مع دخولنا العام الجديد، 2018 فإن 70 عاما انقضت على احتلال فلسطين، وتتوج الجنايات المتوالية على هذا الوطن السليب، وضد الشعب الفلسطيني بإرادة المستكبر الأمريكي، وأصحاب شركات النفط الكبرى وشركات السلاح؛ اغتصاب الحق الفلسطيني مجددا، وتحقيق أحلام الصهاينة وفق جدول أعمال تآمري، أبرز عناوينه تهويد القدس، وشطب حق العودة، وتبخيس الحقوق الفلسطينية الثابتة.

مأساة الفلسطينيين اليوم اعتقاد الكثيرين منهم أن مفاتيح الحل في اليد الأمريكية، مع أن قرار ترامب الأخير وسلسلة السلوك الأمريكي حول القضية تكشف بوضوح عن تصهين أمريكا، التي باتت تطرح صراحة حلولا من قبيل وطن بديل في الأردن وسيناء. لكن يبقى الأمل كبيرا فما يلاحظه المراقب لحركة نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني وهو من سوء حظ بني صهيون أنهم في مواجهة شعب رأسه خليلي عنيد، مصر على حقوقه رغم المعاناة، وآن بالفعل لقيادات الفصائل المقاومة أن تراهن على عزيمة شبابه وفتياته العاشقين للشهادة، ومن نتاج الأجداد الذين صمدوا ولم يخضعوا لإرهاب العصابات الصهيونية أن عدد الفلسطينيين على أرض فلسطين التاريخية عاد ليصبح أكبر من عدد الإسرائيليين الذين سعوا طيلة السنوات الماضية لتحويل القضية إلى مشاكل بين الفلسطينيين ومحيطهم العربي، أو إلى معارك داخلية بين كيانات فلسطينية مجزأة، وتغذية كل حالة انقسام فلسطيني. 

والعقدة اليوم بعد كل هذه التجارب تكمن في تشخيص الفلسطينيين أولا، وأهل المقاومة، وكل من هو واقع تحت سطوة الظلم الأمريكي والإسرائيلي للصديق من العدو، فلا يعقل مثلا للمسحوقين بحراب الإسرائيلي أن يكون حلفاءهم دول أو مشيخات أو جمهوريات موز، تتواجد على أراضيها أكبر القواعد العسكرية والاستخبارية للداعم الأمريكي الأول للصهاينة، كما هو الحال على سبيل المثال في تركيا وقطر والسعودية وغيرها من أنظمة التبعية، وليس من المنطق أصالة أن تقوم دول على هذه الشاكلة بدعم أي دولة أو جهة مقاومة وممانعة للمشاريع الأمريكية والإسرائيلية.

من ناحية أخرى أدت انتصارات محور المقاومة مؤخرا ضد أدوات الاستكبار، من تكفيريين ومتطرفين  بالأمريكيين والأنظمة التابعة لهم في المنطقة إلى محاولة تصفية القضية، وشرعنة الاحتلال والسعي لاستحصال حالة موافقة فلسطينية تجعل كيان الاحتلال جزءاً طبيعيا في المنطقة في محاولة للرد على المحور الممانع  الذي يرى أن إسرائيل ليست إلا كيان مسخ، وغدة سرطانية يجب استئصالها، وآل سعود على وجه التحديد يمنحون الصهاينة الأمل ببقاء دولتهم التي بنيت على جماجم شعوب المنطقة، من خلال الانفتاح المريب في العلاقات معهم، وفتح خزائن ثروات الجزيرة العربية للأمريكيين.

وكفلسطيني أتساءل حرقةً على بلدي: أي المحورين ستكون له الغلبة؟ لكن السؤال الأهم: أين سيكون الاصطفاف الفلسطيني لا سيما في المرحلة القريبة المقبلة، سعيا لاستعادة الوطن، واسترجاع الحقوق، وتطهير المقدسات.

*كاتب وإعلامي فلسطيني


 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع