاياتها؟ 


 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع